سياسة عربية

نتنياهو يلتقي الملك عبد الله بعمّان.. خفض للتوتر ورسائل من الأردن

أكد الملك لنتنياهو ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام- الديوان الملكي
أكد الملك لنتنياهو ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام- الديوان الملكي
زار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العاصمة الأردنية عمّان، والتقى الملك عبد الله الثاني.

وقال الديوان الملكي الأردني إن نتنياهو التقى بالملك في عمّان، وهي زيارة غير معلنة مسبقا، وتأتي في ظل توتر بالعلاقة على إثر اقتحام المسجد الأقصى من قبل وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير، ومنع سفير الأردن من دخول المسجد.

وذكر الديوان الملكي أن "الملك عبد الله شدد خلال لقائه نتنياهو على ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وعدم المساس به".

وأكد الملك لنتنياهو ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام، مشددا على ضرورة وقف أية إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام.

وأعاد الملك التأكيد على "موقف الأردن الثابت الداعي إلى الالتزام بحل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وحضر اللقاء نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب الملك،  جعفر حسان، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، والوفد الإسرائيلي المرافق لنتنياهو.

في حين قال مكتب نتنياهو، إن رئيس وزراء الاحتلال توجه إلى الأردن اليوم الثلاثاء للقاء الملك عبد الله الثاني، وأضاف أن "الزعيمين ناقشا القضايا الإقليمية، مؤكدين على التعاون الاستراتيجي والأمني   والاقتصادي بين إسرائيل والأردن بما يساهم في استقرار المنطقة".

وتابع بيان مكتب نتنياهو أن "الطرفين باركا الصداقة والشراكة الطويلة الأمد بين دولة إسرائيل والمملكة الأردنية".

ولم يتطرق بيان مكتب نتنياهو إلى الغضب الأردني تجاه الانتهاكات المتكررة لسيادة عمّان على المقدسات الإسلامية في القدس.

إلا أن قناة "المملكة" الأردنية، نقلت عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، قولها إن "نتنياهو تعهد خلال لقائه الملك بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى".

رسائل للحلفاء
الخبير الاستراتيجي الأردني عامر السبايلة، قال في تصريحات لـ"عربي21"، إن اختيار نتنياهو عمّان، لتكون محطته الخارجية الأولى في عهده الجديد على رأس حكومة الاحتلال، يحمل دلالات ورسائل عديدة.

وأضاف السبايلة أن نتنياهو الذي تأجلت زيارته إلى أبو ظبي، أراد من خلال لقائه الملك عبد الله الثاني، إرسال رسائل لحلفائه العرب أولا، ولواشنطن ثانيا، بأنه لا يرغب بالتصعيد مع الأردن، ويريد إدامة التعاون بذات الوتيرة بين الطرفين خلال السنوات الماضية.

وبحسب السبايلة، فإن الزيارة التي تأتي بعد توترات كبيرة، قد تعني أن نتنياهو تحرر من الأزمة مع الأردن، وسيذهب للعمل على خطته الأساسية، وهي إنجاح ملف التطبيع "الاتفاقيات الإبراهيمية" مع دول جديدة.

وبرغم تأكيد الأردن على تحذيرها نتنياهو من خطورة الاستمرار باستفزاز الفلسطينيين، وانتهاك المقدسات، إلا أن السبايلة رأى في قرائته للزيارة على احتمالية أن تضطر عمّان للذهاب إلى "اللقاءات الإبراهيمية"، علما أنها كانت تتحفظ عليها في السابق.

"بيضة القبان"
بحسب السبايلة، فإن نتنياهو يريد من زيارته إلى الأردن إعطاء عدة إشارات للداخل الإسرائيلي وللخارج، أبرزها أنه يريد تقديم نفسه بصفته الشخص المعتدل وسط ائتلاف حكومي يميني متطرف.

وأوضح أن الرسالة التي يريد نتنياهو إيصالها للعرب، هو أنه في حال لم يتعاونوا معه، فإنهم قد يضطروا لاحقا للتعامل مع حكومات يقودها حلفاؤه الأكثر تطرفا، على غرار إيتمار بن غفير.

ولفت إلى أن نتنياهو يريد إيصال رسالة للداخل الإسرائيلي الذي يحتج عليه بعشرات الآلاف، بأنه 
يقدم شيئا، مضيفا "على الزاويتين، فإن نتنياهو يتحول اليوم إلى بيضة القبان بالنسبة للجميع".

مشكلة الأردن مع نتنياهو
وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، قال إن مشكلة الأردن مع حكومة نتنياهو، هي تجاهلها لحق الفلسطينيين في السعي لإقامة دولة مستقلة، إضافة إلى التعديات المتزايدة في عهده على المقدسات الإسلامية والمسيحية الخاضعة للسيادة الأردنية.

وأضاف في تصريحات لقناة "المملكة" أن زيارة نتنياهو جاءت بعد تحركات أردنية خارجية، وتأكيد عمّان على مواقفها الواضحة تجاه القضية الفلسطينية، متابعا "الرسائل الأردنية كانت مباشرة لنتنياهو".

ولف المعايطة إلى أن "اللقاء خطوة مباشرة بالتعامل مع الإسرائيليين الذين تربطهم بنا معاهدة سلام"، مضيفا أن الوضع الداخلي الملتهب في إسرائيل يستلزم من نتنياهو تخفيف التوتر في إطاره الإقليمي، وتحديدا مع الأردن.

وربط المعايطة بين الزيارة، وبين التحركات التي يقوم بها ملك الأردن خارجيا، إذ التقى زعماء عرب في أبو ظبي الأسبوع الماضي، وسيتوجه الأربعاء إلى قطر، وبعدها إلى الولايات المتحدة، وربما تكون كندا على جدول أعماله، بحسب قوله.

وقال المعايطة إن نتنياهو يعي أن التفاهم مع الأردن وتهدئة الأمور سيفيده داخليا، كما يمكن أن يساهم في خلق نوع من الاستقرار قبل حلول شهر رمضان المبارك، خشية من اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية.

ويأتي اللقاء الأول من نوعه بين الملك ونتنياهو منذ العام 2018، في ظل تأزم موقف رئيس حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة في الداخل الإسرائيلي، إذ يتظاهر عشرات الآلاف منذ أيام مطالبين بإسقاطه، في حال إصراره على تقديم تعديلات تمس القضاء.

وفي العام 2021، اندلعت أزمة بين حكومة نتنياهو السابقة، والأردن، حينما رفضت عمّان السماح لنتنياهو بالسفر إلى الإمارات عبر أجوائها، ردا على رفض تل أبيب السماح لولي العهد الأردني الأمير الحسين بن عبد الله بالسفر إلى القدس المحتلة والصلاة في المسجد الأقصى.



التعليقات (1)
غريب
الثلاثاء، 24-01-2023 06:50 م
المسؤولين العرب ملوك او رؤساء يطبلوا ويزمروا عندما تفعل إسرائيل شيئا لا يرضى الجماهير العربية فقط لامتصاص الغضب ومن بعد تعود حليمة لعادتها القديمة تنسيق وزيارات وتعاون بينهم وبين حكام فلسطين المسروقة معهم أيضا رئيس بلدية رام الله محمود عباس