معرض "راديو".. تجربة سودانية تُجسد الصوت في لوحات

في تجربة فنية جديدة يقدم الفنان التشكيلي السوداني "معتز الإمام" في معرضه "راديو" 53 لوحة فنية مستوحاة من أصوات قنوات إذاعية عربية مثل "هنا القاهرة"، "هنا أم درمان"، "راديو محمد الخامس" من المغرب، "راديو الزيتونة" من تونس، وغيرها من البرامج الإذاعية التي علقت في أذهان كثير من العرب.

المعرض الذي يستضيفه "جاليري مصر" بمنطقة الزمالك الراقية بوسط القاهرة، وافتتح للجمهور الأربعاء الماضي ويستمر حتى 11 كانون الثاني/ يناير  من العام الجديد، يضم أعمالا فنية تجمع بين تصميمات الإكريليك على القماش والبعض الآخر يستخدم فيها الألوان والأوراق، أعدت جميعها في إطار بحث الفنان عن ذكريات تشكلت في وجدانه عبر استماعه للبرامج التي تبث عبر الأثير.

وحول تجربته الفنية يقول الفنان معتز الإمام للأناضول :"عبر إذاعات الراديو المختلفة من المحيط إلى الخليج مثل؛ صوت العرب من القاهرة، وهنا عمان، وراديو الزيتونة بتونس وغيرها من الاذاعات المتداخلة على الموجات القصيرة والمتوسطة والطويلة وموجات الأف أم العاملة عبر الأثير الإذاعي إثبات أنه لايوجد كائن حي في هذا العالم أكثر حريةً من الراديو، ولا يوجد خيال خصب متحرر قادر على خلق الكثير من الصور الذهنية المتعددة والمختلفة والمتجددة أكثر من خيال مُستمع الراديو".

ولفت "الإمام" إلى أن الرابط الذي يجمع بين هذه الأعمال التشكيلية أنه تم إنتاجها في المرسم "أثناء استماعي الدائم للإذاعات المختلفة وكانت تحت سطوة وتأثير مباشر لأصوات تمنحك كامل الحريه في خلق صورة مصاحبة للمادة المسموعة، لغات مختلفة ولهجات عديدة وفقرات متنوعة وصور متخيلة لا حصر لها كانت حضوراً مصاحباً، بعض البرامج تعيدك إلى أزمان تاريخية قديمة جداً وتُعيد معها ذكريات طفوله أو لحظات عمل ما، أو مواعيد وجبات أرتبطت ارتباطاً وثيقاً بزمن بث تلك البرامج".

وأضاف : وبما أن الصورة هي محور بحثي وعملي الدائم وجمالياتها هي شغلي الشاغل وعلاقاتها الفلسفية والمعرفية وتراكيبها المعقدة والبسيطة ورسالتها الواضحة والمبطنة، وتأثيرها وصناعتها هي تخصصي، أقدم هذا المبحث الجمالي في (الصورة المتخيلة للمادة الإذاعية المسموعة)، وهي محور أعمال هذا المعرض وهي محاولة لتقديم إذاعة بصرية أو رؤية أخرى أكثر وضوحاً لما تم بثه عبر إذاعات مختلفة في أوقات زمنية مختلفة."

ومن جانبها قالت الفنانة "مي يّني" مدير المعرض، : "لا يوجد وصف يمكن أن يعبر تماماً عن الدور الذي لعبته الإذاعة على أجيال من المستمعين عبر القارات والمحيطات والصحاري المتداخلة المناطق، وسلاسل الجبال والأنهار، فالناس أدركت فجأة أن المعلومات يمكن أن تسافر في جميع أنحاء العالم في بضع ثوان ودقائق، بدلاً من الساعات والأيام كما كان سابقا".

وأضافت: "لقد دفع البث الإذاعي الدول إلى إعادة تشكيل خططها السياسية والاقتصادية والثقافية وخلافه، جعل الناس تحلم، تضحك وتبكي، ولكن الجانب الأكثر أهمية بالنسبة لهذا المعرض هو أنه سمح لذكرياتهم معه أن تغادر العقول والوجدان بعد أن ظلت محفورة دوماً فيهما فقط".

يذكر أن "معتز الإمام" فنان تشكيلي سوداني، تخرج من كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا بالخرطوم، عضو الاتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين، وعضو بأتيليه القاهرة للأدباء والفنانين، شارك بالعديد من ورش العمل والمعارض بالعديد من الدول العربية والأجنبية، وله العديد من المقتنيات الخاصة والحكومية والمتحفية بالعديد من دول العالم، كما عمل مُحرراً عن الفن الأفريقي بمجلة "الفن ضد الكراهية" التي تصدر عن متحف "كاسوري"ا للفنون بنابولي بإيطاليا.