علوم وتكنولوجيا

التوصل لأدلة علمية تشير إلى وجود "حياة كامنة" في سحب كوكب الزهرة

تصل درجة حرارة سطح كوكب الزهرة إلى نحو 450 درجة مئوية- CC0
تصل درجة حرارة سطح كوكب الزهرة إلى نحو 450 درجة مئوية- CC0
توصل علماء الفلك إلى أدلة علمية تشير إلى أنه هناك "حياة كامنة" في سحب الكوكب الأكثر عدائية في النظام الشمسي، وهو كوكب الزهرة، وذلك بعد اكتشاف غازين.

وتدعم هذه النتائج التي تم تقديمها في الاجتماع الوطني لعلم الفلك في هال الأربعاء الماضي، الأدلة على وجود غاز لاذع (الفوسفين)، الذي كان وجوده على كوكب الزهرة محل نزاع شديد.

وكشف فريق منفصل عن اكتشاف مبدئي للأمونيا التي يتم إنتاجها على الأرض بشكل أساسي عن طريق النشاط البيولوجي والعمليات الصناعية، والتي قال العلماء إن وجودها على كوكب الزهرة، لا يمكن تفسيره بسهولة من خلال الظواهر الجوية أو الجيولوجية المعروفة.

ولا يعد ما يسمى بغازات التوقيع الحيوي دليلا دامغا على وجود حياة خارج كوكب الأرض، لكن هذه النتائج ستزيد من الاهتمام بكوكب الزهرة، وتزيد من احتمالية ظهور الحياة، بل وازدهارها في الماضي الأكثر اعتدالا للكوكب، واستمرارها حتى اليوم في الغلاف الجوي.

وقال الدكتور ديف كليمنتس، الباحث في الفيزياء الفلكية في إمبريال كوليدج لندن، وهو أحد العلماء المشاركين في الدراسة، في الاجتماع: "من الممكن أن يكون كوكب الزهرة قد مر بمرحلة دافئة ورطبة في الماضي، فمع ظهور ظاهرة الاحتباس الحراري الجامح، كانت الحياة قد تطورت للبقاء على قيد الحياة في المكان الوحيد المتبقي لها: السحب".

إظهار أخبار متعلقة



وتصل درجة حرارة سطح الزهرة إلى نحو 450 درجة مئوية، وهي ساخنة بدرجة كافية لإذابة الرصاص والزنك، ويبلغ الضغط الجوي 90 مرة ضغط سطح الأرض، ويوجد سحب من حامض الكبريتيك. ولكن على ارتفاع نحو 50 كيلومترا (31 ميلا) فوق السطح، تكون درجة الحرارة والضغط أقرب إلى الظروف الموجودة على الأرض، ومن المحتمل أن تكون قابلة للحياة تقريبا بالنسبة للميكروبات شديدة القوة.

وعلى الأرض، يتم إنتاج غاز الفوسفين بواسطة الميكروبات في البيئات المتعطشة للأكسجين، مثل أحشاء الغرير وبراز البطريق. وتميل المصادر الأخرى، مثل النشاط البركاني، إلى أن تكون غير فعالة، إلى درجة أن الغاز يعد على الكواكب الصخرية علامة على وجود الحياة.

وأعقب اكتشاف الفوسفين على كوكب الزهرة في عام 2020 جدل واسع بعد فشل الملاحظات اللاحقة في تكرار النتيجة. وكانت أحدث الملاحظات التي أجراها كليمنتس وزملاؤه باستخدام تلسكوب جيمس كليرك ماكسويل (JCMT)، ومقره في هاواي، تهدف إلى حل هذا النزاع. ومن خلال تتبع أثر الفوسفين بمرور الوقت، تمكنوا من تعزيز الأدلة على وجود الغاز، ووجدوا أن اكتشافه يبدو أنه يتبع دورة الليل والنهار للكوكب.

وأوضح كليمنتس: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه عندما يتعرض الغلاف الجوي لأشعة الشمس، يتم تدمير الفوسفين. كل ما يمكننا قوله، هو أن الفوسفين موجود، ولا نعرف ما الذي ينتجه. قد تكون كيمياء لا نفهمها. أو ربما الحياة".

وكشفت البروفيسورة جين غريفز، عالمة الفلك في جامعة كارديف، خلال الاجتماع، عن ملاحظات أولية من تلسكوب غرين بانك تشير إلى الأمونيا التي يتم تصنيعها على الأرض، إما من خلال العمليات الصناعية، أو عن طريق البكتيريا المحولة للنيتروجين.
وقالت غريفز: "حتى لو أكدنا هاتين النتيجتين، فهذا ليس دليلا على أننا عثرنا على هذه الميكروبات السحرية، وأنها تعيش هناك اليوم"، مضيفة أنه لا يوجد حتى الآن "أي حقائق أساسية".

وأفاد الدكتور روبرت ماسي، نائب المدير التنفيذي للجمعية الفلكية الملكية: "هذه اكتشافات مثيرة للغاية، ولكن يجب التأكيد أن النتائج أولية فقط، وهناك حاجة إلى مزيد من العمل لمعرفة المزيد عن وجود هذين المؤشرين الحيويين المحتملين في غيوم كوكب الزهرة. ومع ذلك، فمن المثير للاهتمام الاعتقاد بأن هذه الاكتشافات يمكن أن تشير إما إلى علامات محتملة للحياة، أو إلى بعض العمليات الكيميائية غير المعروفة. وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى ما ستكتشفه التحقيقات الإضافية خلال الأشهر والسنوات المقبلة".

التعليقات (0)