شهدت العاصمة التركية اسطنبول حشدا جماهيريا قدّر بـمليونيْ تركي في فعالية نظمها حزب العدالة والتنمية في ميدان "بني قابي" للاستماع إلى كلمة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
وقال أردوغان أمام الحشد الجماهيري إن "على السياسيين أن يعملوا على إيصال أحزابهم إلى المرتبة الأولى؛ وإلا فلا داعي لبقائهم على رأس أحزابهم، وأن بقاء رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو ورئيس حزب الحركة القومية التركية دولت باهجه لي على رأسي حزبيهما يعني بقاء حزب العدالة والتنمية طويلا في السلطة، وأن حكومة حزب العدالة والتنمية مجبورة على تقديم الخدمات لكافة مواطنينا على اختلاف أعراقهم وأديانهم".
وتابع أنه "لا فرق لدينا بين تركي وكردي وعربي وألباني في تركيا، وبالرغم من أن الأكثرية العظمى التي تتكون منها تركيا هي من المسلمين، إلا أن ذلك لا يعني أن نميز أي من مواطنينا أتباع الديانة المسحييّة أو الموسويّة".
وأضاف أردوغان أن "حكومة حزب العدالة والتنمية لم تخذل شعبها ولن تخذله، وستواصل خدمته حتى آخر نفس في حياتها رغم كل العثرات اللاأخلاقية التي وضعت في طريقها، وعندما تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة من حزب الحركة القومية، كانت الدولة مدينة لموظفيها بمبلغ 13 ونصف مليار ليرة تركية - أي ما يعادل 7 مليارات دولار أميركي -، أما الآن وبالرغم من كل الهجمات التي تشن علينا، إلا أن خزينة الدولة تحتوي الآن على 128 مليار دولار أميركي".
وتابع أن الحكومة عازمة على إنشاء مشروع "المطار الدولي الثالث" في اسطنبول بتكلفة 46 مليار دولار، ومشروع "قناة اسطنبول" الذي سيصل البحر الأسود ببحر مرمرة، وجسر "السلطان سليم" (الجسر الثالث)، الذي سينتهي نهاية عام 2015، كما "حققت حلم إنشاء(نفق مرمراي) الذي يربط ضفتي اسطنبول الأوروبية والآسيوية عبر نفق من تحت البحر".
وقال: "سنواصل المشوار الذي أمكننا من القيام باستثمارات بقيمة 77 مليار ليرة تركية /أي ما يعادل 38.5 مليار دولار/ في اسطنبول وحدها خلال 12 سنة، في فترة حكم حزب العدالة والتنمية".
ولفت أردوغان إلى أن "الشخص القابع في بنسلفانيا - في إشارة إلى فتح الله غولن الذي يتزعم جماعة دينية، تتهمها أوساط الحكومة بشكل غير مباشر بالتغلغل الممنهج داخل أجهزة الدولة في مقدمتها الأمن والقضاء، وتشكيل كيان مواز - وجماعته يقومون بإقامة جلسات ليلية للدعاء علينا، متناسين أن دعاء السوء يعود على صاحبه".
كما تساءل أردوغان عن سبب "هروبه" - فتح الله غولن - من تركيا بجواز سفر مزور، إلى الولايات المتحدة الأميركية، وإصراره "إقامة خلوته الدينية" في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأميركية بدلا من بلده "أرضروم" أو اسطنبول أو المدينة المنورة أو مكّة المكرمة، وأن "ذلك الشخص تنصت على الكثير من أصحاب المؤسسات الإعلامية بغية ابتزازهم، داعيا الجماعة إلى تأسيس حزب سياسي وخوض غمارها إن كانوا راغبين في دخول المعترك السياسي".
وحول حجب موقع "تويتر" أكّد أردوغان أن موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بدأ بإغلاق حسابات كانت رئاسة هيئة الاتصالات السلكية واللاسلكية التركية تقدمت بطلبات لإغلاقها استنادا إلى قرارات قضائية بهذا الصدد، وذلك لما كانت تحتويه تلك الحسابات من تحقير وإزدراء لقيم الشعب التركي الدينية والقومية، وإعتداءات على الحريات الشخصية للمواطنين، وأن "تويتر" لا يمكن لها أن تتعامل مع تركيا على أنها إحدى دول العالم الثالث، داعيا الإعلام والجهات الأخرى إلى تفهم أسباب إغلاق تلك الحسابات بدلا من "التشدق باسم الحرية" التي لا يمكن لأحد أن يدوس على قيمنا وحرماتنا باسمها.
وأشار أردوغان إلى أن "الذين سعوا من أجل القيام بانقلاب قضائي والشخص القابع في بنسلفانيا (غولن) ومجموعة "دوغان" الإعلامية، لا يأبهون بأرواح الشباب الذين يسقطون شهداء في المناطق الشرقية أو غيرها، إنما همهم استثمار ذلك الدم وجعله عناوين للصحف بالتعاون مع (مصاصي الدماء من لوبيات الفائدة)، موجها تحية لأحد الفنانين المشهورين في تركيا أرسلان بك سلطانبكوف -صاحب أغنية (دومبرا) الشهيرة التي تروي حكاية تاريخ أتراك (النوغاي)"، والتي اعتمد حزب العدالة والتنمية لحنها، في أغنيته الرئيسية في حملته بالانتخابات المحلية.
يذكر أن ميدان "يني قابي" في اسطنبول -الأكبر والأحدث في تركيا- غص بالجماهير التي توافدت من كل أنحاء اسطنبول للاستماع إلى كلمة رئيس الوزراء التركي، الأمر الذي خلق ازدحاما غير مسبوق، وأدى إلى توقف حركة المرور في الشوارع المحيطة بالميدان.