سياسة دولية

الوجود الروسي في سوريا.. هل يظل التحالف قائما بعد انتهاء حقبة الأسد؟

البعض يعتقد أن استمرار الوجود الروسي قد يساعد في الحفاظ على السلام - إكس
البعض يعتقد أن استمرار الوجود الروسي قد يساعد في الحفاظ على السلام - إكس
شهدت سوريا خلال السنوات الأخيرة تغييرات جذرية في المشهد السياسي والعسكري، مع استمرار تداعيات الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد لأكثر من عقد. ومع انتهاء حقبة نظام بشار الأسد، تُطرح تساؤلات جديدة حول دور روسيا في مستقبل سوريا، التي كانت أحد أبرز داعمي النظام السابق.

وفي تقرير لشبكة " بي بي سي " نيوز كشفت أنه منذ تدخل روسيا العسكري في سوريا عام 2015، لعبت دورًا محوريًا في الحفاظ على نظام الأسد، مستخدمة قوتها الجوية وسيطرتها الدبلوماسية لتحقيق أهدافها، ومع سقوط النظام، يبدو أن موسكو تسعى لإعادة تقييم وجودها في سوريا، خاصة في ظل التحديات الجديدة التي يفرضها النظام الانتقالي.

قال اللواء المتقاعد تركي الحسن، المحلل العسكري السوري حسب التقرير "روسيا لا تدعم الأنظمة من منطلق أيديولوجي، بل تسعى دائمًا لتحقيق مصالحها الاستراتيجية، سواء في تعزيز نفوذها بالبحر الأبيض المتوسط عبر قاعدتي حميميم وطرطوس، أو من خلال عقود التسليح طويلة الأجل مع الجيش السوري".

اظهار أخبار متعلقة


في دوما، التي كانت أحد معاقل المعارضة، يعكس الدمار الهائل الذي تعرضت له حجم التدخل الروسي في الحرب السورية، وقال أحد قادة المعارضة الذين عادوا إلى مدينته بعد سقوط النظام أحمد طه،: "الدمار هنا شاهِد على الغارات الروسية التي لم تفرق بين المدنيين والعسكريين" لكنه أضاف: "علينا أن ننظر إلى المستقبل بحذر. روسيا، رغم كل شيء، ستظل جزءًا من معادلة إعادة الإعمار".

على الرغم من تعهد روسيا بحماية الأقليات، يشعر العديد من المسيحيين في سوريا بالخيانة، وفي حي باب توما بدمشق، حيث تنتشر زينة عيد الميلاد بشكل متواضع، قال البطريرك إغناطيوس أفرام الثاني: "الروس قدموا أنفسهم كحماة للأقليات، لكن الواقع كان مختلفًا. ما شهدناه لم يكن سوى تحقيق مصالحهم الخاصة".

وبينما يأمل السوريون استقرار البلاد، يعتقد البعض أن استمرار الوجود الروسي قد يساعد في الحفاظ على السلام في بلادهم، وقال البطريرك السرياني الأرثوذكسي إغناطيوس أفرام الثاني: "نرحب بالروس هنا للحفاظ على قوة دولتنا، والحفاظ على قوة جيشنا".

بالنظر إلى التعاون العسكري والتاريخي بين روسيا وسوريا، يبدو أن موسكو لا تعتزم التخلي عن وجودها في البلاد بسهولة. وفقًا لبيانات روسية، زودت موسكو الجيش السوري منذ الخمسينيات بأسلحة تُقدر قيمتها بأكثر من 26 مليار دولار، واستمرت في تقديم الدعم خلال الحرب.

إعادة بناء الجيش السوري ستتطلب شراكة مع روسيا أو التوجه نحو مصادر جديدة، ما يجعل العلاقة بين البلدين أمرًا لا مفر منه”، بحسب الخبير العسكري الحسن.

اظهار أخبار متعلقة


مع تشكيل نظام جديد في سوريا، يرى مراقبون أن العلاقة مع روسيا ستتحدد بناءً على قدرة الطرفين على تجاوز الماضي والتركيز على المصالح المشتركة.

وصف قائد إدارة سوريا أحمد الشرع العلاقات مع روسيا بأنها "استراتيجية"، وقد سارع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استغلال هذه العبارة عندما قال: "تجدر الإشارة إلى أن القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تحدث واصفاً العلاقات السورية مع روسيا بأنها قديمة واستراتيجية، ونحن نتفق معه في ذلك. ولدينا الكثير من القواسم المشتركة مع أصدقائنا السوريين".
التعليقات (0)