مر نصف عام تقريبا على تشكيل بنيامين
نتنياهو حكومته السادسة، ولم يتم بعد دعوته لزيارة البيت الأبيض للقاء الرئيس الأمريكي جو
بايدن، رغم الضغوط والرسائل المرسلة من محيط رئيس وزراء دولة
الاحتلال من أجل الجمع بين الزعيمين.
ورغم إعلان مسؤول أمريكي بأنه سيتم دعوة نتنياهو في النهاية لزيارة البيت الأبيض، لكنه استدرك بالقول إن "إسرائيل لا تساعدنا، كل يوم نرتفع إلى أزمة جديدة"، وفي المقابل هناك حول رئيس الوزراء من يعتقدون أن زيارة الصين "ستسرع بدعوته للولايات المتحدة".
إيتمار آيخنر، المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، أكد أن "الحكومة تحتفل هذا الأسبوع بمرور ستة أشهر على تشكيلها، لكن رئيسها نتنياهو يعتبر مرور هذه الفترة الزمنية علامة فارقة بالنسبة له، فقد مرت ستة أشهر منذ عودته للمنصب، في حين أن الدعوة من بايدن لم تصل بعد".
وتابع بأنه رغم أن نتنياهو يضغط على جميع القنوات لعقد اجتماع مع الرئيس الأمريكي، لكنه يواجه صعوبة في تحمل الإذلال الذي يقدمه بايدن، وهذا وضع غير مسبوق أن يقوم فيه رئيس أمريكي "باستنزاف" رئيس الوزراء الإسرائيلي لفترة طويلة، ولم يدعه لواشنطن.
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الفريق المحيط بنتنياهو يُرسلون باستمرار للأمريكيين، ويتوسّلون حرفيا للقاء، ومن يظنّ أن الأمريكيين راضون عن الوضع، فهو مخطئ، فهم محبطون ومثبطون، وهم يدركون أن هذا الوضع ليس طبيعياً، لكنهم أوضحوا أنهم لا يستطيعون دعوة نتنياهو في أثناء اشتعال النار في فناء منزله الخلفي، لأننا كل يوم نستيقظ على أزمة جديدة: المزيد من البناء في المستوطنات، وعنف المستوطنين، والفناء الخلفي يحترق، وهذا صعب للغاية، والمناخ غير مناسب للاجتماع، وتم إخبار نتنياهو بذلك".
اظهار أخبار متعلقة
وأشار إلى أنه "يتوقع أن يصل رئيس الوزراء إلى نيويورك في أيلول/ سبتمبر لحضور الاجتماع السنوي للأمم المتحدة، وربما هناك سيتلقى دعوة أو اجتماعًا على الهامش، مع أن إمكانية انعقاده تعتمد على الوضع الداخلي في إسرائيل".
وتابع بأن الأمريكيين قالوا في عدة مناسبات إنهم يعتقدون أن التغييرات القانونية بعيدة المدى يجب أن تتم بإجماع واسع بين الإسرائيليين، حتى أن بايدن صرح في بيان غير عادي خارج البيت الأبيض، بأنه لن يدعو نتنياهو لواشنطن إذا لم تغير حكومته اتجاهها.
وأكد أنه "من الواضح أن اجتماع نتنياهو مع بايدن الذي طال أمده يعتمد على الوضع الأمني، خاصة على الهدوء مع الفلسطينيين، ولفهم مدى توتر الوضع بين تل أبيب وواشنطن يكفي أن نلاحظ أن السفارة الأمريكية في إسرائيل لم توجه دعوة للوزراء بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفيير لاحتفال الرابع من تموز يوليو الأسبوع المقبل في ذكرى استقلال
الولايات المتحدة".
وأوضح أن "التحركات الاستيطانية تزعج الأمريكيين، خاصة قرارات البناء الأخيرة في الضفة الغربية، ما أغضب الأمريكيين، الذين صرحوا بأنهم "منزعجون للغاية"، وفي غضون ذلك تتجلى علامات التوتر في محيط نتنياهو من الوضع غير المسبوق، ما دفعه للاستعداد لزيارة الصين الهادفة لإرسال إشارة لواشنطن مفادها أن لديه خيارات سياسية إضافية في أعقاب المقاطعة التي فرضها بايدن حاليًا عليه".
رغم التوتر الأمريكي الإسرائيلي، فإن من يعتقد أن رحلته إلى بكين ستشجع الأمريكيين على دعوة نتنياهو فهو مخطئ، ولكن من المتوقع أن يكون لها تأثير معاكس تماما، وقد أعرب الصينيون عن رغبتهم باستضافة رئيس الوزراء، لكن لم يتم حتى الآن إجراء مناقشة محددة بشأن موعد الاجتماع، ولم يتم الانتهاء من تفاصيله، وفي الوقت نفسه يجري نتنياهو أيضًا محادثات لزيارة أنقرة، ولقاء الرئيس رجب طيب أردوغان.