أقرت محكمة العلا بمنطقة المدينة المنورة استمرار سجن وجلد مواطن سعودي في الأربعينيات من عمره، موقوف منذ ما يقارب السنتين، على ذمة قضية تهديده لرئيس محكمة العلا السابق والذي تم نقله إلى الرياض، بالقتل، وذلك "حتى وفاة أحدهما" (السجين أو القاضي).
وكان المواطن السعودي قد هدد رئيس المحكمة بالقتل بسبب قيامه بتزويج أخته لأحد المواطنين دون موافقة العائلة.
وجاء في صك الحكم، الذي نشرته صحيفة "عكاظ" السعودية في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن أمن محكمة العلا قام بالقبض على المواطن أثناء نظر قضية شقيقته بعدما تقدم للمحكمة رافضا قيام رئيسها تزويج شقيقته، وعندما لاحظ المواطن إصرار القاضي على إتمام الزواج، هدده داخل المحكمة بالقتل، وبالتحقيق معه اعترف بما تفوه به وأنه سوف ينفذ ما قاله، وانتهى التحقيق إلى توجيه الاتهام للمدعى عليه بتهديد رئيس المحكمة بالقتل، معللا ذلك بأن فعله يعتبر دفاعًا شرعيًا عن عرضه، وقال إنه سيتربص به.
وقال السجين الذي يقبع خلف القضبان منذ حوالي العامين، بحسب الصحيفة، إنه كان يطالب بإبطال تزويج أخته دون رغبتهم، وأن تهديده لرئيس المحكمة لما شعر به من غبن، خاصة أن أخته كانت قد هربت من منزل الأسرة لمدة سنة ونصف السنة، ورغبت بتزويج نفسها من مواطن لا يعرفونه، وأضاف "والدي حي يرزق فلماذا يتم تزويجها رغما عنا".
وبين صك الحكم "(..) ونظرا لتكرار تهديد المدعى عليه بالقتل وعزمه عليه وقد وضع نصب عينيه أخذ عاره وأخذ حقه، وإلا فإنه مستمر بمطالبته بأقصى حد لذلك فقد تقرر استمرار المدعي عليه السجن العام حتى وفاته أو وفاة رئيس محكمة العلا (السابق) الشيخ محمد بن عبدالله المسلم وفاة طبيعية لا شبهة جنائية بها أيهما أسبق موتا، حفظا للدماء ومنعا للفتن قبل حدوثها وجلده خمسمائة جلدة مفرقة على دفعات كل دفعة 50 جلدة وبين كل دفعة والتي تليها أسبوع، وأن تكون ثلاث منها أمام جامع عمر بن الخطاب بمحافظة العلا ليشهدها الناس بعد صلاة الجمعة مباشرة، وبجميع ما تقدم قرر المدعى عليه والمدعي العام عدم القناعة".