لا يجد المتجول في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت صعوبة في إدراك مدى تشديد السلطات الأمنية وقوات الجيش من إجراءاتها الاحترازية حول الوزارات والسفارات والمواقع الحساسة، إلى جانب إجراءات موازية اتخذتها أحزاب سياسية من طرفي المعادلة السياسية اللبنانية، وذلك بعد انفجاري السفارة الإيرانية في منطقة الجناح جنوبي العاصمة، وأوديا بحياة 24 شخصا وجرح العشرات.
مظاهر العسكرة في العاصمة بيروت، تُلاحظ من خلال الحواجز الأمنية المنتشرة في عدة أحياء منها، يعززها انتشار كثيف لعناصر أمنية حزبية؛ تحديدا في ضاحية بيروت الجنوبية معقل حزب الله، حيث نقلت وسائل إعلام مقربة منه قولها إن قيادة الحزب عقدت اجتماعات أمنية رفيعة المستوى تقرّر خلالها "الإيعاز إلى كلّ المراكز التابعة للحزب من مكاتب ومراكز ومنازل ومقارّ حزبية لإتخاذ إجراءات إضافية استثنائية تحسّباً لأيّ هجوم انتحاري".
الإجراءات الأمنية لحزب الله وحليفته حركة أمل تأتي في ظل نقد وجّه للطرفين في أعقاب ما يوصف على لسان مراقبين باستمرار الخروقات الأمنية، والتي أسفرت عن انفجارات في قلب الضاحية الجنوبية واستهدف بعضها مراكز حساسة كانفجاري بئر العبد والرويس في عمق الضاحية.
ويثير اليوم الجمعة مخاوف شرائح واسعة من اللبنانيين، خشية استهداف المساجد، تحديدا تلك التي تُلقى فيها خطب تهاجم حزب الله والنظام السوري وإيران، كما حصل في مدينة طرابلس قبل نحو شهر، حيث تنتشر في محيط المساجد لجان نظام تمنع اقتراب السيارات وتخضعها لإجراءات تفتيش مشددة.
المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بدورها أعلنت عن إجراءات أمنية جديدة لهذا اليوم في العاصمة بيروت، طالت حركة السير في عدة شوراع بمناسبة الاحتفال بعيد الاستقلال الذي سيشهد عرضا عسكريا بحضور كبار مسؤولي الدولة وممثلين عن الأحزاب السياسية.