التقى وزير
الخارجية التركي،
هاكان فيدان، مع القائد العام للعمليات السورية، أحمد الشرع، في
العاصمة السورية دمشق الأحد، بحضور ، نائب
وزير الخارجية التركي نوح يلماز والقائم بالأعمال لسفارة أنقرة بدمشق برهان كور أوغلو، ووزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال السورية أسعد حسن الشيباني.
اللقاء الذي جاء في إطار زيارة فيدان إلى دمشق، حيث ناقش الطرفان مستجدات الوضع
السوري، بما في ذلك الخطوات المستقبلية لدمج الفصائل العسكرية تحت قيادة واحدة
تابعة لوزارة الدفاع في جيش
سوريا الجديد.
وخلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء قال الشرع إن تركيا دولة صديقة للشعب السوري ووقفت معه منذ بداية الثورة، مؤكدا أن دمشق لن تنسى ذلك.
وأضاف: "جرى نقاش مطول بينه وبين السيد وزير الخارجية (فيدان) بشأن الأوضاع والتحديات المستقبلية على واقع سوريا تشمل عدة نواحي، بينها الأمنية والاقتصادية وأيضا الشكل السياسي لسوريا في مستقبلها".
وأكد أنه بحث مع فيدان، "موضوع تقوية الحكومة الجديدة، وبالأخص وزارة الدفاع، وجعل السلاح بيد الدولة حصرا".
وتابع أن فيدان، أبدى استعداد تركيا لمساعدة سوريا لكي تنهض من جديد".
وأكد أن "تركيا صديقة للشعب السوري، ومنذ بداية الثورة وقفت معه، وسوريا لن تنسى ذلك".
وفي هذا الصدد، قال الشرع: "سنبني علاقات استراتيجية مع تركيا تليق بمستقبل المنطقة".
وبشأن المخاوف التي تُروج بشأن الأقليات بسوريا، قال الشرع إن "النظام السابق عمل خلال 50 سنة من حكمه على تخويف الأقليات وإثارة النعرات الطائفية فيما بين مكونات المجتمع السوري".
وأضاف: "نحن قمنا بعمل عسكري كبير، ودخلنا إلى حواضر كبرى، والناس على العكس لاقينا ترحابا كبيرا من جميع مكونات الشعب السوري".
واستطرد: "نحن الآن نعمل على حماية الطوائف والأقليات أيضا من أن يحصل هناك اعتداء أو أن يستغل هذا المشهد أحد الأدوات الخارجية لإثارة النعرات الطائفية".
وأكد الشرع، أن "سوريا بلد للجميع، ونحن نستطيع أن نتعايش مع بعضنا، ونحن على علاقة وثيقة مع كل مكونات الشعب السوري".
وأشار إلى أن "هناك توافق كبير من جميع المكونات على إزالة النظام والقيام بتأسيس لدولة جديدة تليق بوضع المجتمع السوري إقليميا ودوليا".
وفيما يخص تعدد الفصائل وانتشار السلاح، أكد الشرع، أن هناك توافق بين غالبية الفصائل السورية على قيادة موحدة وتأسيس وزارة دفاع".
وقال: "سنعلن خلال أيام عن وزارة الدفاع، وتشكيل لجنة من قيادات عسكرية لرسم هيكلية للجيش، ثم ستعلن الفصائل حل نفسها، ولن نسمح بسلاح خارج الدولة".
وشدد على أن "منطق الدولة يختلف عن منطق الثورة، ولن نسمح بوجود أي سلاح خارج سيطرة الدولة".
ولفت إلى أن "السلاح المنفلت يؤدي إلى زعزعة استقرار الدولة".
وبخصوص الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، قال الشرع، إن "نصف الشعب السوري خارج البلاد، وبنية الاقتصاد التحتية مدمرة، والتحديات أمامنا كبيرة".
وأضاف: "لا بد من تخفيف معاناة الشعب السوري بقدر الاستطاعة".
وأكد أنه "يجب انتهاء العقوبات على سوريا بعد زوال أسبابها برحيل النظام المخلوع".
وجدد الشرع، دعوته المجتمع الدولي إلى إيجاد آلية سريعة لرفع العقوبات الاقتصادية، التي فرضها على نظام الأسد (الأب والابن) منذ 1979، ولايزال يعاني منها حاليا الشعب السوري.
وشدد على أنه "لا بد من توافق دولي على استقرار سوريا ووحدة أراضيها ورفع العقوبات".
وكان الشرع قد
أكد أنه يهدف إلى تسريع جهود إعادة تشكيل القوات المسلحة السورية في ضوء التطورات
الحالية، مع الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة.
اظهار أخبار متعلقة
من
جهته قال فيدان إن تركيا تقف إلى جانب السوريين ولن تتركهم.
وأضاف
أنه بحث مع الشرع استقرار سوريا وعودة اللاجئين، وكذلك تأسيس نظام لحماية الأقليات
ووضع دستور جديد يحترم كل الطوائف في سوريا. مؤكدا أن تركيا ستقف إلى جانب السوريين
في إعادة صياغة مؤسسات الدولة.
وطالب
فيدان العالم العربي بأن يتواصل مع القيادة الجديدة في سوريا، وقال إن الوقت ليس وقت
انتظار.
وأكد
فيدان أهمية رفع العقوبات عن سوريا لإتاحة الفرصة للإدارة السورية الجديدة لتحقيق أهدافها.
وفيما
يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، قال فيدان إنه على "إسرائيل" احترام
وحدة الأراضي السورية ووقف عملياتها العسكرية فيها.
وتأتي زيارة
فيدان بعد عدة اجتماعات بين الدول المعنية بالصراع السوري، ما يعكس تزايد التواصل
الدبلوماسي في ظل التحولات الأخيرة في المشهد السياسي السوري.
وكان وزير
الخارجية التركي قد أعلن سابقا عن خططه لزيارة العاصمة السورية دمشق، وعن اعتزامه
لقاء مسؤولي الإدارة السورية الجديدة بقيادة القائد العام للعمليات السورية، أحمد
الشرع، في خطوة وصفها بأنها تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في ظل
التطورات الأخيرة على الساحة السورية.
وأكد فيدان
أهمية التفاعل مع الإدارة السورية الجديدة بعد سيطرتها على السلطة، مشيراً إلى
زيارة وفود أمريكية وأوروبية إلى دمشق في الفترة الأخيرة. وأوضح أن الهدف من لقائه
مع الشرع هو تعزيز الحوار حول القضايا الأمنية والسياسية في المنطقة، خاصة في ظل
تصاعد التوترات.
اظهار أخبار متعلقة
وتناول فيدان
مسألة عودة اللاجئين السوريين، مؤكداً على أهمية توفير بيئة آمنة لعودتهم الطوعية
والكريمة، دون إجبارهم على العودة. وفي نفس الوقت، علق على الوجود العسكري الروسي
والإيراني في سوريا، مشيراً إلى أن تركيا تفضل التعامل مع القضايا العسكرية بشكل
يتفق مع سيادة الأراضي السورية.
وفي ما يتعلق
بمكافحة التنظيمات الإرهابية، شدد فيدان على ضرورة التعاون بين الدول المعنية في
محاربة "داعش" و"القاعدة"، وأكد أن تركيا ستستمر في حماية
أمنها القومي من أي تهديدات محتملة.