خلف
الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب
تركيا
وشمال
سوريا، أضرارا بالغة في الأرواح والبنية التحتية، حيث قدرت منظمة الصحة
العالمية أن عدد المتضررين قد يصل إلى نحو 23 مليون شخص بينهم 1.4 مليون طفل في
كلا البلدين.
ورغم انقضاء 36 ساعة على الزلزال الأول بشدة
7.8 درجة على مقياس ريختر، والذي تبعه زلزال مدمر آخر بعد ساعات بشدة 7.7 على مقياس
ريختر، إلا أن مناطق شمال غرب سوريا لم تتلق أي مساعدة دولية أو أممية حتى الآن،
نتيجة تضرر الطريق المؤدية إلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، وهو نقطة العبور المتاحة لنقل المساعدات من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة في سوريا، بعد غلق النظام السوري باقي المعابر.
وقال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن معبر باب الهوى نفسه لم يتضرر، لكن الطريق المؤدية إلى المعبر تضررت، مما يؤثر مؤقتا على قدراتنا لاستخدام المعبر كليا".
وأضاف دوجاريك "نواصل استخدام معبر باب الهوى لأن منصة إعادة الشحن في الواقع سليمة"، موضحا أن الزلزال دمر طرقات في تركيا وأثر على موظفي الأمم المتحدة المحليين والدوليين وشركائهم وسائقي الشاحنات الذين ينقلون المساعدات.
وأكد "سنستخدم كافة السبل المتاحة للوصول إلى السكان ويشمل ذلك العملية عبر الحدود وعبر خطوط الجبهة من داخل سوريا".
وأوضح أن "صندوق المساعدات الإنسانية العابر للحدود الذي يعد الأداة الرئيسية لتقديم المساعدات في شمال غرب سوريا فارغ حاليا"، داعيا إلى تجديده بشكل عاجل.
من جهته، قال منير المصطفى، نائب مدير منظمة
الدفاع المدني السوري، لـ"عربي21"، إن الأوضاع في شمال غربي سوريا "كارثية"،
مؤكدا أن المساعدات لم تصل إلى المنطقة حتى الآن، وتقتصر على الوعود وإطلاق
التبرعات عبر الإعلام فقط.
وناشد جميع الجهات المانحة والمنظمات
الدولية للضغط وإيصال المساعدات اللازمة إلى المنطقة قبل فوات الأوان، لمساعدة
العالقين تحت الأنقاض والمرشدين من منازلهم.
وأضاف: "الزمن يداهمنا... نحن
نسابق الموت... الوضع في سوريا كارثي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".
اظهار أخبار متعلقة
وارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال في شمال
غرب سوريا إلى أكثر من 810 حالات وفاة وأكثر من 2200 مصاب، وفق الدفاع المدني السوري.
ويبقى عدد الضحايا مرشحا للارتفاع بشكل
كبير بسبب وجود مئات العوائل تحت الأنقاض، بينما تواصل فرق الإنقاذ عمليات استخراج
العالقين وسط صعوبات كبيرة وحدوث هزات ارتدادية.
وشدد المصطفى على أن عدم استجابة العالم
والمنظمات الدولية للمطالبة بمساعدة السوريين، سيزيد من الكارثة التي وقعت في شمال
غرب سوريا، خاصة بعد انقضاء أكثر من 36 ساعة دون وصول أي نوع من المساعدات.
وأوضح أن فرق الإنقاذ تحتاج لدعم كبير
في ظل نقص الآليات الثقيلة، مشيرا إلى أن المنظمة المعنية بإزالة الأنقاض ومساعدة
المدنيين تستخدم الاحتياطي من المحروقات منذ شهرين، نتيجة شح الدعم.
وبين أن مسألة تقييم الأضرار في شمال
غرب سوريا غير ممكنة في الوقت الراهن، لا سيما مع وجود أكثر من 700 نقطة مدمرة
بشكل كلي أو جزئي، إذ لا تستطيع فرق الدفاع المدني تقدير المدة اللازمة لمساعدة
العالقين.
وتابع: "في حال عدم وصول مساعدات فإننا ربما
نحتاج إلى أشهر للانتهاء من إزالة الأنقاض... لا يمكننا الاستمرار بهذه الوتيرة... لا
بد من مساعدة المنظمات الدولية".
وأشار إلى إمكانية إدخال المساعدات
الدولية عن طريق معابر بديلة عن "باب الهوى"، إذ يمكن أن تتم العملية من
معبر باب السلامة في ريف حلب ومعابر الراعي وجرابلس، لنقل المساعدات من تركيا إلى سوريا.
اظهار أخبار متعلقة
وقالت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة
لتنسيق الشؤون الإنسانية، ماديفي سون سوون، لوكالة رويترز، إن "بعض الطرق معطلة
والبعض الآخر لا يمكن الوصول إليه. هناك مشكلات لوجستية تحتاج إلى حل". وأضافت أنه "ليست لدينا صورة واضحة عن
موعد استئنافها".
بالمقابل، أكدت "هيئة الإغاثة الإنسانية
التركية" (IHH)،
لـ"عربي21" أن فرقها دخلت إلى سوريا، وبدأت في المساعدة بعمليات إزالة
الأنقاض وإخراج العالقين تحتها.
وقال عضو "هيئة الإغاثة الإنسانية
التركية"، شامل يلدرم، لـ"عربي21"، إن المنظمة أدخلت 250 شخصا إلى
سوريا للمساعدة في عمليات الإنقاذ، لكن الفرق لا تكفي.
وأوضح أن عملية الإنقاذ تقدر بواحد من
عشرة في سوريا وتركيا على حد سواء، لكن الوضع في الداخل السوري أصعب بكثير نظرا
لعدم وجود آليات ثقيلة تساعد في رفع الأنقاض.
وبين أن المنظمة تعمل أيضا على توزيع
الطعام للمشردين من منازلهم، مؤكدا أن المنطقة تحتاج إلى جميع أنواع المساعدة من
بطانيات، ووسائل التدفئة، إلى جانب الطعام والشراب.
اظهار أخبار متعلقة
وأكد المنسق في الشؤون الإنسانية للأمم
المتحدة، أن الأضرار التي لحقت بالطرق ونقص الوقود والطقس الشتوي القاسي في سوريا، كلها عوامل تعرقل مواجهة الوكالة لآثار الزلزال الذي وقع الاثنين وأودى بحياة
كثيرين، بينما ترك الملايين في حاجة إلى المساعدة.
وأضاف لـ"رويترز": "البنية التحتية
متضررة والطرق التي اعتدنا على استخدامها في الأعمال الإنسانية تضررت، وعلينا أن نكون
مبدعين في كيفية الوصول إلى الناس لكننا نعمل بجد".
وذكر كيرين بارنز مدير منظمة ميرسي كور
في سوريا لـ"رويترز": "سمعنا أن النظام لديه إمدادات تكفي من ثلاثة إلى خمسة أيام
مقبلة غير أننا قلقون من أن هذه الإمدادات ستنفد بسرعة... سنحتاج إلى زيادة
الموارد بشكل كبير لشمال غرب سوريا والتأكد من أن خطوط الإمداد متاحة أمامنا للاستجابة".
وفي ظل توقف إدخال المساعدات إلى
المناطق المنكوبة في شمال غرب سوريا، عقب توقف معبر "باب الهوى"، فقد طالبت
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الثلاثاء، جميع الأطراف الدولية، ومنها
روسيا، بالضغط على النظام السوري لإيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة، مشيرة
إلى أن بلادها ستقدم مليون يورو إضافية للمنظمات الإغاثية لمساعدة ضحايا الزلزال
في سوريا.
في غضون ذلك، قال الهلال الأحمر السوري، إنه مستعد لتوصيل مساعدات الإغاثة إلى جميع مناطق البلاد ومن بينها المناطق التي
تسيطر عليها المعارضة. وحث الأمم المتحدة، التي تنسق منذ فترة
طويلة عمليات المساعدات والإغاثة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، على تسهيل
ذلك.