كشفت
الغارة التي نفذها سلاح الجو الأردني على معامل
كبتاغون في الجنوب السوري والتي راح ضحيتها الكارتل والأداة المنفذة مرعي الرمثان،
وسبعة من أفراد أسرته، عن امتداد الحزب
إلى الحدود الأردنية في الاتجار بالمخدرات،
والكبتاغون تحديداً، وإن كانت علاقة الحزب بالمخدرات ليست جديدة للمتابعين
والمراقبين، ولكن هذه المرة ظهرت بشكل قوي وفاقع على الإعلام. تزامن ذلك مع تحقيق
نشرته مجلة التايمز البريطانية وتحدثت فيه عن علاقة الحزب والحرس الثوري الإيراني
بزعيم أكبر عصابة عالمية ويدعى كارتل كناهان، وقد تورط في نقل مخدرات إلى أفريقيا
الوسطى بدعم وتنسيق من
حزب الله والحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى قيامه
بعمليات اغتيال وخطف لمعارضين إيرانيين في أوروبا، وكان الواجهة في ذلك والذي يقوم
بعمليات الاستطلاع بالتنسيق معه حزب الله. وتحدث التحقيق عن جني الأطراف كلها
لمليارات الدولارات من تجارة المخدرات ومن وراء تحويلات الأموال التي كانوا يقومون
بها عالمياً، وكان منها محاولة شراء صفقة طائرات مستعملة من مصر لكن تم إحباطها
أمريكياً في النهاية.
الكشف هذا يتسق مع كشوفات سابقة للحزب عن تورطه في أعمال المخدرات في أمريكا اللاتينية، والتي بدأت قبل ثلاثين عاماً
الكشف هذا يتسق مع كشوفات سابقة للحزب عن تورطه في أعمال
المخدرات في أمريكا اللاتينية، والتي بدأت قبل ثلاثين عاماً، عندما بدأت
"إدارة مكافحة المخدرات" المسؤولة عن "مركز عمليات مكافحة
الإرهاب" التابع لـ"شعبة العمليات الخاصة" (تحت مظلة وزارة العدل
الأمريكية) بمتابعة نشاط "حزب الله"
المتعلق بالاتجار في المخدرات وتبيض
الأموال، عندما أوقفت بيع شحنات تقدر بالأطنان من الكوكايين كان يجريها شركاء
الحزب بالتعاون مع كارتل المخدرات الكولومبي "لا أوفيسينا دي انفغادو".
ولا تزال عملية "كاساندرا" التي كشفت إدارة
مكافحة المخدرات الأمريكية عنها قبل أعوام قليلة، تشكل علامة فارقة في التدليل على
علاقة الحزب بالمخدرات والجريمة المنظمة، والتي أسفرت حينها عن اعتقال أفراد شبكة
تابعة لـ"حزب الله" تورطت في عمليات تهريب وتجارة مخدرات بملايين
الدولارات بهدف تمويل عمليات إرهابية في لبنان وسوريا. وقد شاركت في العملية
المذكورة أجهزة أمن من سبع دول على رأسها فرنسا وبلجيكا وألمانيا وإيطاليا، وليست
هذه العملية إلا "واحدة من فضائح تورط حزب الله في الإتجار بالمخدرات وتبيض
الأموال".
كل من يعرف لبنان، ويعرف حجم نفوذ حزب الله فيه، الذي
وصل إلى فرض الرؤساء عليه، بالإضافة إلى تورطه الذي أدانته اللجنة الخاصة الأممية
في عملية اغتيال رفيق الحريري، يعرف تماماً أنه من المستحيل أن تجري عمليات تهريب
المخدرات والكبتاغون عبر المرافئ والمطارات اللبنانية دون علمه، ودون دعمه وتورطه.
وقد تم ضبط عشرات الشحنات القادمة من لبنان خلال السنوات الماضية، والتي قدرت
ببلايين الدولارات، هذا بالإضافة إلى أن مناطق زراعة الحشيش تقع تحت سيطرته
وتديرها شخصيات مقربة منه.
الأهم من ذلك كله أن كل التقارير والتحقيقات الصحافية
التي تحدثت وبحثت موضوع المخدرات في
سوريا ولبنان، أشارت إلى تحويل سوريا إلى دولة
مخدرات بامتياز في ظل سيطرة عصابات
الكبتاغون، وهو ما لم يكن ليحصل دون حماية
كاملة من حزب الله، لا سيما وأننا لا نجد هذه الزراعة والتجارة إلاّ نشطة وقوية في
المناطق الخاضعة لسيطرته إن كان في البقاع اللبناني، أو في مناطق القُصير السورية
الذي رفع علمه بكل وقاحة عليها يوم سيطر عليها من أهلها الأصليين، وحتى نشاطه
المحموم في الجنوب السورين حيث تنتشر المخدرات وتشكل البوابة للعالم الخارجي، ونجح
في استخدام الأردن كمحطة ترانزيت لنقل تجارة الموت إلى الخليج والعالم بشكل عام.
لم تعد صورة حزب الله هي صورة الحزب المقاوم كما كانت في السنوات الماضية، لا سيما بعد تدخله الفج في سوريا، ومشاركته في قتل السوريين وتهجيرهم لأعوام، فقد ضربت مثل هذه الممارسات الشنيعة في قتل السوريين صورته داخلياً وخارجياً، واليوم صورته أمام العالم كله كمتورط في المخدرات ستزيد من صورته
لم تعد صورة حزب الله هي صورة الحزب المقاوم كما كانت
في السنوات الماضية، لا سيما بعد تدخله الفج في سوريا، ومشاركته في قتل السوريين
وتهجيرهم لأعوام، فقد ضربت مثل هذه الممارسات الشنيعة في قتل السوريين صورته
داخلياً وخارجياً، واليوم صورته أمام العالم كله كمتورط في المخدرات ستزيد من
صورته البشعة، لا سيما وأن هذه التجارة تستهدف جيل الأمة في ما تبقّى من حواضر
ومدن في الخليج وما بعد الخليج، بعد أن جاست قواته ومليشيات طائفية موالية معه
برعاية حكام الملالي؛ خلال حواضر الأمة في بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.
لكن العنصرية التي يتعرض لها اللاجئ السوري، من خلال
طرده من لبنان وقذفه إلى العصابات الأسدية، ستظل محل غضب، ومحاكمة أجيال لها ولمن
دعمها، وربما تؤسس لعلاقة سُميّة بين الشعبين، ستدفع الأجيال ثمنها، خصوصاً وأنها
اتسقت مع تصريحات البطريرك اللبناني بشارة الراعي الذي دعا إلى طرد السوريين من
لبنان، مما عكس وجود حلف أقلوي واضح يستهدف الأغلبية السنية في المنطقة، قتلاً في
سوريا والعراق واليمن، وطرداً لمهجريها من لبنان، وتسليمهم لزعيم الحلف الأقلوي
بشار الكيماوي ليمارس عليهم هوايته في مسالخه وأقبية تعذيبه.