يحظى شهر رمضان بطقوس مختلفة للمسلمين عن باقي أشهر العام في جميع البلدان
حول العالم، ولا يختلف الحال كثيرًا في أمريكا حيث يتواجد عدد كبير من الطلاب المسلمين
في العديد من المناطق، الأمر الذي جعل المدارس أكثر حرصا على تلبية احتياجاتهم
خلال الشهر الفضيل.
وانقسم الأمر في المدن والولايات الأمريكية ما بين مناطق بها العديد من
المسلمين ويعي المسؤولون فيها أهمية شهر رمضان المبارك وتوفر المدارس فيها سبل
التعاون مع الطلاب المسلمين، ومناطق أخرى يغيب فيها ذاك الوعي وتحتاج إلى من
يرشدهم إلى طقوس المسلمين خلال شهر رمضان، وفق تقرير لوكالة أسوشييتد برس.
وتعد مدينة
ديربورن بولاية ميتشيغان، من المناطق ذات القسم الأول، حيث يقدر أن نصف عدد سكانها البالغ 110 آلاف نسمة، من أصل عربي مسلم، ومن هنا يسعى معلمو وموظفو المدارس العامة
إلى تسهيل الأمور على الطلاب للتعامل مع الطقوس الرمضانية.
وهو ما أكده المتحدث باسم مدارس ديربورن "ديفيد موستونن" أن إدارة
المدرسة تسمح للطلاب المسلمين بممارسة شعائرهم الدينية طالما لا يشكل ذلك تعطيلا لليوم الدراسي، ويحاول المعلمون العثور على أنشطة أخرى في المدرسة أثناء فترة تناول
وجبة الغداء، للطلاب الصائمين.
اظهار أخبار متعلقة
وخصصت مدرسة
"إيست أفريكا ماغنت" الابتدائية، بمدينة سانت بول بولاية مينيسوتا، مساحة في المكتبة يمكن للطلاب الصائمين
الذين لا يريدون التواجد في "الكافتيريا" أو أماكن تناول الطعام قضاء
فترة الاستراحة فيها للقيام بأنشطة أخرى.
أما القسم الثاني من الولايات الأمريكية، والذى يحتوي على نسبة كبيرة من المعلمين عديمي الوعي بطقوس شهر رمضان أو الأقل دراية بالتقاليد الإسلامية، فلم يترك هكذا، إذ توفر له "مجموعة الشبكات الإسلامية"، وهي منظمة غير ربحية مقرها
كاليفورنيا، معلومات على شبكة الإنترنت للمعلمين عن شهر رمضان وأهميته بالنسبة
للمسلمين.
وقالت مها الجنيدي، المديرة التنفيذية للمنظمة، إن العديد من المناطق
"لا تعرف الكثير عن الإسلام أو أي من أعيادنا"، لذلك يأتي دور المنظمة للقيام
بدورها لتثقيف الفئات التي تتعامل مع الطلاب المسلمين.
وأكدت المديرة التنفيذية للمنظمة، أن
الطلاب الصائمين يحتاجون إلى الإعفاء
من الأنشطة المجهدة في فصول التربية البدنية، ويجب السماح لهم بتعويض الاختبارات
التي قد تفوتهم بسبب الغياب للاحتفال بعطلة عيد الفطر التي تلي شهر رمضان.
اظهار أخبار متعلقة
وحذرت الجنيدي، من عدم استيعاب الطلاب المسلمين في المدرسة، ما يجعلهم يعيشون
حياة مزدوجة ويؤثر على سلوكهم وتعايشهم في المجتمع، مؤكدة أن المعلمين بحاجة إلى
معرفة التغييرات في النظام اليومي للأسر المسلمة خلال شهر رمضان، مثل الاستيقاظ
لتناول وجبة "السحور" قبل الفجر، والسهر حتى وقت متأخر.
الجدير بالذكر أن اهتمام المؤسسات بالطلاب الصائمين
خلال شهر رمضان المبارك يبث حالة من السعادة في نفوس الأسر والطلاب، ويجعلهم يشعرون
بالاطمئنان، كما ظهر على تصريحات الطبيبة الأمريكية الباكستانية عفراء أحمد،
وزوجها معظم شودري، اللذين أبديا سعادتهما خلال مرافقة أطفالهما في الصف، والجلوس
مع باقي الطلاب يقرءان لهم عن رمضان، ويوزعان أكياس الهدايا التي تحتوي على أشياء
مثل التمر، وكذلك تعامل المعلمين
معهم بالترحاب وتهنئتهم بشهر رمضان.. مدركين أهمية ما تقوم به الأسر المسلمة في
المدرسة من أجل تثقيف الطلاب.
وقالت بونهال، ابنة الطبيبة، التي تدرس في مدرسة متوسطة خاصة، إنها تشارك
في التربية البدنية خلال شهر رمضان ولكنها لا تمارس الجري أثناء الصيام خشية
الشعور بالعطش، وقالت إن بعض
الأصدقاء غير المسلمين أخبروها بأنهم يرغبون في الصيام معها تضامنا.
ويصف نائل، شقيقها الذي يدرس في مدرسة ثانوية حكومية، شعوره بالسعادة عندما
تحدث المعلم إلى الفصل عن رمضان، وأخبره بأنه يمكنه أخذ قيلولة إذا احتاج إلى ذلك.
ويبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة نحو 3.45 مليون شخص، وفق إحصائية أوردتها "الأناضول"، ما يجعل الإسلام ثالث أكبر دين في البلاد.