اتهمت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة ، إسرائيل
بالمسؤولية عن "اغتيال" الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، داعية
السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية إلى وقف المفاوضات معها، وذلك عقب نشر تقرير
سويسري يرجح أن تكون وفاة عرفات نتيجة تسممه بالبولونيوم.
وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري،
لوكالة الأناضول، إن "نتائج تحليل عينات الرئيس الراحل ياسر عرفات التي
كشف عنها الفريق السويسري، تؤكد تعرضه لعملية اغتيال، وأن وفاته ليست طبيعية".
وأضاف أن حركته تتهم إسرائيل بالمسؤولية
عن "اغتيال" عرفات، وتطالب سلطة رام الله (التي يتزعمها الرئيس
محمود عباس) إلى إعلان وقف المفاوضات فورًا في ظل هذه "النتائج الخطيرة،
والقيام بالتحقيقات اللازمة لكشف ذيول الجريمة".
واستأنف الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي،
أواخر يوليو/ تموز الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع
دام ثلاثة أعوام؛ جراء تمسك الحكومة الإسرائيلية بالاستيطان.
وكشف تقرير لخبراء من معهد
"لوزان السويسري" للتحاليل الإشعاعية، ونشرته قناة
الجزيرة أمس الأربعاء، وجود بولونيوم مشع في رفات
الرئيس عرفات، وسط تقديرات تقول إنه مات مقتولًا بهذه المادة المسممة.
وتسلمت لجنة تحقيق فلسطينية، أول أمس الثلاثاء، تقرير المعهد
السويسري بشأن فحص رفات عرفات.
وقالت اللجنة، في بيان لها، إن "لجنة
التحقيق الفلسطينية في قضية استشهاد الرئيس الراحل ياسر عرفات، برئاسة اللواء
توفيق الطيراوي، وبحضور رئيس اللجنة الطبية في لجنة التحقيق د. عبد الله
البشير تسلمت في العاصمة السويسرية جنيف (الثلاثاء) تقرير معهد لوزان
السويسري حول التحاليل التي أجراها المعهد على العينات المأخوذة من رفات
الشهيد في 27/11/2012".
وكانت اللجنة قد تسلمت تقرير المركز الروسي
للطب الجنائي، الذي أعدّه بطلب رسمي فلسطيني في رام الله، في الثاني من الشهر
الجاري.
وقالت اللجنة إن الخبراء والاختصاصيين
يعكفون على دراسة التقارير من الطرفين لاستخلاص النتائج وإعلام الشعب
الفلسطيني بها، حال الانتهاء من دراستها ومعرفة مضمونها العلمي، بحسب البيان الذي
نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وكانت الفرق المختصة الروسية والسويسرية،
بالإضافة إلى اللجنة القضائية الفرنسية قد عملت تحت إشراف ومسؤولية الطب الجنائي
الفلسطيني قانونياً، وبمسؤولية النيابة العامة الفلسطينية، لأخذ العينات اللازمة
من جثمان عرفات وإجراء التحاليل المطلوبة، بناء على التفاهمات الرسمية مع الجهتين
بهذا الخصوص.
وكانت قناة "الجزيرة" القطرية قد
كشفت مؤخرا، خلال تحقيق لها، عن وجود مادة البولونيوم المشع في ملابس عرفات،
مما دفع الجانب الفلسطيني إلى الموافقة على إعادة فتح ضريح عرفات وأخذ عينات
من رفاته وفحصها بإشراف طبي فلسطيني.
وكان الطيراوي قد قال، في وقت سابق، إن الجانب
الفلسطيني يملك قرائن وشبهات باغتيال إسرائيل للرئيس عرفات.
وتوفي عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني
2004 بعد حصاره من قبل الجيش الاسرائيلي في مقر المقاطعة برام الله لعدة أشهر.