استبعد باحث وأكاديمي إسرائيلي أن يحصل في الأردن ما حصل في
سوريا.
وقال البروفيسور رونين يتسحاق، رئيس قسم دراسات
الشرق الأوسط في الكلية الأكاديمية غاليليو الغربية، والباحث في مركز ديان بجامعة تل أبيب والمتخصص في الشؤون الأردنية، إن ما حدث في سوريا لا يُتوقع أن يحدث في الأردن.
وأكد يتسحاق وجود العديد من النقاط التي تميز سوريا عن الأردن،
مما يجعل المملكة الهاشمية أكثر استقرارًا مقارنة بسوريا.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسبه فإن الأردن، على عكس سوريا، لم يشهد
احتجاجات حادة وخارجة عن المألوف خلال احتجاجات الربيع العربي. في تلك الاحتجاجات،
قُتل شخص واحد في المملكة، في حين أن سوريا شهدت مذبحة من قبل الأسد وأتباعه، حيث قُتل
حوالي نصف مليون شخص في الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 2011.
"نظام ليبرالي"
كما يجب الإشارة، وفق يتسحاق، إلى أن "النظام
الأردني يختلف كثيرًا عن النظام السوري؛ فهو ليبرالي ويحظى بالشرعية داخل البلاد،
كما لا توجد سجون سرية مع زنازين يحتجز فيها السجناء لسنوات طويلة، رجالًا ونساءً وأطفالًا،
في ظروف قاسية، مثل سجن صيدنايا في شمال دمشق، كما أن النظام في الأردن يبني سياسته
على تقبل المعارضة".
ويتابع بحسب صحيفة "يديعوت
أحرنوت": "الانتخابات التي جرت قبل حوالي ثلاثة أشهر، والتي فاز فيها 'الإخوان
المسلمون'، هي دليل على أن الأردن يسمح بذلك. وأكثر من ذلك، في الأردن لا توجد عمليات
إعدام لنشطاء المعارضة. صحيح أن هذه ليست دولة ديمقراطية وليبرالية بشكل كامل، ولكن
بالنسبة لدول العرب، هي أكثر ليبرالية بكثير. هي من بين الدول الليبرالية الأكثر في
العالم العربي".
ويخالف يتسحاق النظرة السائدة حول الأردن بأنه بلد منقسم بسبب الوجود
الفلسطيني الكثيف هناك، ويعتقد أن الوضع ليس كذلك؛ "فالمجتمع في
الأردن متجانس نسبيًا، وأقوى بكثير من المجتمع السوري الذي يضم العديد من الطوائف والأقليات،
وهذا يصعب على الأطراف المتطرفة العمل داخله، ويصعب على المتمردين أن يعملوا فيه".
ويضيف أن الفلسطينيين في الدولة يعتبرون
موالين للعائلة المالكة الهاشمية، ويعتبرون أنفسهم أردنيين.
"أفضل شريك لـ CIA"
نقطة أخرى تصب لصالح الأردن، بحسب
يتسحاق، هي العلاقة الوثيقة التي يحافظ عليها مع الغرب. فالولايات المتحدة تعتبره حليفًا
قريبًا، وكان الرئيس جو بايدن يتحدث بشكل دوري مع الملك عبد الله.
ويضيف: "من الصعب التحرك ضد الأردن.
لديها علاقات استخباراتية، وعسكرية، وأمنية واستراتيجية مع دول الغرب، ولديها خدمات
استخباراتية تعتبر من الأفضل في العالم العربي. كما أن الاستخبارات الأردنية تعتبر
موثوقة، وهي أفضل شريك لـ CIA".
كما أن الأمريكيين ليسوا فقط على اتصال
وثيق، بل هم أيضًا موجودون فعليًا على أرض الأردن، وكذلك بريطانيا. "الأمريكيون
يحتفظون بحق الوصول إلى 12 قاعدة عسكرية رئيسية في الأردن، وهناك أيضًا وجود ألماني،
بل وحتى قيادة مشتركة في الدولة - تشمل ممثلين من دول مختلفة".
اظهار أخبار متعلقة
"النفور من إيران أكبر من إسرائيل"
العامل الأخير الذي يجعل الوضع في الأردن مختلفا، وفق يتسحاق، هو أن الدعاية الإيرانية تواجه صعوبة في الوصول إلى الأردنيين.
ويكشف: "أجرينا استطلاعًا للرأي من
قبل 'البروميتر العربي'، وهو معهد أبحاث في جامعة برينستون، أظهر أن الرأي العام الأردني
قد يكون غير راضٍ عن إسرائيل، لكنه أكثر نفورًا من إيران. حيث يرى الأردنيون في إيران
عاملًا مهددًا للاستقرار الأمني في المنطقة، وعاملًا يؤثر سلبًا على الأردن. بالإضافة
إلى الجوانب الشيعية، حيث لا يحب الأردنيون الشيعة ولا يمنحونهم موطئ قدم، على عكس
دول أخرى في المنطقة التي يسمح فيها النظام للإيرانيين بالتمدد. في الأردن لا يوجد
ذلك، لذلك من الصعب على إيران أن تعمل هناك"، وفق يتسحاق.