صحافة إسرائيلية

هجوم على أديب إسرائيلي وصف عصابات يهودية بالنازية

الشرطة الإسرائيلية تعتقل شبانا ينتمون لجماعة "تدفيع الثمن" - (أرشيفية)
الشرطة الإسرائيلية تعتقل شبانا ينتمون لجماعة "تدفيع الثمن" - (أرشيفية)

ثارت موجة من الردود الغاضبة في الصحافة الإسرائيلية على تصريحات الأديب الإسرائيلي عاموس عوز التي وصف فيها جماعات يهودية متطرفة بالنازيين الجدد والمجرمين والإرهابيين، في إشارة إلى جماعة "فتيان التلال" و"شارة تدفيع الثمن". 

ونقلت يديعوت تصريحات عوز التي أكد فيها أن المنتمين لجماعة شارة تدفيع الثمن هم مجموعة من النازيين الجدد، بل أكثر من ذلك وصفهم بالإرهابيين والوحوش والمجرمين والخارجين على القانون. 

ولاقت تصريحات عوز هجوما شديدا عقب انتهاء محاضرته، حيث نقلت يديعوت عددا من الانتقادات وردود الفعل الغاضبة.

أول المحتجين على تصريحات عوز "ابن صفه" النائب روبين ريفلين من الليكود، الذي أكد أنّ "هذا استخفاف بالكارثة، والتشبيه الذي لا يطاق هذا من شأنه أن يصدح في العالم كله. من واجبنا التنديد بأفعال شارة الثمن ولكن المقارنة بالكارثة ليست في مكانها".
 
ونقلت يديعوت عن ريفلين أنّه توجه إلى الكاتب بعد نهاية حديثه وأعرب أمامه عن استيائه: "فضلت ألا أحطم الكراسي. توجهت إليه وقلت له إن هذا تجاوز للحدود محظور أن يقال". 
 
في حزب البيت اليهودي أيضا ردوا بغضب. "التشبيه يؤدي إلى استخفاف خطير بالكارثة"، قال الوزير اوري اريئيل. "لا توجد أي إمكانية للتشبيه بالنازية التي كل جوهرها إبادة الشعوب الأخرى باسم التفوق العرقي".
 
ووصف النائب يوني شتبون تصريحات عوز بأنها "خسوف النور لدى من يسعى لأن يكون من أنبياء الثقافة الإسرائيلية".

آخر من يعظ، والمقارنة الهاذية

افتتاحية يديعوت خصصت للهجوم على عوز، وكتب بن درور يميني تحت عنوان "آخر من يستطيع أن يعظ"، متهما عوز بأنّه يحاول تضخيم قصة ظاهرة "شارة الثمن".

وأضافت يديعوت "نعم يجب التنديد بالصلة بين عدد من الحاخامات وظواهر من نوع "شارة الثمن". لكن يبدو أن آخر من يحق له أن يعظ هو عاموس عوز لأنه لا يعيب إلا لعيب فيه".

وشددت على أنّ ظاهرة شباب التلال تحظى عند عوز بتضخيم مخيف. فبعد أن لم يبق سياسي واحد من اليمين لم يندد بهم، حان الوقت لنقول حسبُنا، يكفي على حد تعبير يديعوت.

وأشارت الصحيفة إلى أنّه وحينما يأتي التنديد من عاموس عوز يكون إنجازهم مضاعفا. ليس واضحا ما هو عدد الشباب المتحدث عنهم. قد يكونون عشرات. لكن نشأ انطباع في الأسابيع الأخيرة أن الحديث عن واحدة من أقوى الحركات السياسية في إسرائيل.

واستدركت بالقول "توجد عند عاموس عوز ورفاقه في اليسار أيضا دعاوى صحيحة يجب أن تُسمع. لكن عمى اليسار لا يختلف عن عمى اليمين. وقد كان ذات مرة يسارا وطنيا، وكان ذات مرة يسارا ذا مسؤولية، وكان ذات مرة يسارا صهيونيا، وقد أخذ كل ذلك يختفي". 

ولم تخل صحيفة "إسرائيل اليوم" كذلك من هجوم على عوز، فقد رد الصحفي حاييم شاين على تصريحات عوز بطريقته الخاصة واصفا مقارنته بـ "المقارنة الهاذية المغضبة".

ورفض شاين في صحيفة "إسرائيل اليوم" المقارنة جملة وتفصيلا، قائلا "ليس من الصواب أن يقارن كاتب كبير مثل عاموس عوز مجموعة من الشباب المشاغبين بالنازيين الجدد فهم لا يستحقون هذا الوصف".

وأضاف: قارن الأديب عاموس عوز، وهو من أبرز متحدثي اليسار الإسرائيلي، بين منفذي شارة الثمن والنازيين الجدد. وهذه مقارنة هاذية ومغضبة وليس لها أي أساس فكري أو أخلاقي. 

وشدد على أنّ هذه المقارنة قد تخدم ألدّ أعداء دولة إسرائيل. 
 
وأكد في الوقت نفسه على أنّ مخالفي القانون من منظمة شارة الثمن هم أخطر تهديد لمشروع الاستيطان. وهم يعتقدون خطأ أن أعمالهم تخدم رؤيا أرض إسرائيل الكاملة، لكنهم في واقع الأمر يخدمون اليسار بلا كلل، وفقاً لشاين. 
التعليقات (0)