مقربة من الرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون، وأول امرأة تتولى رئاسة الجمعية الوطنية في تاريخ
فرنسا.
في عدة تصريحات وصفت نفسها بأنها
محافظة على تراثها اليهودي، في ما يخص الأعياد وعادات وتقاليد الطبخ التي كانت
تمارسها في طفولتها، لكنها لا تطبق الأعراف الدينية، كما يفعل والدها وجدها، وهو
خياط يهودي بولندي.
اتهمت بأنها غير مقنعة للناخبين فضلا
عن كفاءتها ومعرفتها بالمشهد السياسي، وسط اتهامات لماكرون بترشيحها بحكم علاقتهما
الجيدة.
لكنها تقول: "لم تكن لدي علاقة
خاصة مع أي شخص، لقد قدمت ترشحي وتم انتخابي، لمرة واحدة، ماكرون ليس صديقا
مقربا".
ولدت يائيل برون بيفيه في مدينة نانسي
في شمال شرق فرنسا عام 1970، لعائلة من يهود أوروبا الشرقية، متحدرة من أصول
يهودية بولندية وألمانية، كانت قد استوطنت فرنسا في ثلاثينيات القرن الماضي، هربا
من النازية في وطنها الأم، بحسب إعلام فرنسي.
اظهار أخبار متعلقة
بعد حصولها على شهادة في القانون
الجنائي من جامعة باريس- نانتير، انضمت إلى نقابة المحامين عام 1996، وعملت في
مكتب أكبر المحامين الفرنسيين إرفيه تميم الذي تقول إنه من علمها مبادئ المحاماة.
قامت ببناء مسيرتها القانونية في باريس
قبل أن تغادر مع زوجها، المسؤول التنفيذي في شركة مستحضرات التجميل الفرنسية
"لوريال"، إلى تايوان واليابان.
عادت إلى فرنسا مع عائلتها عام 2012،
بعد قضاء سبع سنوات في الخارج لتنتقل إلى القيام بأعمال غير ربحية، حيث فتحت مطبخا
وقدمت مساعدات قانونية مجانية لمحاربة الإقصاء الاجتماعي في ضواحي باريس.
قلة خبرتها في المجال السياسي جعلتها
عرضة لانتقادات عديدة، وتقول إنها حين دخلت المعترك السياسي "لم تكن تدرك
أنها ستتلقى الكم الهائل الذي تلقته من الضربات".
كانت بيفيه من ناخبي "الحزب
الاشتراكي" قبل أن تختار حزب ماكرون "إلى الأمام" في عام 2016، ما
أهلها للفوز في الانتخابات عن مقعد تشريعي في ضواحي باريس عام 2017.
وما لبثت أن انتخبت رئيسة للجنة
القوانين في البرلمان، وهو منصب رفيع من النادر أن يحظى به مشرع مبتدئ، متغلبة على
المرشحين الأكثر خبرة.
وأثناء رئاستها للجنة انتقد نواب
المعارضة بشدة سير أعمال لجنة القوانين، ونقل عن النائب الاشتراكي أوليفيه دوسومبت
قوله إنه "لم يشهد في حياته لجنة بهذا القدر من الفوضى".
ورغم البداية المتعثرة في البرلمان
التي عرفت سلسلة من الأخطاء الفادحة وحتى السخرية، إلا أنها مع نهاية الدورة
البرلمانية، حققت صعودا لافتا وأصبحت أحد أبرز وجوه الساحة السياسية.
اظهار أخبار متعلقة
وفي عام 2022، عينت وزيرة خارجية لشؤون
ما وراء البحار، وهو المنصب الذي شغلته لفترة قصيرة جدا في حكومة إليزابيث بورن
قبل أن تقدم استقالتها بهدف الترشح لمنصب رئيسة الجمعية الوطنية، ما أغضب
الكثيرين، الذين شعروا بالإهمال من قبل الحكومة.
وحصلت بيفيه العضو في حزب
"النهضة" (الجمهورية إلى الأمام سابقا)، على أصوات الأغلبية المطلقة
خلال الدورة الثانية من التصويت، ووسط التصفيق خاطبت أعضاء الجمعية، داعية إلى
"النقاش" ونبذ النهج الصدامي.
مراقبو المشهد السياسي في فرنسا لم يرو
برئاسة بيفيه "الجمعية الوطنية"، خطوة مفاجئة، بل أنها نتيجة مساع حثيثة
قامت بها للفوز بهذا المنصب.
وكانت قد بذلت مساعي استمرت لأشهر طويلة حتى قبل
تعيينها في المنصب الوزاري، وكانت هناك محاولات من بعض الأوساط لوقف طموحها في الوصول
إلى قصر البوربون، مقر الجمعية الوطنية في باريس، بعد أن أعلنت عام 2018 عن ترشحها
لأول مرة في مواجهة زميلها فيران قبل أن تنسحب وتعلن دعمها له.
الدفاع عن حقوق المرأة كان من القضايا
القريبة إلى قلب بيفيه، وهي التي خصصت أول زيارة لها بعد توليها منصب رئيسة
الجمعية، إلى مركز "بيت النساء"، الذي يهتم بضحايا العنف الجنسي والعائلي
واستقبال طلبات الإجهاض العاجلة.
وكانت طرفا في خلاف "ربطات
العنق" حين شددت على ضرورة اعتماد "أسلوب صحيح" في اللباس في
البرلمان، بعد الجدال بشأن ربطات العنق الذي تسبب في انقسام بين نواب اليمين
واليسار.
وتحولت النقاشات البرلمانية في الأيام
الأخيرة إلى مجادلات بشأن قواعد اللباس، بعد أن انتقد النائب اليميني رونو
موزولييه، سلوك نواب تحالف اليسار في الجمعية الوطنية، قائلا "إنه يسار
قذر" و"ينشر ضجيجه في كل مكان".
وبدا موقفها قبل أيام قليلة مستهجنا
وغير مفهوم بعد أن رفضت الوقوف دقيقة صمت على أرواح ضحايا غرق قارب
مهاجرين قبالة
سواحل اليونان، بعد أن طلب النائب اليساري إيمريك كارون الوقوف دقيقة صمت على
أرواح ما اعتبره أكثر أحداث الغرق دموية في البحر الأبيض المتوسط.
وقف نواب اليسار، وكذلك نواب الأغلبية،
والوزراء، بمن فيهم رئيسة الحكومة إليزابيث بورن، دقيقة صمت على أرواح الضحايا،
فيما رفضت بيفيه ذلك. دافعت عن نفسها لاحقا بعبارة غامضة مفككة الصياغة:
"زملائي الأعزاء، أجد أن هذه الفكرة رائعة حقا، لكن جلسة رؤساء الكتل
النيابية موجودة من أجل ذلك، حتى نتمكن بشكل جماعي من اتخاذ قرار بشأن اللحظات
التي نكرم فيها الأشخاص المفقودين في هذا الحادث الأليم".
كارون وصف موقف بيفيه بـ"العار على الجمعية الوطنية"، قائلا:
"الرسالة واضحة: مهاجرون، يموتون بعيدا عن أعيننا".