ارسلت
الهند الثلاثاء 5 تشرين الثاني/نوفمبر الى
الفضاء صاروخا ينقل مسبارا إلى
المريخ آملة ان تكون اول دولة اسيوية تصل الى الكوكب الاحمر بتكنولوجيا زهيدة الكلفة.
وقال معلق على التلفزيون الهندي العام "لقد اقلع" في الوقت الذي انطلق فيه
الصاروخ الأحمر والاسود قرابة الساعة 09,08 بتوقيت غرينتش من قاعدة سريهاريكوتا الفضائية في خليج البنغال (الهند).
ويحمل الصاروخ البالغ وزنه 350 طنا مسبارا وزنه 1,3 طن يحتاج الى سنة كاملة للوصول الى المريخ الواقع على بعد اكثر من 200 مليون كيلومتر عن الارض. وكان الصاروخ في مدار حول الارض بعد اقل من ساعة على اقلاعه على ما قالت وكالة الفضاء الهندية.
ويتابع عشرات العلماء الثلاثاء مسار الصاروخ من قاعة تحكم بالمهمة في اطار احد اهم المشاريع الفضائية الهندية منذ اطلاق البرنامج في العام 1963.
وتطمح الهند الى دخول تاريخ استكشاف الكواكب على انها اول بلد آسيوي يصل الى المريخ.
واعلن عن المهمة قبل 15 شهرا رئيس الوزراء مانموهان سينغ بعيد فشل مهمة صينية اذ ان
المسبار الروسي الذي حمل القمر الاصطناعي الصيني "ينغهو-1" لم يتمكن من سلوك مسار المريخ.
وصمم المسبار الهندي وانتج في وقت قياسي وبكلفة منخفضة. وهو مزود بأجهزة لاقطة مهمتها قياس وجود غاز الميتان في الغلاف الجوي للكوكب الاحمر، الذي يعزز وجوده فرضية ان يكون الكوكب عرف في ما مضى شكلا من اشكال الحياة.
الا ان المسبار الاميركي "كوريوسيتي" الذي وصل الى المريخ في اذار/مارس 2012 لم يرصد وجود الميثان وهو غاز يشكل عادة مؤشرا الى حصول نشاطات بيولوجية على ما اظهرت دراسة نشرت في ايلول/سبتمبر
وستشكل هذه المهمة، في حال نجحت، مصدر فخر كبير للهند ذات المليار ومئتي مليون نسمة، والتي تمكنت في العام 2008 من رصد وجود مياه على سطح القمر بعد 39 عاما من اول رحلة لاستكشاف القمر قام بها نيل ارمسترونغ.
وسيعزز نجاحها سمعة الهند الصناعية والتكنولوجية لا سيما انها تنتج ارخص سيارة في العالم وتفرض نفسها كدولة رائدة في مجال الابتكارات المنخفضة الكلفة.
ولم تكلف هذه المهمة التي بدأ التحضير لها في العام 2012، الا 70 مليون دولار، وهو مبلغ زهيد مقارنة مع تكاليف مشاريع مماثلة.
والصاروخ الذي يحمل المسبار الهندي "مارس اوربيتر" هو بحجم سيارة صغيرة، ولا يتمتع بقوة كبيرة، ولذلك، سينفذ عددا من الدورات حول كوكب الارض لمدة شهر ، ليكتسب من ذلك قوة دفع تتيح له الخروج من الجاذبية الارضية.
وحذر بالافا باغلا الصحافي الهندي المتخصص بالشؤون العلمية "لا تستهينوا بها لانها مهمة منخفضة الكلفة ورائدة. ففيها الكثير من الابتكار والجميع يسعى اليوم الى تنفيذ مهمات بكلفة منخفضة".
وتنضم الهند بذلك الى نادي الدول التي اطلقت مهمات فضائية باتجاه المريخ، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان. لكن بعضها فشل في مهمتها لا سيما الصين واليابان.
وواجهت الهند ايضا اخفاقات عدة في المجال الفضائي من بينها انفجار صاروخ العام 2010 عند اقلاعه وفقدان الاتصال بالمسبار "شاندرايان" العام 2009.
وفي السياق نفسه، تنوي وكالة الفضاء الاميركية ناسا اطلاق المسبار مايفن في الثامن عشر من الشهر الحالي، في مهمة ترمي الى فهم الاسباب التي ادت الى تبدد الجزء الاكبر من الغلاف الجوي للمريخ. والميزانية المخصصة لهذه المهمة اكبر بست مرات من ميزانية المسبار الهندي.
قال جو غريبوفسكي العالم الاميركي الذي يعمل على مشروع مايفن لوكالة فرانس برس "لم نكن نظن ان الهند ستكون قادرة على ارسال المسبار بهذه السرعة. وفي حال نجحت سيكون الامر رائعا".
وتمكن الروبوت كوريوسيتي الذي يعمل على سطح المريخ منذ هبوطه في اب/اغسطس من العام 2012، للمرة الاولى من ان يثبت ان المريخ كان في زمان غابر مؤاتيا لاحتضان حياة جرثومية لكنه شكك في امكانية وجود شكل من اشكال الحياة عليه راهنا.