تخوف إسرائيلي من انضمام يهود العالم إلى الجهود المعادية للاحتلال

تعرب أوساط إسرائيلية عن تخوفها من مشاركة عدد من يهود العالم في الحملات المناهضة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد الكاتب في صحيفة "إسرائيل اليوم" أريئيل كهانا، أن "الاستنتاج المؤلم للغاية لدى الدولة أن معظم المرتبطين بها من خارج حدودها، وتحديدا اليهود، ينظرون بعيدا عنها، ويتجنبونها، بل يتجاوزونها".

وأوضح في مقال ترجمته "عربي21"، أن المثير للقلق، أن "عددا كبيرا من الدعوات لمقاطعة "إسرائيل"، ومعاقبتها، والتنديد بها، وفرض عقوبات عليها، وتعريفها كدولة فصل عنصري، تأتي من اليهود".

وأشار إلى أنه "من الصعب تقدير حصتهم عدديا، لكنها تبين أن هناك الكثير من اليهود في المنظمات المعادية لإسرائيل، وأن مجرد مشاركتهم في النشاطات المناهضة للدولة يعطي طابع المشروعية لغير اليهود الذين يشاركون في حملة نزع الشرعية عن الدولة، كما أن معظم الشبان اليهود المعادين للدولة، هم من الطلاب القادمين من خلفيات تنتقد إسرائيل بشدة".

اظهار أخبار متعلقة

وأوضح أن "العديد من اليهود حول العالم المعادين لإسرائيل نشأوا في منازل أو مجتمعات أو مدارس تلقى فيها جميع الاتهامات والادعاءات على إسرائيل، رغم أن هناك مجموعة مقابلة من يهود العالم من سمعوا القصة الصهيونية، ومعاداة السامية والمحرقة، لكنهم بعد ذلك، في الحرم الجامعي، انقلب عالمهم رأسا على عقب، وفجأة يشرحون بعاطفة ونبرة عالية أن اليهود يرتكبون "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين".

وأكد أن "العديد من اليهود حول العالم يغادرون "الخيمة" الصهيونية، وينضمون للمنظمات التي تريد إسقاطها على جميع سكانها اليهود، ومعظم الأحزاب التي تحارب تيارات المقاطعة تهرب من التحدي اليهودي الداخلي، وبدلاً من دفن رؤوسهم في الرمال، يبدو أن الجانب المؤيد لإسرائيل مطالب بالنظر للأمر بخطورة وأهمية، لأن ضرر الإهمال يتزايد ويتفاقم، لأن المقاطعين يحاولون ضرب إسرائيل في النقطة الأهم بالنسبة لها، وهي ضم الشباب اليهودي في الخارج لأنشطتهم المعادية".

تكشف هذه الحقائق الجديدة أن الفجوة آخذة بالاتساع بين دولة الاحتلال ويهود العالم مع مرور الوقت، وتظهر المزيد من الشواهد والمعطيات على ذلك، حيث تشمل انتقادات يهودية لها بكلمات أشد قسوة وعنفاً، وتشمل استبدال كلمة "إسرائيل" بدولة الاحتلال.

كما أنه في الكنس اليهودية الإصلاحية توقفوا منذ سنوات عن الحديث عن "إسرائيل والصهيونية"، وهي قضايا كانت تحظى في الماضي باهتمام شديد، لكنها اليوم باتت تثير إشكاليات وانقسامات داخل الطائفة ذاتها، وفي ظل أن هذه مؤسسات يهودية رسمية فإنها تعلم وتربي النشء الجديد من اليهود على أن "إسرائيل" دولة محتلة.

وتعيش العديد من الجاليات اليهودية حول العالم حربا مع نفسها بكل ما له علاقة بـ"إسرائيل"، التي لم تعد في جوهر نقاشاتهم وأحاديثهم، بل إن حجم انتقاداتهم واتهاماتهم لها آخذ بالتصاعد، وهناك توجهات لديهم بالابتعاد عنها، لأن حدة الانتقادات تتعاظم.