جانب من معرض للسياحة في برلين في 5 اذار/مارس 2014 - أ ف ب
يعول القطاع السياحي كثيرا على الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي من خلال الاستعانة بالاعلانات المقدمة من جانب بعض المدونين عبر تدويناتهم او تسجيلاتهم المصورة على موقع يوتيوب او صورهم على تطبيق انستغرام والذين يحاول بعضهم تحويل شغفهم بالسفر الى مهنة.
ومع ازدياد عدد المتابعين لهذه الاراء المنتشرة على الانترنت لمسافرين يصفون "تجاربهم الحقيقية"، ينظم معرضالسياحة في برلين للسنة الثانية على التوالي "وساطات سريعة" لترتيب لقاءات بين مدونين على الشبكة العنكبوتية واختصاصيين في قطاع السياحة.
وتوضح كاثارينا فيشر مسؤولة الاعلام في هيئة السياحة الالمانية ان هذه الطريقة تمثل اسلوبا ناجحا "لانتاج محتويات والقيام بحملات تسويق على شبكات التواصل الاجتماعي وتوسيع الحضور، وذلك بلغات عدة".
من هذا المنطلق، قام مدونون من جنسيات مختلفة تمت دعوتهم للسفر الى سائر انحاء المانيا، بتقديم اقتراحات ونصائح للراغبين في التعرف الى هذا البلد بلغات متعددة منها السويدية والايطالية والانكليزية والمجرية، على موقع "يوثسبوتس" المتخصص بالسياحة.
وبعدما سئمت من البحث في بطاقاتها عن اسماء فنادق او مطاعم لتنصح اصدقاءها بها، اطلقت انغيليكا شواف مدونتها "ريزنفرونده" قبل اربعة اعوام ونصف العام.
وبعدما كانت مسؤولة اعلامية في شركة طيران، تروي شواف عبر الانترنت تجاربها خلال السفر.
وسريعا، حققت مدونتها انتشارا كبيرا حيث باتت تعد الاف القراء. وفي 2012، تخلت شواف عن وظيفتها لتصبح مدونة محترفة ومستشارة. واليوم، 99 % من اسفارها تقوم بها نتيجة شراكات مع اخصائيين في القطاع السياحي.
وتؤكد شواف لوكالة فرانس برس "حتى وان كانوا يوجهون لي دعوات، فهذا لا يعني انهم يشترون رأيي"، وذلك وسط الاتهامات الموجهة للمدونين بعدم الحيادية والقيام بالدعاية. ولا تملك الشركات حق الاشراف على مضمون مدونتها، وتقوم انغيليكا شواف دائما باخطار قرائها بالتقديمات التي حصلت عليها، وهو ما لا يقوم به الجميع، لان قواعد التعاون بين الاخصائيين في القطاع السياحي والمدونين لا تزال غير ثابتة وتفتقر للمعايير الواضحة.
وينمي هؤلاء المولعون بالسفر شغفهم بتوفيرهم التمويل اللازم لدفع ثمن تنقلاتهم او اقاماتهم في الفنادق، من خلال الحصول على مساهمة مالية بالتكاليف والمصاريف في حال تقديم صور او تسجيلات فيديو ليتم استخدامها من جانب الشركة. ويوافق البعض ايضا على نشر اعلانات للشركات على مدوناتهم.
وتقر نينا هيوبن بيستندونك صاحبة مدونة "سماراكوجا" الالمانية بانه "لا يزال من الصعب احيانا شرح ما اقوم به حقا". وتنشر مدونتها تسجيلات مصورة عدة احداها عن منطقة جبال الالب في فرنسا الصيف الماضي بدعوة من هيئة السياحة في مقاطعة رون آلب الفرنسية.
ويشدد سيباستيان كانافيس من مدونة "اوف ذي باث" والذي يعمل ايضا مستشارا سياحيا، على البيانات الصحافية التي يتلقاها بكثرة كما لو كان صحافيا.
وخلال عامين، "اصبح عالم التدوين احترافيا للغاية"، بحسب ايفون زاغيرمان من مدونة "جست ترافيلوس". ويستفيد عالم السياحة من جمهور المدونين لاثارة ضجة بشكل اسهل على مواقع التواصل الاجتماعية من خلال تويتر وفيسبوك وانستغرام والحصول على موقع افضل في عمليات البحث عبر محرك غوغل.
وثمة نقطة قوة اخرى للمدونات بالمقارنة مع وسائل الاعلام المصنفة "تقليدية"، وتكمن في ان "المدونين ينشرون تدوينات غالبا قبل الرحلة وخلالها وبعدها" وتبقى هذه التدوينات "الى الابد على الانترنت" بحسب انيا بيكمان من وكالة ريد مود الاعلامية المتخصصة في هذا المجال.
من ناحيتها تؤكد ماريون شوماخر العاملة في سلسلة فنادق موفنبيك ان التدوينات الالكترونية تكتب "غالبا بضمير المتكلم، اي بشكل اقل موضوعية بكثير" بالمقارنة مع المقالات الصحافية.
وفي تموز/يوليو، شاركت ايفون زاغرمان في "منتدى المدونين" في منطقة اميليا رومانيا الايطالية والذي دعي اليه مدونون تم تأمين اقاماتهم على نفقة المنظمين. وجمع المنتدى في نسخته الاولى سنة 2012، 50 مدونا وانتهى بـ250 تدوينة واكثر من 3000 صورة وتسجيل فيديو تم تشاركهم على انستغرام ويوتيوب اضافة الى 10 الاف تغريدة عبر تويتر.
الا ان فرصة تحويل الشغف بالسفر الى مهنة لم تتح الا لقلة من "سعداء الحظ". فمن بين مئات المدونات المتخصصة بالسفر في المانيا، تحصي انغيليكا شواف ما لا يزيد عن 20 مدونا يوصفون بالمحترفين.