دخلت
السعودية
على خط الصراع الدائر بالسودان بين
قوات الجيش وقوات
الدعم السريع، منذ أكثر من
عام بعد اندلاع الحرب بين القوتين في الـ 15 من نيسان/ أبريل عام 2023.
وتسبب فيديو
انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من قوات الدعم السريع، قال المتحدث
خلاله إنه حفل تدريب على استخدام أسلحة المدفعية والقنص في أحد المعسكرات
بالسعودية، في موجة غضب بين أطياف السودانيين.
واتهم ناشطون
وإعلاميون سودانيون حكومة السعودية بتدريب قوات الدعم السريع مطالبين بتسليم السعودية
لقوات الدعم السريع المتواجدة على أراضي المملكة، وذلك بعد قرار قائد الجيش
السوداني بحل قوات الدعم السريع، فيما تزايدت المطالب لوزارة الخارجية السودانية
باستدعاء السفير السعودي لدى السودان، علي بن حسن جعفر، ومساءلته عن مقطع الفيديو.
الفيديو تسبب في
حالة جدل واسع بين الأوساط السودانية، بين رافض للفيديو مشكك في صحته.
من ناحية أخرى، قالت
وزارة الخارجية السودانية، إن تعليقات كُتاب الرأي والناشطين السودانيين الناقدة
للسعودية لا تعبر عن موقف الحكومة، مشيرة إلى أنها تابعت كتابات وتعليقات لكُتاب
أعمدة وناشطين سودانيين في الوسائط الاجتماعية تتناول العلاقات السودانية
السعودية، بما لا يعبر عن حقيقة موقف الحكومة والشعب تجاه قيادة وشعب المملكة.
ومن جهتها قالت
وكالة السودان للأنباء إن سفير السعودية لدى السودان علي بن حسن جعفر، أبلغ
الخارجية بأن مقطع الفيديو، الذي جرى تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي لأفراد من
قوات الدعم السريع في منطقة الظهران جنوب السعودية، يعود لفترة أربعة أشهر.
وأضاف سفير
السعودية لدى السودان أن المقطع جرى تصويره عقب دورة تدريب أساسية يتلقاها الجنود
المشاركون في قوات التحالف، ولا يتضمن التدريب على المدفعية أو المسيرات أو
الأعمال الطبية كما ذكر المقطع.
وأوضح السفير
السعودي في السودان للخارجية السودانية، أن المملكة ترفض استخدام أراضيها في أي
نشاط يهدد السودان أو الإساءة للقيادة السودانية، فيما أفادت وسائل إعلام سودانية
بأن السلطات السعودية ألزمت قائد الدعم السريع محمد إسماعيل دقلو حميدتي بكتابة
تعهد بعدما أبلغ السلطات أن التسريب مصدره الجنود لكن السلطات السعودية حملته المسؤولية،
وتم إلغاء برنامج التخريج.
ويذكر أن قوة من
الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يشاركان ضمن التحالف الدولي الذي تقوده السعودية
بمشاركة دول أخرى لمواجهة الحوثيين في اليمن.
واندلعت المعارك
في الخرطوم في 15 نيسان/ أبريل 2023 بسبب الخلاف بين البرهان وحميدتي، على خطة
سياسية مدعومة دوليا للانتقال بالسودان إلى حكم مدني، وأدت الاشتباكات إلى مقتل
آلاف الأشخاص، بينهم 10 آلاف إلى 15 ألفاً في مدينة واحدة في إقليم دارفور بغرب
البلاد، وإصابة آلاف آخرين وفق الأمم المتحدة، واضطر ستة ملايين ونصف مليون سوداني إلى
النزوح من ديارهم بينما لجأ مليونان ونصف مليون آخرون إلى الدول المجاورة.