سياسة عربية

إعلامي: الاهتمام بفلسطين أقل حظا في الإعلام العربي

الإعلامي السوداني الصادق الرزيقي - أرشيفية
الإعلامي السوداني الصادق الرزيقي - أرشيفية
لفت الكاتب والإعلامي السوداني الصادق الرزيقي الانتباه إلى أن حجم المشاركة والالتزام بالقضية الفلسطينية في المؤتمر الأول لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام والاتصال، الذي احتضنته مدينة إسطنبول يومي 23 و24 نيسان/ أبريل الجاري، من المفكريين والصحافيين والإعلاميين من أوروبا وأمريكا وبلدان قارة آسيا ودول إفريقية، فاق اهتمام الإعلام العربي خاصة الإعلام الرسمي للحكومات والأنظمة، ورأى أن ذلك من الظواهر السلبية التي يعيشها العالم العربي الذي تراجعت فيه القضية الفلسطينية في ترتيب أجندة الحكومات والأنظمة والشارع العربي.

وقال الرزيقي في مقال له الاثنين بصحيفة "الانتباهة" السودانية تعليقا على فعاليات المؤتمر الدولي لمنتدى فلسطين الدولي للإعلام: "لكم كان مؤثرا للغاية أن تشهد الجلسة الافتتاحية للمنتدى كلمات مبكية لعبد الباري عطوان وفهمي هويدي وصلاح عبد المقصود نقيب الصحافيين المصريين السابق، ووزير الإعلام في عهد الرئيس المنتخب والشرعي الدكتور محمد مرسي، وسرجي شفينشينكو الإعلامي والصحافي الروسي، والكاتبة الصحافية الإنجليزية فيكتوريا بريتين، والمفكر القطري الدكتور محمد المسفر، والكاتب والمفكر التونسي صلاح الجورشي".

وأضاف: "لكن المنتدى سرعان ما تجاوز الحالة العاطفية بكل جيشان مشاعرها، إلى انتهاج منهج علمي وتنويري محكم في كيفية اتخاذ الإعلام سلاحا فاعلا في المعركة ضد العدو والاحتلال الصهيوني، واستعادة القضية الفلسطينية مكانتها بوصفها قضية إنسانية لم يشهد التارخ البشري لها مثيلا في الظلم والقهر والقتل والسحل والتضييق والتشريد والتضليل".

وأشار الرزيقي إلى أن الحالة السياسية والإعلامية العربية، شكلت بؤرة جاذبة للنقاشات والانتقادات التي صوبت أغلبها في كيفية صناعة مجرى جديد لاستعادة أولوية القضية الفلسطينية، وصناعة وتجديد صورتها في المرأى والمشهد العالمي الذي أُسقطت من اهتماماته، والشعب الفسطيني نفسه كما قال الإعلامي الفلسطيني الضخم أحمد الشيخ وهو قادم من القدس: "لا ينتظر الشعب الفلسطيني من الإعلام العربي شيئاً ولن يرتجي!!".

وأكد الرزيقي أنه "يتوجب أن يعمل الإعلاميون والصحافيون العرب والمؤسسات الصحفية على رد هذه القضية إلى صدارتها"، وقال: "لكم هو قاسٍ أن يتحدث أناس من مجتمعات ودول بعيدة لا تربطهم بفلسطين سوى رابطة الإنسانية الواسعة، عن أهمية قيادة حملة إعلامية دولية من أجل مناصرة الشعب الفلسطيني وتعرية ما تبقى من أوراق التوت على سوءات الاحتلال الصهيوني، بينما الإعلام العربي تائه ولاهٍ وساهٍ عن قضايا الأمة، بل يعمل على تجريم الشعب الفلسطيني وشيطنته والتآمر على قضيته، ويعمل الإعلام العربي إلا القليل على خدمة المصالح والتوجهات الإسرائيلية التي تجتهد في زيادة تغييب وعي الشعوب وتغبيش رؤيتها وتضليلها وإفساد شبابها، ونظرة عابرة للقنوات العربية وما تبثه من برامج لا قيمة لها تعطي الدليل الدامغ على أن الإعلام العربي شريك في تضييع فلسطين وأولى القبلتين.

ونبّه إلى أنه "لا مندوحة ولا مناص عبر التفكير والعمل بعمق، ونحن نعيش زمن تحولات مفصلية في وطننا العربي والعالم، من رسم معالم لطريق يستخدم بوصلة واحدة، فأية بوصلة لا تشير إلى القدس اليوم هي بوصلة مضللة وضالة"، على حد تعبيره.
التعليقات (0)