"باب الحارة" يعود مع غياب وجوه بسبب الموت والثورة

كشف موقع "نون بوست" الإخباري، عن عودة مسلسل "باب الحارة" السوري الشهير إلى مشاهديه في رمضان بجزئه السادس، ولكن مع غياب العديد من الوجوه التي غيّبها الموت أو معارضة النظام السوري فاضطرت لمغادرة سوريا، حيث يجري تصوير المشاهد الداخلية فقط في العاصمة دمشق.

وقال محمد خير الجراح ممثل دور "أبو بدر" في مسلسل باب الحارة، على تلفزيون الجديد اللبناني، إن المسلسل سيعود في جزئيه السادس في رمضان المقبل، حيث يتم تصوير مشاهده هذه الأيام في دمشق رغم الأوضاع القائمة التي غيبت المسلسل خلال السنوات الثلاث الماضية.

ورفض الجراح عن كشف الكثير من معلومات المسلسل، ومن سيغيب من الممثلين عن المسلسل بعد هذه المدة الطويلة من الغياب وتغيّر المخرجين والكتاب.

وكان الموت قد غيّب العديد من أبطال العمل؛ منهم صاحب دور "أبو حاتم" الممثل السوري الشهير وفيق الزعيم، الذي توفي يوم السبت في بيروت، بعد صراعه الطويل مع السرطان.

ونعى العديد من الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي الفنان وفيق الزعيم، حيث كتب مؤمن الملا، مخرج باب الحارة ومخرج مسلسل "الزعيم" الذي كتبه الراحل وفيق الزعيم على صفحته في "فيسبوك": "أستذكر آخر عمل شارك فيه الزعيم معي وكان (حمام شامي) العام الماضي في دبي، فاستحضر وعدا كنا قد اتفقنا عليه في حينها، فقال كسرت خاطري، ما اتفقنا نحنا وعم نصور حمام شامي إنو رح نشتغل العمل القادم سوا.. أبو براء.. نار حزنك ماطفاها بحر طوفان السفينة.. يا أبو حاتم، يا ابن الشام.. وين رايح؟ عن جد قلي وين رايح؟ طيب إذا ما بدك تشارك بباب الحارة إنت حر، بس عالقليلة شوف الجزء السادس ولو ع الشاشة! الله يرحمك ويطيب خاطرك بالآخرة بعد ما انكسر وكسر ضهرنا بالدنيا".

"عقيد الحارة" سامر المصري الذي انتهى دوره في الجزء الخامس - حسب ما قال الجراح في مقابلته التلفزيونية - كتب على صفحته في نعي الزعيم فقال: "لا تكمل بعرف شوفي بعيونك حكي.. ما هان عليك بأهل حارتك.. ما استحملت تشوف الغربتلية عم تسرح وتمرح بالحارة وإنت مو طالع بإيدك شي.. بعرف إنك مقهور من جوا وبتمك كتير حكي". وتابع المصري: "بعرف إنك شايف الحارة عم تخرب قدام عيونا وما باليد حيلة. بعرف قديشك متدايق على الحريمات اللي ترملوا، والوليدات اللي تيتموا، والشباب اللي متل الوردة واستشهدوا، والعيل اللي هاجرت من الحارة والأوادم اللي تشردت بديار الله الواسعة.. بس الله كبير.. وبعمرها شجرة ما وصلت لربّا. روح نام وانت متطمن. الله معك أبو حاتم".

فريق باب الحارة من الفنانين والعاملين وقفوا دقيقة صمت على روح الزعيم في مكان تصوير الجزء السادس في دمشق، وفاء للزعيم ومشاركته في الأجزاء الخمسة السابقة.

ومن الجدير ذكره أن كلاً من الفنانين سليم كلاس وحسن دكاك توفيا بعد انتهاء الجزء الخامس قبل ثلاث سنوات، ما يعني غيابهما عن الأجزاء القادمة، كما تغيب شخصيات أخرى عديدة دون ذكر أسباب، منهم نجلاء خمري وأمارات رزق ونسرين طافش.

الجزءان الجديدان من باب الحارة، السادس والسابع، يتم تصويرهما معا في دمشق هذه الأيام، بإخراج عزام فوق العادة، وتأليف عثمان جحا وسليمان عبد العزيز، في غياب لمخرجي وكتاب الأجزاء السابقة.

وتحمل الأجزاء القادمة العديد من المفاجآت، مثل عودة شخصية "أبو عصام" التي يلعبها الفنان عباس النوري إلى العمل، بعد أن غابت الجزء السابق، كما يقوم مصطفى الخاني بتمثيل شخصيتين مختلفتين في العمل ذاته، حيث يستمر في أداء شخصية النمس، بينما يلعب دورا جديدا في شخصية اسمها الواوي.

أما أصحاب الوجوه الأساسية التي ستظهر في العمل من الرجال، فهم: عباس النوري، وأيمن زيدان، ووائل شرف، وميلاد يوسف، ووفيق الزعيم، ومصطفى الخاني، ومعتصم النهار، وعلي كريم، وهيثم جبر، وزهير رمضان، وسليم صبري، وعبد الهادي الصباغ، وأيمن بهنسي، ومحمد خير الجراح، وشادي مقرش، وعادل علي، وأسامة حلال، وحسام الشاه، وعلاء الزعبي، وغيرهم.

ومن صاحبات الأدوار النسائية الأساسية: صباح الجزائري، ومرح جبر، ووفاء موصللي، وسحر فوزي، وليليا الأطرش، وشكران مرتجي، وميسون أبو أسعد، وأناهيد فياض، ودانا جبر، وهدى الشعراوي، وراما الراشد، وناهد الحلبي، وعهد ديب، وجانيار حسن، وفداء الكبرا، وغيرهن.

وعن تأثير الثورة السورية على باب الحارة، فقد غاب العمل عن جمهوره ثلاث سنوات متواصلة، ليعود اليوم مع كثير من الصعوبات والانشقاقات في الوسط الفنّي، حيث اضطر كثير من المعارضين للنظام مغادرة دمشق بعد تعريض حياتهم للخطر.

ويتم تصوير المشاهد الداخلية فقط في دمشق، أما المشاهد الخارجية فسيتم تصويرها في لبنان والإمارات، وربما في دول أخرى، على حد قول القائمين على العمل.

وأما عن استعداد الناس لاستقبال موسم آخر من باب الحارة، فقد عبّر البعض عن إعجابهم المتواصل بالمسلسل رغم انقطاعه، وقال آخرون إن المسلسل بدأ يفقد بريقه بعد المواسم الثلاثة الأولى، وإن الاستمرار بالعمل وتفصيل القصة على حساب غياب الشخوص واستبدالهم يؤثر على العمل برمته، على حدّ قولهم.