قالت مصادر في "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد للرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، إنهم بدؤوا التحضير لمليونية "عاشوراء" يوم الجمعة 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري؛ إحياءً لمرور 3 أشهر (الذكرى ربع السنوية) علي فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة في 14 أغسطس/ آب الماضي.
وقالت المصادر إنهم اختاروا هذا اليوم ليكون متزامنًا مع ذكرى مرور 3 شهور علي فض قوات من الشرطة والجيش يوم 14 أغسطس/ آب الماضي لاعتصام مؤيدين لمرسي في ميداني "رابعة العدوية" (شرقي القاهرة) و"نهضة مصر" (غرب العاصمة) والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى؛ "لإحياء هذه الذكرى في نفوس الشعب المصري".
وأضافت: "كما يتزامن هذا اليوم مع ذكرى عاشوراء (10 محرم)، وهي الذكري التي أهلك الله فيها، فرعون وجنوده".
وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري ويسمى عند المسلمين بيوم عاشوراء ويصادف أيضا اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن.
وأشارت المصادر إلى أنهم بدؤوا في تحديد ملامح اليوم والاستعداد له، ليكون "يومًا مشهودًا في مواجهة الانقلاب"، بحسب قوله.ولفتت المصادر إلى أنهم "سيستثمرون ارتفاع الروح المعنوية والنفسية للمتظاهرين جراء رؤية الرئيس مرسي، من أجل حشد أكبر في هذه المليونية".
وظهر الرئيس المصري المعزول خلال الجلسة الأولى لمحاكمته الاثنين الماضي، و14 متهما آخرين، في اتهامهم بالتحريض على قتل 3 متظاهرين العام الماضي أمام قصر الاتحادية الرئاسي (شرقي القاهرة) في واقعة شهدت أيضا مقتل أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين. وقررت محكمة جنايات القاهرة تأجيل القضية إلى جلسة 8 يناير/كانون الثاني المقبل.
وتزامن هذا التحضير مع رسالة بعث بها القيادي الإخواني، محمد البلتاجي، من داخل محبسه أمس، قال فيها: "إنه مع بداية العام الهجري الجديد تسطر الأمة واحدة من أعظم ملاحم وصفحات تاريخها، حين تفرض بتضحياتها الغالية إرادتها الحرة فتنتصر لقيم الحق والعدل والحرية والكرامة وتنهي الظلم والطغيان والقهر والقتل وتنتصر لدماء شهدائها وتحاسب جلاديها وغادريها على ما ارتكبوه من جرائم وفظائع".
وأضاف البلتاجي في رسالته التي نشرتها صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "ثمن غالٍ قدمته الأمة من شهداء وجرحى ومعتقلين، لكن ما أعظم تلك الأمة التي تسترخص التضحيات الغالية رضاءً لربها وفداءً للحق والعدل والحرية، فبعد أيام نصوم تاسوعاء وعاشوراء شكراً لله على هلاك الفرعون الأول الذي فرض نفسه في غفلة من الأمة متحدثًا وحيدًا باسم الشعب".
واختتم البلتاجي: "قريبًا يصوم المؤمنون بالحق والعدل والحرية شكرًا لله على هلاك ونهاية الفراعنة جميعًا".في ذات السياق، واصل مؤيدو مرسي فعالياتهم اليومية للتنديد بما يصفونه "الانقلاب العسكري" وذلك لليوم الـ 132 منذ بدأ احتجاجات أنصار مرسي في يونيو/ حزيران الماضي واليوم الـ 127 منذ عزل مرسي في 3 يوليو/تموز الماضي، في نهاية الأسبوع الـ19 لتلك الفعاليات.ففي محافظات القاهرة، والجيزة (الملاصقة للعاصمة)، وبني سويف (وسط)، والسويس (شمال شرق مصر)، والمنوفية (دلتا النيل)، والمنصورة (دلتا النيل)، في إطار أسبوع "العالم يحيي صمود الرئيس".
وإلى جانب المطالبات المعتادة والمتعلقة بإنهاء ما يسمونه "حكم العسكر" والإفراج عن المعتقلين و"عودة الشرعية"، ردد المتظاهرون هتافات تحيي "صمود الرئيس المعزول" خلال المحاكمة التي يصفونها بـ"الباطلة".
وفي أول ظهور لها بالفعاليات، شاركت زوجة الرئيس المعزول محمد مرسي وأحد أبنائها في وقفة بمدينة السادس من أكتوبر، غربي القاهرة، كما نظم مؤيدو مرسي سلاسل بشرية في مدينة السويس (شمال شرق)، ونظموا مسيرة بالدراجات البخارية في دمياط (شمال)، وسلاسل بشرية بالمنصورة (دلتا النيل شمالا).
ونشبت اشتباكات محدودة بين مؤيدي مرسي ومعارضين لهم في مدينة قويسنا التابعة لمحافظة المنوفية (دلتا النيل)، وهو ما أدى إلى تدخل قوات الأمن وتفريق المتظاهرين.ومنذ الإطاحة بمرسي، في الثالث من يوليو/ تموز الماضي، على يد قيادة الجيش، ينظّم أنصار مرسي مسيرات، وفعاليات احتجاجية يومية للمطالبة بعودته إلى منصبه، ورفضا لقرارات السلطة الحالية بمصر.
وتتهم السلطات المصرية قيادات "التحالف" بـ"التحريض على العنف"، فيما يؤكد "التحالف" على نهجه السلمي، ويتهم قوات الأمن المصرية بـ"قتل المتظاهرين الرافضين لعزل مرسي".