سياسة دولية

الزعيم الألماني الجديد يتحدى الجنائية الدولية وينوي دعوة نتنياهو

ينوي ميرتس دعوة نتنياهو لزيارة ألمانيا- جيتي
ينوي ميرتس دعوة نتنياهو لزيارة ألمانيا- جيتي
أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، أن زعيم تكتل المحافظين في ألمانيا فريدريش ميرتس، والذي حقق تقدما واضحا في الانتخابات البرلمانية، أبلغ نتنياهو بأنه سيدعوه لزيارة ألمانيا، في تحدٍ لمذكرة الاعتقال الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية.

وأشار مكتب نتنياهو في بيان، إلى أن الأخير هنأ المستشار الألماني المحتمل في اتصال هاتفي، بعد تصدر تكتله المحافظ لنتائج الانتخابات العامة التي أجريت في ألمانيا أمس الأحد.


وبداية الشهر الجاري، طالبت منظمة العفو الدولية، الولايات المتحدة باعتقال نتنياهو، خلال زيارته واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.

اظهار أخبار متعلقة



وقالت المنظمة: "باستقبالها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية على خلفية تهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية، تظهر الولايات المتحدة الأمريكية ازدراء للعدالة الدولية".

وتابعت: "أحبطت إدارة (الرئيس السابق جو) بايدن أي جهود لتحقيق العدالة الدولية من أجل فلسطين. واستمر الرئيس ترامب بهذا المسار من خلال عدم اعتقاله لنتنياهو أو إخضاعه لتحقيقات أمريكية، وها هو يستقبله كأول رئيس وزراء يزور البيت الأبيض منذ التنصيب" في 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.

وصدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، من المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة".

وأظهرت المؤشرات الأولية تقدم الاتحاد المسيحي (المكوّن من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري)، حيث حصل على ما يتراوح بين 28.5 بالمئة و29 بالمئة من الأصوات، وهي نتيجة أفضل مقارنة بانتخابات 2021، حيث لم يتجاوز 24.1 بالمئة.

وأثارت نتائج الانتخابات الألمانية، صدمة واسعة داخل الجالية اليهودية في ألمانيا، وعبّر قادتها عن قلقهم العميق إزاء تنامي التأييد للتيار اليميني المتطرف والمرتبط بـ"النازية الجديدة".

وقال جوزيف شوستر، رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، في تصريحات لصحيفة “فيلت” الألمانية: “على الرغم من أن هذه النتيجة كانت متوقعة بناءً على استطلاعات الرأي، إلا أنني ما زلت أشعر بالصدمة هذا المساء من النجاح الانتخابي لحزب البديل، الذي ضاعف حصته من الأصوات في غضون ثلاث سنوات فقط”.

وأضاف شوستر أن "ارتفاع نسبة التأييد لحزب البديل إلى أكثر من 20% من أصوات الناخبين يعد أمرًا خطيرًا"، مشيرًا إلى أن الحزب “يتلاعب بمخاوف الناس ولا يقدم لهم سوى حلول ظاهرية”.

وحذر من أن الحزب بات يشكل تهديدًا للاستقرار السياسي في ألمانيا، متوقعًا صعوبة في تشكيل الحكومة الجديدة، وناشد الأحزاب الديمقراطية تحمل مسؤوليتها في تشكيل حكومة مستقرة تقدم حلولًا حقيقية للمشاكل التي تواجه البلاد.

اظهار أخبار متعلقة



من جهتها، وصفت شارلوته كنوبلوخ، رئيسة الجالية اليهودية في ميونخ وبافاريا العليا، نتائج الانتخابات بأنها نقطة تحول خطيرة في تاريخ ألمانيا الحديث.

وقالت كنوبلوخ: “هذه إشارة خطيرة. ألمانيا دولة مختلفة اعتبارًا من اليوم”، مؤكدة أن مسؤولية الأحزاب الديمقراطية أصبحت أكبر من أي وقت مضى.

وأشارت إلى أن تصاعد معاداة السامية في ألمانيا تزايد بشكل كبير منذ هجوم حركة “حماس” على إسرائيل في أكتوبر الماضي، مؤكدة أن “الخوف أصبح مرة أخرى جزءًا من الحياة اليومية للجالية اليهودية في ألمانيا”.

وتصدّر الاتحاد المسيحي قائمة أقوى الأحزاب في ألمانيا، تلاه حزب البديل بفارق كبير عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتس، والذي حل في المركز الثالث.

ويأتي هذا التقدم الكبير لحزب البديل بعد سنوات من تعزيز خطابه المناهض للمهاجرين والاتحاد الأوروبي والنخب الحاكمة، وسط مخاوف من أن يشكل نجاحه ضغطًا على التيار السياسي الوسطي في ألمانيا، ويدفع البلاد نحو مزيد من الاستقطاب السياسي.

التعليقات (0)