سياسة عربية

معارضون للأسد يلاحقونه إلكترونيا

بشار يستخدم جيشا إلكترونيا حكوميا لتزوير الواقع قبل الانتخابات - (أرشيفية)
بشار يستخدم جيشا إلكترونيا حكوميا لتزوير الواقع قبل الانتخابات - (أرشيفية)
لم يتمكن معارضو الرئيس السوري بشار الأسد من ملاحقته قضائيا حتى الآن، بسبب وقوف قوى دولية خلفه، لكن بعضهم وبسهولة تمكنوا من ملاحقته "إلكترونيا" من خلال صفحة حملته الانتخابية الرئاسية، والتي تحمل عنوان "سوا".

الصفحة ورغم أنها أطلقت السبت، لدعم بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية، إلا أنها لم تخل من عشرات التعليقات المناهضة له، وسط فيض من التعليقات المؤيدة، قال عنها عضو بارز في الائتلاف السوري المعارض: "إنها  صنيعة الجيش الإلكتروني".

أبو يوسف القلمون قال في تعليق كتبه على الصفحة: "انتخبوا قاتل الأطفال"، في إشارة لبشار الأسد، بينما تضرع أحمد أبو صالح لله أن ينتقم منه، قائلا: "الله ينتقم من كل طاغيه دمر سوريه هذا الظالم بشار".

وبدت تعليقات أبو صالح والقلمون وغيرهم، قليلة مقارنة بالتعليقات المؤيدة، التي طالبته بالقضاء على الإرهاب، في إشارة إلى قوات الجيش السوري الحر، غير أن هشام مروة عضو اللجنة القانونية بالائتلاف السوري قال: "كانت هناك مئات التعليقات الأخرى المناهضة لبشار لكنها حذفت".

وأضاف: "كل التعليقات التي تخاطب الناس بالعقل والمنطق حذفت"، مشيرا إلى أنه قرأ بنفسه تعليقا يتساءل صاحبه: "لماذا انتخب بشار وهو لم يحسن إدارة الأزمة منذ بدء الثورة السورية، وصار الحال على ما هو عليه الآن؟"، غير أن هذا التعليق تم حذفه بعد دقيقتين من وجوده على الصفحة، بحسب مروة.

ووصل عدد المنضمين لصفحة حملة بشار أكثر من 79 ألف شخص، وهو عدد كبير قياسا بأن الصفحة تم تدشينها السبت، وهو ما يفسره مروة بوجود ما سماه بـ "الجيش الالكتروني" لبشار، وهم موظفون حكوميون مهمتهم دعم هذه الصفحة وغيرها من الصفحات، لتوصيل رسائل وانطباعات مزيفة عن الوضع في سوريا.

في المقابل، وصف مروة الصفحات المناوئة لبشار بأنها "تعكس حقيقة الوضع في سوريا"، وأشار في هذا الإطار لصفحة "انتخابات الدم" والتي أطلقت يوم 8 آيار/ مايو الجاري، وتجاوز عدد أعضائها الـ 28 ألفا.

وتحتوي صفحة "سوا " على صور بشار الأسد عليها اسم الصفحة، إلى جانب رسالة وجهها اليوم للسوريين عبر الصفحة طالبهم فيها بالامتناع عن الإنفاق ببذخ في دعم حملته الانتخابية مراعاة لمشاعر أسر الشهداء.

وفي المقابل سيطرت صور القتلى من الأطفال على صفحة "انتخابات الدم"، إلى جانب تعليقات تصف السلطة الحالية بأنها "سلطة احتلال"، وأن "الاحتلال لا يجري انتخابات"، على حد قولهم.

وبدأت، صباح الأحد، الحملة الانتخابية للمرشحين الثلاثة لمنصب رئيس سوريا في الانتخابات المقرر عقدها في 3 حزيران/ يونيو المقبل، وذلك بعد يوم واحد من إعلان المحكمة الدستورية العليا القائمة النهائية لأسماء المرشحين، والتي  تضم إلى جانب بشار الأسد، ماهر حجار وحسان النوري، وهما من المعارضة المقبولة من النظام.
التعليقات (0)