تسببت باندلاع اشتباكات بينَ الشرطة ونشطاء بيئيين.. إليكَ قصةَ القريةِ الألمانية التي تسعى السلطات لتدميرها لاستخراج الفحم.
قرية صغيرة أثارت جدلا في
ألمانيا بعد إصدارِ الجهات الحكومية قرارا بإخلائها من سكانها؛ تمهيدا لهدمها من
أجل توسيع أعمال استخراج الفحم الحجري في المنطقة، فما حكايتها؟
القرية مقابلَ الفحم
السلطات الألمانية أصدرت قرارا بحق
قرية لوتزيرات " Lützerath"
الواقعةِ غربَ كولونيا في ألمانيا، يقضي بهدمها لتوسيع منجم
"غارزفايلر" Garzweiler للفحمِ الحجري؛ بهدف استخراجُ 280
مليون طن من الليغنيت (الفحم الأسمر) بحلول عام 2030. وبحسبِ دعاةِ حمايةِ البيئة، فإنّ توسيعَ المنجم سيؤدي إلى كميات
هائلة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فيما بررت الحكومة وشركة الطاقة الألمانية العملاقةِ "RWE"
ذلك، بأن "الفحم ضروري لضمان أمن الطاقة في ألمانيا"، حسبَ
وكالة أسوشيتد برس. وبعد مخططِ السلطات الألمانية، فقد أصبحت
"لوتزيرات" رمزا للجماعات البيئية المُطالبة بضرورة وضع حد
لاستخدامِ الفحم والوقود الأحفوري في ألمانيا؛ بهدف حماية المناخ.
وقد خاض نشطاء المناخِ مواجهات عنيفة واشتباكات مع قوات الشرطة في ألمانيا؛ على
خلفية احتجاجات على خططِ هدمِ القرية، بحسبِ ما أوردتهُ وكالة الأناضول. فيما
نصب ما يقارب الألف شخص في القرية الحواجزَ على الطرق؛ بهدفِ عرقلة الاستعدادات لطردهم وإخلاءِ معسكرهم.
وواصلَ حوالي 100 ناشط جهودهم في
محاولة منهم لقطعِ الطريقِ إلى القرية، قبلَ أن تتصاعدَ المواجهة معَ رجالِ الأمن، مع محاولة الشرطة إزالةَ الحواجز لدخول مخيم الاحتجاج، وردَّ بعضُ النشطاء بإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة. وقال المتحدثُ باسمِ إدارةِ الشرطة في تصريح صحفي؛ إن "السلطات الأمنية بدأت بتطويق المنطقة، وسيسمح للمتظاهرين
بمغادرة المخيم، دون دخول أحد منهم القرية"، بينما رفض
المحتجون الاستجابة لقرار محكمة يمنعهم فعليا من دخول المنطقة، ليلجأ بعضهم
لحفرِ الخنادق وبناء الحواجز؛ في محاولة لمنعِ الآلياتِ الثقيلة من الوصول إلى
القرية، قبلَ أن تمنعهم الشرطة بالقوة.