قضايا وآراء

مهرجانات المسرح.. بلا مسرح!

هشام عبد الحميد
المسرح القومي مصر- موقع الهيئة العامة للاستعلامات
المسرح القومي مصر- موقع الهيئة العامة للاستعلامات
المهرجانات المسرحية في العالم كله تقام على أساس فلسفي جمالي، يصنع هوية للمهرجان ويعطي له مشروعية الوجود، وعندما يتم ذكر مهرجان المسرح، فليس المقصود به مهرجان التكريمات، فهذا فرع، ومن المعيب أن يصبح الأساس.

فمهرجان المسرح تظاهرة فنية ثقافية للتواصل والاحتكاك والتفاعل، والانفتاح على الآخر، ولكي تتحقق الحالة هذه، لا بد أن يكون هناك مسرح، وليس عروضا مسماة بالمسرح، ولكنه المسرح الحقيقي متنا وشكلا.

وبنظرة عامة على مسارح هيئة المسرح، نجد أنها ترزح تحت وطأة البيروقراطية، بل انعدمت إنتاجات كتاب المسرح الكبار، وتاهت البوصلة بغياب ما يسمى ريبورتوار المسرح، الذي كان يحفظ الأعمال المهمة في ذاكرة المسرح.

كــ"ليلة مقتل جيفارا" لميخائيل رومان، وإخراج كرم مطاوع. و"المخططين" ليوسف إدريس وإخراج سعد أردش. و"إنت اللي قتلت الوحش" لعلي سالم وإخراج جلال الشرقاوي. و"القاهرة في ألف عام" من إخراج أحمد عبد الحليم. و"مأساة الحلاج" من إخراج سمير العصفوري، وغيرها من كنوز وجواهر مسرحنا المصري، التي بلا شك في إعادة إحيائها من خلال الريبورتوار سيتحقق أكثر من هدف؛ فبالدرجة الأولى ستتاح أمام الأجيال الشابة التعرف عن كثب على الإبداع المسرحي لكبار كتابنا، كسعد الدين وهبة وألفريد فرج ونعمان عاشور وعبد الرحمن الشرقاوي وغيرهم.

ثانيا: الصياغة الفنية على خشبة المسرح لهذه الأعمال بين القديم والحديث.

ثالثا: وهو الأهم، استيعاب هذه الأعمال لأكبر قدر من موظفي هيئة المسرح، وأغلبهم من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، فضلا عن أنها أعمال جيدة تستوعب أكبر قدر من الطاقات، فهي أيضا بمنزلة تدريب جيد وشحذ للطاقات الفنية للفنانين العاملين بهيئة المسرح.

وقد كان هذا هو الحلم والأمل، ولكن ما أشد ما يحدث الآن من مراهقة فنية أو محاكاة عروض الستاند أب كوميدي، بينما الاختلاف كبير.

ولكن لا أحد يسمع، ولا أحد يريد أن يسمع، وفي كل عام تعقد دورات المهرجانات المسرحية، وتعقد الندوات، وتقام العروض في وقت تعاني فيه ميزانية هيئة المسرح من الضمور والتقشف، وتفتقر إلى التنوع الكيفي في مسارحها، فالآن كل المسارح تتشابه في خططها الفنية.

فكان بالأمس القريب مسرح الطليعة معنيا بالتجارب الطليعية في العالم، وكذلك بأعمال طليعية مصرية، كمسرح العبث وتقديم رائعة توفيق الحكيم يا طالع الشجرة. وكذلك المسرح القومي المعني بتقديم كلاسيكيات من المسرح العالمي، وكذلك الإبداع المسرحي المحلي.

وهناك المسرح الكوميدي المعني بتقديم الأعمال الكوميدية العالمية، كالضفادع لاريستوفانيز وأعمال موليير.

وهكذا. ولكن في غياب الخطة الطموح، والتخصص العلمي لنوع المسرح، ومع ما يتلاءم من وظيفته وفلسفته. ولكن نأمل أن يتم مراعاة هذا في المستقبل القريب، نأمل ونحلم ونطمح إلى حركة مسرحية حقيقية، وليست مهرجاناتية كرنفالية.
التعليقات (1)
نسيت إسمي
الإثنين، 28-08-2023 01:30 م
'' الشخصية و المسرحية الشعرية '' تائر حر تار لأجل العدالة رغم أنه طبيب له مستقبل زاهر لكن قلبه الثائر ضد الظلم لم يجلس يتفرج همه نفسه فقط بل قام بالثورة بقوة لا تنازل لا عملاء لا خونة معه أرعب أعداء الظلم .. يقول تشي: أيها الأمير لقد أتيت للقاهرة خصيصاً لكي أتعلم منك .. ملهم و معلم جيفارا الذي أرعب إحدى أقوى الدول في عصره إنه البطل الأسطوري التاريخي عبد الكريم الخطابي الذي هزم فرنسا و إسبانيا .. كان تشي مثأثراً بالتجربة الشيوعية السوفيتية لكنه لم يكن شيوعياً إنما ثورياً يريد تحرير الشعوب من الدكتاتوريين .. يقول تشي: إنَّ أبشع إستغلال للإنسان هو إستغلاله باسم الدين .. لذلك يجب محاربة المشعوذين و الدجالين حتى يعلم الجميع أن كرامة الإنسان هي الخط الأحمر الذي دونه الموت .. لا شيء أسوء من خيانة الإعلام .. فالرصاص الغادر يقتل أفراداً بينما الإعلام الخائن يقتل أمماً .. الشخصية هو: أرنستون غيفارا مع "المسرحية الشعرية" عندما خرجت الصرخة من الأعماق مع دوي المدفع .. عندما سقط البطل الثائر بين الأحراش .. عندها إلتحم الشعر بالإسطورة فجاءت إلى النور هذه المسرحية الشعرية .. جاءت كلمات و أشعاراً صاغها الشاعر المناضل المهموم بقضايا شعبه العربي "معين بسيسو"، و عاشها بذرات جسده و قطرات دمه "جيفارا". ففي هذه الصفحات صيغت القضية و الفكرة و الحكاية في جسد واحد .. فرأينا "جيفارا" مثقوب الصدر برصاص الغدر الأمريكي .. و رغم ذلك يبذر نيران الثورة في أعماق الفلاحين الذين لعنوا باسم الرب .. و ماتوا بأمر الرب ليعيش الملاك و الكهان و الجنرالات .. ريالو، الإسكافي فرناندو، أمادو و الفلاح العجوز ذو الولذين الساكن أحدهما فردوس الشرطة و الآخر منجم بين العمال هؤلاء و غيرهم وجدناهم على هذه الصفحات أبطالاً لجرح الإنسانية النازف .. لقصة الظلم و الإستبداد و فيها يتعانق الشرطي و القسيس متخذين من الجهل جداراً يحميهم ليدفع الفلاحون أقواتهم و كرامتهم و خبزهم و لبنهم و حياتهم ثمناً لصكوك الغفران .. في هذه المسرحية التي كانت الأولى في الأدب العربي عن الأب الروحي للثوارث جيفارا .. ستشاهد وجه الثورة حين تتصدى للظلم المدجج بالقوة .. حين تفتح ذراعيها للسجون و الإعتقال فلا تهاب الموت حين يكون السبيل الأوحد للحياة.