أكدت مؤسسة
الأمير عبد القادر الجزائري، وفاة الشيخ خلدون الحسني الجزائري، حفيد الأمير عبد
القادر، داخل سجن صيدنايا سيئ السمعة في
سوريا، بعد اعتقال دام ثلاث سنوات.
وبحسب تصريحات
الناطقة باسم المؤسسة، آسيا زهور بوطالب، فإن الشيخ خلدون اعتُقل في 2012 على
خلفية آرائه المعارضة للنظام السوري، وتوفي في السجن في 2015. هذه الأنباء تم
تأكيدها بعد الكشف عن أرشيفات السجن، التي أظهرت حكمًا بالإعدام صدر بحقه من محكمة
عسكرية.
من هو الشيخ
خلدون الحسني؟
ولد الشيخ
خلدون في دمشق عام 1970 لعائلة عريقة تحمل إرثًا علميًا ودينيًا. ووالده، الدكتور
مكي الحسني، كان عالمًا بارزًا في الفيزياء النووية واللغة العربية، ما أثّر على
شخصية الشيخ خلدون الذي جمع بين العلوم الطبية والدينية.
اظهار أخبار متعلقة
ودرس طب
الأسنان في جامعة دمشق وتخرج عام 1993، لكنه لم يقتصر على مجاله الطبي، حيث إنه كان
قارئًا متمكنًا للقرآن الكريم، حصل على إجازة في القراءات العشر، وفقيهًا مالكيًا
حاصلًا على إجازة لإصدار الفتاوى. إلى جانب ذلك، كان باحثًا في التاريخ وصاحب عدة
مؤلفات، أبرزها ردود علمية ودينية على شخصيات معروفة مثل الصوفي الحبيب علي الجفري.
نشاطه
السياسي ومواقفه المعارضة
وكان الشيخ
خلدون معروفًا بمواقفه الجريئة ضد النظام السوري، حيث انتقد الفساد والقمع في دروسه
وخطبه، ما جعله عرضة للاعتقال. اعتُقل للمرة الأولى عام 2008 ومنع بعدها من
الخطابة والتدريس. وفي 2012، داهمت السلطات منزله بدمشق واعتقلته دون توجيه تهم
واضحة. تمت محاكمته أمام محكمة عسكرية وأصدرت حكمًا بالإعدام، وهو ما يعكس طبيعة
النظام السوري في التعامل مع الأصوات المعارضة.
عائلة الأمير
عبد القادر وارتباطها بسوريا
وتعود جذور
الشيخ خلدون الحسني إلى الأمير عبد القادر الجزائري، مؤسس الدولة الجزائرية
الحديثة، الذي استقر في سوريا عام 1855 بعد نفيه من الجزائر من قبل السلطات
الفرنسية. لعب الأمير دورًا إنسانيًا بارزًا في حماية المسيحيين خلال فتنة 1860
بدمشق، ما جعله شخصية محورية في تاريخ سوريا الحديث. ودفن الأمير في دمشق قبل أن
يتم نقل رفاته إلى الجزائر عام 1966.