قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن
التمييز العنصري ضد
المسلمين في
الهند منتشر لدرجة أن أحدا لا يعبر عن غضبه عندما يخبره صاحب منزل برفضه تأجيره.
وأوضحت الصحيفة أن المسلمين هبط مستواهم التعليمي، وأصبح خلف
الهندوس في العقود الأخيرة، إضافة لغياب الفرص الاقتصادية والحصول على العمل، والسبب الرئيسي هو التمييز الممارس ضدهم.
وأشارت إلى أن المسلمين في الغالب يعيشون في القرى التي لا تتوفر فيها الكهرباء أو المدارس والعيادات الصحية، وهم غير مؤهلين للحصول على القروض من البنوك.
ولفتت إلى أنه وبعد الفوز الكاسح الذي حققه حزب بهاراتيا جاناتا المتطرف، يقول بعض المسلمين إنهم قلقون على وضعهم في الهند الذي قد يصبح أكثر ضعفا.
وتنقل الصحيفة عن إمام مسجد باري في شرق نيودلهي ظاهر علم أن "الخوف هو جزء أساسي في السياسة، وبهذه الطريقة يحصل الساسة على الاحترام، ولكن بالنسبة لنا نخاف من الرأي العام" ويضيف "معنى الأقلية لم يكن كما هو اليوم".
وأوضحت أن الزعيم الفائز نارندرا
مودي المتوقع توليه منصب رئيس الحكومة في الهند، له علاقة متوترة مع المسلمين الذين يشكلون كما تقول 15% من مجمل عدد السكان، وقد كان مسؤولا عن ولاية كوجرات عندما اندلع العنف فيها عام 2002، وأدى لذبح أكثر من ألف مسلم، كما ارتبط مودي بعصابة قتل كانت تستهدف المسلمين في الغالب.
وقالت الصحيفة إن برنامج مودي ركز على التطوير والتنمية الاقتصادية والحكم الصالح وتجنب القضايا الدينية المثيرة للانقسام.
ويقول حلفاؤه إن على المسلمين أن لا يخافوا من الحكومة الوطنية. وتشير مقابلات مع المسلمين إلى أنهم صدقوا هذا الكلام. فقد فاز مرشحون لحزب بهاراتيا جاناتا في 105 منطقة انتخابية، يشكل فيها المسلمون واحدا من كل خمسة.
ونقلت عن محمد صبري الذي يقوم ببيع مراوح كهربائية في فرانسي أنه -وإن لم يمنح صوته لمودي- لكنه لا يخشى من حكومة بقيادته. وقال "أصبح الآن قائدا وطنيا وعليه التركيز على بناء الدولة".
وجاء فوز مودي جاء نتيجة لتصويت أبناء المراكز الحضرية له والذين يرغبون بتأمين مستقبل جيد لهم ولأبنائهم. ويقول كريستوفر جفرلوت من كلية كينغز في جامعة لندن إن عمليات التحضر السريعة ونمو الطبقة المتوسطة تقوم بتلطيف الفوارق الطبقية بين الهندوس.
لكنه أشار إلى أن القوى نفسها زادت من الفوارق بين المسلمين والهندوس.
وأضاف "في القرى عادة ما تقابل المسلمين لأنها عالم صغير ولكنهم يعيشون في المدن في الغيتوهات".
ويرى نيراج شاودري المحلل السياسي أن مودي فاز في ولاية أوتار براديش بسبب العنف العام الماضي، حيث يتحد المسلمون مع الأقليات الأخرى في التصويت، والآن وقد فاز فعليه تطمين المسلمين.
وقال تشاودري "سيراقب الكثيرون في الهند والخارج فيما إن قام بمد يده للأقليات في الأيام المقبلة".
ولهذا السبب يظل مودي خيارا سيئا لأنه كما يقول سيدهارت فرادارين، المحرر السابق "للهندو" -الصحيفة المهمة في الهند- لأن الكثيرين في الهند خاصة -الليبراليين- يرون مودي تهديدا للعلمانية المنصوص عليها في الدستور.
ويقول "الكثير من الأمور الشريرة عن الهند لن تجد حلا مع مودي" بل وستزيد سوءا كما يرى فرادراين.
وفي الأشهر الأخيرة تظاهر سكان حي غني في بلدة صغيرة في كوجرات أمام منزل اشتراه مسلم واحتجوا على أنه سيقوم بتهديد السلام وأن سعر البيوت سينخفض بسببه، وهو نفس النقاش الذي استخدم في الجنوب الأمريكي لاستبعاد السود.
وفي مومباي، قال كابتن سفينة أنقذ 722 هنديا من الكويت بعد احتلال العراق لها في عام 1990 إنه لم يستطع شراء بيت في منطقة في المدينة، لأن أحدا لا يريد بيع بيت لمسلم.
ويقول ضياء الحق محرر "هندوستان تايمز" إنه ظل يبحث عن بيت لعدة أعوام في نيودلهي لأنه ظل يبحث عن بيت في مناطق يعيش فيها الهندوس الذين رفضوا تأجيره، ووجد أخيرا شقة في حي مسلم فقير.
ويقول "هذه هي قصة كل مسلم من الطبقة المتوسطة ينتقل من القرية للمدينة في الهند" "في بعض الأحيان يكون أصحاب البيوت واضحين من البداية ويقولون إنهم لا يؤجرون بيوتهم لمسلمين، وبعضهم يجد عذرا ويقولون إنهم قرروا عدم تأجير البيت".