استخدمت
روسيا السبت، حق النقض (
الفيتو) ضد مشروع قرار في
مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعلن أن الاستفتاء المقرر إجراؤه في منطقة
القرم الأوكرانية "لن تكون له شرعية" ويحث الدول والمنظمات الدولية على عدم الاعتراف به.
وهكذا تم رفض مشروع القرار الذي حصل على موافقة 13 صوتا إذ أن روسيا بصفتها عضوا دائما تستطيع منع إقرار أي مشروع قرار في هذا المجلس.
وكان من المتوقع أن تستخدم روسيا حق النقض على مشروع القرار الذي أعدته الولايات المتحدة.
وتدعم موسكو التي أرسلت قوات عسكرية إلى القرم الاستفتاء المزمع غدا الأحد والذي تنتقل بموجبه السيطرة على المنطقة من أوكرانيا إلى روسيا.
ويشير مشروع القرار المقتضب إلى أن الحكومة الأوكرانية في كييف لا توافق على إجراء الاستفتاء.
وجاء في المسودة "هذا الاستفتاء لن تكون له شرعية ولا يمكن أن يكون أساسا لأي تغيير في وضع القرم" ويدعو "جميع الدول والمنظمات الدولية والوكالات المتخصصة إلى عدم الاعتراف بأي تغيير في وضع القرم استنادا للاستفتاء."
وقال سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين قبل اجتماع المجلس "لا مفاجآت في هذا التصويت."
في وقت سابق السبت أعلنت وزارة الخارجية الروسية ان روسيا تتلقى "نداءات عدة لحماية الأوكرانيين" و"ستدرسها"، مؤكدة ان قوميين أوكرانيين يريدون مهاجمة مناطق الشرق الأوكراني الناطقة بالروسية.
وقالت الوزارة في بيان ان "مقاتلين يواصلون ارتكاب أعمال عنف في أوكرانيا"، مذكرة بان حادثا مسلحا اسفر عن قتيلين الجمعة في خاركيف. وأضافت الوزارة ان "روسيا تتلقى العديد من النداءات لحماية المواطنين المسالمين وسيتم درسها".
وتؤكد الدبلوماسية الروسية على دور الحركة القومية الأوكرانية المتطرفة "برافي سيكتور" التي امرت، بحسب الدبلوماسية الروسية، بفتح "جبهة في الشرق" وهي متهمة بالمسؤولية عن حادث خاركيف الذي شكل "استفزازا لمتظاهرين مسالمين".
وقتل ناشط مؤيد لروسيا وأحد المارة ليل الجمعة إلى السبت في خاركيف شرق أوكرانيا في اشتباك مسلح بين قوميين أوكرانيين متطرفين وناشطين مؤيدين لروسيا. من جهة أخرى، أشارت الوزارة إلى معلومات تفيد بان "قافلة من المرتزقة المسلحين التابعين لبافي سيكتور" توجهوا من خاركيف إلى دونيتسك ولوغانسك، وهما مدينتان في المنطقة.
وتؤكد موسكو ان وزير خارجيتها سيرغي لافروف دعا الجمعة نظيره الأميركي جون كيري في لقاء بلندن، إلى استخدام كامل نفوذه "لمنع اطلاق القوميين المتطرفين (الأوكرانيين) العنان لتصرفات" غير محسوبة.
في السياق ذاته قال زعيم التتار في منطقة القرم مصطفى جميليف إن تتار القرم الذين رحلتهم السلطات السوفيتية بأعداد كبيرة قبل 70 عاما يخشون من أعمال قمع جديدة اذا أدى استيلاء الجيش الروسي على شبه جزيرة القرم إلى هيمنة سياسية رسمية.
وندد جميليف في مقابلة أجرتها معه رويترز بالاستفتاء المزمع إجراؤه الأحد، في شبه الجزيرة بشأن الانضمام إلى روسيا ووصفه بانه "انتهاك للمبادئ الأساسية والديمقراطية." وأكد مجددا عزم تتار القرم مقاطعة التصويت في الاستفتاء.
وقال جميليف (70 عاما) إن تتار القرم - وهم السكان الأصليون لشبه الجزيرة والذين يدعمون بشدة الدولة الأوكرانية- لا يثقون في وعود المزايا التي قدمها زعماء القرم الجدد الموالون لموسكو.
وأضاف أن التتار يخشون ان يصبحون هدفا لهجمات جديدة بل وحتى عمليات ترحيل جماعية جديدة.
وأعلن ميخائيل ماليشيف رئيس لجنة تنظيم استفتاء جمهورية القرم بشان الانضمام إلى الاتحاد الروسي السبت أن النتائج الأولية للاستفتاء ستعرف "بعيد" غلق مكاتب التصويت الأحد في الساعة الثامنة مساءً.
وأضاف أن النتائج النهائية للاستفتاء الذي يبدأ في الساعة الثامنة صباحا ستعلن صباح الاثنين.
وأوضح ماليشيف ان 623 صحافيا يمثلون 129 وسيلة إعلام قد اعتمدوا لتغطية الاستفتاء الذي سيجرى تحت إشراف 135 مراقبا أجنبيا أتوا من 23 بلدا.
وعقب الفيتو الروسي، أعلن مندوب فرنسا بالأمم المتحدة، إن الدول الأوروبية ستفرض عقوبات اقتصادية على روسيا ردا على استخدامها حق النقض ضد مشروع قرار بشأن استفتاء منطقة القرم الأوكرانية