لقي الطالب
المغربي عبد الرحيم الحسناوي (21 سنة) حتفه فجر الجمعة، بالمستشفى الجامعي في مدينة فاس، وذلك على خلفية هجوم مسلح قاده مساء الخميس العشرات من المتطرفين اليساريين المنتمين لما يسمى بفصيل "
النهج القاعدي"، وهم مدججون بالسيوف والسلاسل والسواطير، داخل الحرم الجامعي.
واستهدف الهجوم المسلح - بحسب ما أفادت مصادر لـ "عربي21" - مناضلي منظمة
التجديد الطلابي ذات التوجه الإسلامي، ما تسبب في إصابة 16 طالبا وطالبة بجروح متفاوتة الخطورة، ثلاثة منها غائرة وجد خطيرة.
وعمد الفصيل اليساري إلى تمزيق عروق إحدى رجلي الطالب بالدراسات الإسلامية عبد الرحيم الحسناوي أمام الطلبة بساحة كلية الحقوق، ما تسبب له في نزيف دموي فارق على إثره الحياة بقاعة المستعجلات بمستشفى المدينة.
وجاء الحادث عقب إعلان "التجديد الطلابي" عن تنظيم ندوة حول موضوع "الإسلاميون واليسار والديمقراطية"، والتي كان سيؤطرها كل من المحللين السياسيين: عبد العالي حامي الدين عن حزب العدالة والتنمية، وحسن طارق عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأحمد مفيد الأستاذ بجامعة محمد بن عبد الله بفاس.
وفي تصريح لصحيفة "عربي 21"، حمل رئيس منظمة التجديد الطلابي رشيد العدوني، المسؤولية الكاملة في وفاة الطالب وإصابة الآخرين للدولة المغربية وللأجهزة الأمنية التي تم تحت أعينها منذ أيام التهديد المباشر وبالبيانات المكتوبة والتصريحات، بارتكاب هذه المجزرة دون أن تتخذ أي خطوة أو موقف.
وحمّل العدوني، المسؤولية أيضا للحسن الداودي، وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي ولمحمد حصاد، وزير الداخلية، في ضرورة التحرك العاجل والتدخل القانوني الصارم، بما يحقق العدالة وينزل أقصى العقوبات بالمجرمين الغرباء عن الجامعة والبحث العلمي.
وطالب العدوني الدولة المغربية، بإعلان فصيل "النهج القاعدي" تنظيما إرهابيا بالنظر لعدد القتلى الذين أسقطهم بالحرم الجامعي من فصائل مختلفة منذ نشأته، خاصة من طلبة جماعة العدل والإحسان ومنظمة التجديد الطلابي المقربة من حركة التوحيد والإصلاح، وكذا من الطلبة الأمازيغيين وغيرهم.
ووقع الهجوم والقتل على الرغم من كون رئاسة جامعة محمد بن عبد الله كانت قد اتصلت قبل يوم بالمشاركين في الندوة، وأخبرتهم بعدم القدوم تفاديا لهجوم محتمل من طرف الفصيل اليساري المذكور.
ووفقا لمصادر صحيفة "عربي21"، فإنه أمام هذه الحيثيات قررت منظمة التجديد الطلابي الإعلان عن تأجيل الندوة تفاديا لأي انزلاق. واختار الطلبة الإعلان عن ذلك في حلقية وسط الجامعة، وذلك قبل مباغتتهم بالهجوم المسلح من طرف فصيل النهج القاعدي.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الفصيل اليسار المذكور على استهداف الطلبة والأساتذة على حد سواء القتل والضرب، وذلك تحت أعين السلطات الأمنية التي لا تتدخل في الموضوع، وتحركها لا يكون في غالب الأحيان إلا بعد وقوع مثل هذه الحوادث، كما هو الشأن اليوم (الجمعة)، حيث يروج حديث عن اعتقال ثلاثة أفراد من الجناة، وهو ما جعل مسؤولين بالتجديد الطلابي يتساءلون عمن يقف وراء العنف بالجامعات المغربية.