تجسست على الروس لصالحِ الأمريكان، وتعدّ إحدى أقوى أذرعِ هيئة الاستخباراتِ الإسرائيلية التي تتواجدُ في جميعِ أنحاءِ العالم، ويتحدثُ غالبيةُ عناصرها باللغتينِ العربيةِ والفارسية.
الوحدةُ 8200 ذاتُ الإمكانياتِ والخبراتِ التي تؤهلها لتكونَ مصدرًا يزوّدُ المؤسساتِ الإسرائيلية بأي معلوماتٍ تلزمها، تعرف عليها في التقريرِ التالي:
تستخدمُ الاختراقاتِ الإلكترونية والتجسسَ القائمَ على العملِ السيبراني في عملها، ومن شدةِ أهميةِ هذهِ الوحدة؛ فإنَّ الغموضَ والسريةَ محيطانِ بجميعِ أركانها والعاملينَ فيها حتى قائدها، أما عن الانضمامِ للوحدةِ 8200، فليسَ بالهينِ على الإطلاق، حيثُ إنَّ العربَ في دولةِ الاحتلال ليسَ مسموحًا لهم بالانضمام لوحداتِ الأمنِ السيبرانيِّ في جيشِ الاحتلال، حيثُ تجمعُ الاستخباراتُ الإسرائيلية المعلوماتِ المحدثة عن الطلبةِ المتميزينَ في المجالات التقنية من الذكورِ والإناث في مرحلةِ الدراسةِ الثانوية؛ بهدفِ ضمهم إلى الوحدة.
كما تعقدُ اختباراتٍ سنويةً ونصفَ سنوية في مجالاتِ اللغاتِ والعلومِ والبرمجة والتفكيرِ الإبداعي وسرعةِ البديهة واختباراتٍ جسدية للمرشحينَ للانضمامِ للوحدة، بالإضافةِ إلى برنامجِ "مغا شميم"
في جامعةِ بن غوريون جنوبَ الكيان، والذي يتيحُ للطلابِ المتميزين الدراسةَ لمدةِ 3 سنوات من شأنها تهيئتهم للخدمةِ بالوحدةِ 8200.
ومنذُ سنوات، لفتت الوحدةُ الأنظار بسببِ قدراتها الفائقةِ في التكنولوجيا وما قامت بهِ في الحربِ الإلكترونية، وصرحَ مسؤولونَ صهاينة بأنَّ الوحدةَ لم يعد عملها يقتصر على الدفاعِ فقط، وأصبحت تشنُّ الهجوم في المجالِ السيبراني.
كما تنوعت أساليبُ التجسسِ والتجنيد، كاستخدامِ الرسائلِ النصية لاختراقِ الهواتفِ المحمولة، على نهجِ ما تقومُ بهِ أجهزةُ المخابراتِ في الدولِ المتقدمة، قد يكونُ الأمرُ مألوفًا وليسَ مستحدثًا، ولكن تمكنت شركةُ "إن أس أو"، وهي شركةٌ إسرائيليةٌ خاصة عملَ مؤسسوها في الوحدةِ 8200، من اكتشافِ ثغرةٍ في هواتف "آيفون"، وطورت برنامجًا لاختراقها عن بعد والتجسسَ على أصحابها،
رغمَ أنَّ هواتفَ شركةِ آبل معروفةٌ بحمايتها القوية مقارنةً بغيرها من الهواتفِ المحمولة.
ومن المؤكد وجودُ علاقةٍ وطيدة بين شركاتِ تطويرِ البرمجياتِ الخاصة في دولةِ الاحتلال والوحدة 8200 التي تولى خريجوها إدارةَ تلكَ الشركات، ما يسهّلُ استخدامَ الاستخباراتِ الإسرائيلية لقدراتها في التجسس لصالحِ الكيان، وقد كشفت معاهدُ متخصصة أنَّ شركة إن إس أو المذكورةُ سابقًا قد تجسست وحدها على ما يقاربُ 180 شخصًا خلال عامينِ فقط.
وتعدّ هذهِ التطورات في العلاقةِ التي نشأت بين الجيشِ الإسرائيلي وشركاتِ القطاعِ الخاص تطوراتٌ غيرُ محدودةٍ بقوانين أو شروطٍ، فلا توجدُ أيُّ قيودٍ مفروضةٍ على المجندين تحددُ ما يمكنهم استخدامه، سواءً على الصعيدِ التقني أو المهاري، وذلكَ في سبيلِ تحقيق الأمنِ السيبرانيِّ الإسرائيلي.
وحينَ حاولَ الجيشُ الإسرائيلي احتلالَ الضفةِ الغربية وقطاعَ غزة، حاولت الوحدةُ توفيرَ ما يشبهُ ساحاتِ تجارب غيرَ محدودة ومجانية وآمنة؛ للتأكدِ من فاعليةِ التقنيات التي يتمُّ تطويرها في تل أبيب، ما يجعلها على جاهزيةٍ عالية للاستخدامِ الداخلي أو حتى لتصديرها إلى العالم.