وجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي، رسالة إلى الرئيس السوري أحمد
الشرع، على خلفية الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن السوري وجماعات مسلحة من "فلول" النظام المخلوع في ريف
اللاذقية غربي
سوريا، مشددا على ضرورة الرد "بحزم دون تهاون يضعف هيبة الدولة".
وقال
القره داغي في تدوينة عبر حسابه على منصة "إكس"، فجر الجمعة: "إلى فخامة الرئيس أحمد الشرع، حفظه الله ورعاه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نخاطبكم اليوم من منطلق المسؤولية التاريخية التي تحملتموها، والأمانة العظيمة التي ألقيت على عاتقكم في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ أمتنا".
وأضاف مخاطبا الرئيس السوري: "لقد أثبتّم خلال الفترة الماضية أنكم أهل للحكمة والقيادة، وأنكم تدركون جيدًا معنى العدل الذي لا ينحرف إلى الظلم، ومعنى القوة التي لا تتحول إلى بطش".
وأردف القره داغي بالقول: "الأمة كلها تتابع تحركاتكم، وتساند جهودكم في بسط الأمن والاستقرار، وتدرك أن فلول النظام السابق لا تزال تحاول بث الفوضى وخلخلة الصفوف. وهذا يتطلب منكم الحزم في الرد، دون تهاون يُضعف هيبة الدولة، ودون ظلم يُسقط عدالتها. فبين الضعف والظلم طريق وسط هو طريق الحكمة والعدل والقوة، وهذا ما ننتظره منكم".
اظهار أخبار متعلقة
وشدد على أن "الأحداث الأخيرة تثبت أن هناك محاولات يائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكننا على يقين أنكم واعون لهذا المخطط، وأنكم تدركون أن الرد يجب أن يكون بحكمة تُفشل المؤامرات، وقوة تُحصّن الدولة، وحزم يُنهي أي أوهام لدى من يعبث بأمن البلاد ومستقبلها".
وختم القره داغي رسالته إلى الشرع قائلا: "نحن معكم، نراقب، ندعم، ونؤمن أنكم قادرون بعون الله على تجاوز التحديات. سيروا على بركة الله، فالعاقبة للحق وأهله".
وتشهد منطقة الساحل السوري توترات أمنية حادة، على خلفية هجمات منسقة شنتها مجموعات مسلحة من "فلول" النظام المخلوع ضد نقاط وحواجز أمنية تابعة لقوى الأمن السوري، ما أسفر عن مقتل 16 عنصرا وإصابة آخرين بجروح، حسب تقارير محلية.
وكشف مصدر أمني سوري تحدث لوكالة "سانا" عن استنفار السلطات السورية قواتها في اللاذقية بشكل كامل، مضيفا: "تمكنا من امتصاص هجومهم في ريف جبلة، ولا تزال الاشتباكات مستمرة معهم داخل المدينة".
ولاحقا، قال مصدر في وزارة الدفاع لوكالة "سانا": "بدأنا عمليات تمشيط واسعة بريفي اللاذقية الشمالي والشرقي وأوتستراد M4 باتجاه مدينة جبلة" التابعة لمحافظة اللاذقية.
وتواصل السلطات السورية تنفيذ عمليات أمنية واسعة ضد من تصفهم بـ"فلول النظام المخلوع" في العديد من المناطق، بما في ذلك ريف دمشق وحمص ومدن الساحل السوري.
اظهار أخبار متعلقة
وكانت السلطات الجديدة افتتحت مراكز في العديد من المحافظات؛ بهدف تسوية أوضاع عناصر قوات النظام المخلوع بشكل مؤقت، إلا أن هناك من لم ينخرط ضمن عملية التسوية.
وفجر الأحد 8 كانون الأول/ ديسمبر، دخلت فصائل المعارضة السورية إلى العاصمة دمشق، وسيطرت عليها مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 عاما من حكم عائلة الأسد.
وفي 29 كانون الثاني/ يناير، أعلنت الإدارة السورية الجديدة عن تعيين قائد قوات التحرير أحمد الشرع رئيسا للبلاد في المرحلة الانتقالية، بجانب العديد من القرارات الثورية التي قضت بحل حزب البعث العربي الاشتراكي ودستور عام 2012 والبرلمان التابع للنظام المخلوع.