في تقرير له من بغداد، توقف كولين فريمان، مراسل صحيفة "الديلي تلغراف" اليوم عند ذكرى مرور عشر سنوات على اعتقال صدام حسين التي تصادف اليوم.
ويقول الكاتب إنه بعد عشر سنوات من اعتقال صدام، أصبح معدل القتل ضعف ما كان عليه قبل عشر سنوات، بينما يوشك العراق أن يصبح دولة فاشلة، حيث تسيطر القاعدة على مناطق شاسعة من البلاد، فيما تطلق حملة إرهابية جديدة من المناطق التي سيطرت عليها في غرب وشمال العراق.
ويشير التقرير، أنه بدعم من الجهاديين الذين يقاتلون في سوريا فإن القاعدة تحاول إقامة "إمارة" عبر توحيد البلدين؛ مستفيدة من انهيار الأمن على الجانب الآخر من الحدود.
وفي السياق، يضيف التقرير، تم نسف الجسور التي تربط أربع مدن حدودية في الجانب العراقي، مما جعل مهمة قوات الأمن في المنطقة صعبة. حتى أن لافتات الشوارع تم تغييرها كي تبين أن المنطقة تابعة للدولة الإسلامية في العراق والشام، الاسم الذي أطلقته القاعدة، صاحبة الإمتياز، على مشروعها في سوريا والعراق.
ويقول التقرير إنه "في الشمال وفي مدينة الموصل، أحد حصون القاعدة، تعزز المنظمة ميزانيتها بحوالي 5 ملايين جنيه استرليني (8 ملايين دولار) في الشهر عن طريق جبي ضريبة العشر من التجار المحليين". كما أطلقت هجمات متكررة في أنحاء البلاد مستخدمة مناطقها الآمنة بمعدل 68 سيارة مفخخة في الشهر هذا العام.
وبعد فترة من الهدوء، يضيف التقرير، ما بين 2009 – 2011 تسببت عودة القاعدة خلال العام المنصرم إلى حالة من اليأس في الشارع البغدادي، حيث لا يفكر كثير من الشباب إلا بالهجرة.
وينقل التقرير عن طالب المحاسبة سعيد شادي كارقزي (23 عاما) قوله بينما كان يدخن النرجيلة في مقهىً ببغداد "إن الوضع ليس بالسوء الذي كان عليه خلال الحرب الأهلية، ولكن عندما تغادر البيت لا تعرف إن كنت ستعود أم لا"، ويضيف: "نحن نعيش في رعب".
أما زميله غيث حامد (22 عاما) فقال إن "ما يتمناه معظم الشباب اليوم هو أن يهاجر للخارج كي يعيش حياة طبيعية."
ويشير التقرير إلى تسارع وتيرة الحملات التي تشنها القاعدة في الأشهر القليلة الماضية، حيث كان الفاصل بين سلسلة هجمات وأخرى في الماضي ما بين 4 إلى 6 أسابيع، بينما أصبح مؤخرا أسبوعا واحدا.
وقد وصلت حصيلة ضحايا الهجمات عام 2013 إلى 7000 شخص، وحسب إحصائيات الأمم المتحدة، فإن عدد الضحايا في شهر تشرين أول/ أكتوبر الماضي وصل إلى 979 شخصا.
وهذا الرقم، كما يشير التقرير، هو ضعف عدد القتلى قبل عشر سنوات عندما اعتقلت القوات الأمريكية صدام حسين من مخبئه في تكريت، والذي قيل وقتها إن اعتقاله سيشكل نهاية "التمرد" في العراق.
ويوضح التقرير أن معظم ضحايا هجمات القاعدة هم من الأغلبية الشيعية في العراق، والذين تعتبرهم القاعدة كفارا. ويتخوف الناس من عودة الحرب الطائفية كما كانت عامي 2006 و 2007 حيث كان يقتل حوالي 3000 شخص شهريا في القتال بين السنة والشيعة. ففي الشهر الماضي فقط عثرت الشرطة على 19 شخصا مقتولين، بما في ذلك عائلة من 5 أشخاص، في منطقتين من بغداد؛ إحداهما شيعية والأخرى سنية.
ويشير تقرير الديلي تلغراف إلى أن كانت عودة القاعدة بدأت بعد الإحتجاجات التي قامت بها الأقلية السنية في العراق على نمط احتجاجات شعوب الربيع العربي، حيث يقولون إنهم أصبحوا مواطنين من الدرجة الثانية تحت حكم يسيطر عليه الشيعة، وأنهم يتعرضون للاعتقال الجماعي والحرمان من الوظائف. ومع أن الدبلوماسيين الأجانب يقولون أن هذه المظالم التي يتقدم بها السنّة صحيحة-يضيف التقرير-، إلا أن حكومة المالكي ومؤيديها لا يتعاطفون مع مطالب السنّة ويقولون إنهم عاملوا الشيعة بنفس الأسلوب عندما كانوا في الحكم.