هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قرر الاتحاد العام التونسي للشغل بجرجيس جنوب شرق البلاد، الإضراب العام في المدينة الثلاثاء المقبل؛ احتجاجا على طريقة تعامل السلطات مع حادثة غرق قارب لمهاجرين غير نظاميين الشهر الماضي.
وجاء قرار اتحاد الشغل بالتنسيق مع جمعية البحار واتحاد الفلاحين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان واتحاد الصناعة والتجارة، فيما تقرر استثناء المرافق الحيوية كالمخابز ومستشفى المدينة والصيدليات من الإضراب العام.
وتتمثل أبرز تراتيب الإضراب في الالتحاق بمؤسسات العمل لمدة نصف ساعة، قبل التوجه إلى المعتمدية (مقر المدينة) التي منها تخرج مسيرة صامتة.
وسيغادر جميع المتساكنين وسط المدينة، حتى يتركوا المدينة فارغة مثل مدينة أشباح، بحسب وصف المسؤول في اتحاد الشغل الهادي الحميدي في تصريحات صحفية.
وتعيش مدينة جرجيس، الواقعة بالجنوب الشرقي التونسي، منذ أكثر من أسبوعين، على وقع كارثة غرق قارب كان يقل عددا من المهاجرين غير النظاميين.
واتهم الأهالي الدولة بالتخلي عن مسؤولياتها في البحث عن المفقودين، ودفن عدد منهم في مقبرة الغرباء، دون التعرف على هوياتهم.
وفي 21 أيلول/ سبتمبر الماضي، أبحر قارب يقل 18 مهاجرا غير نظامي، بينهم طفلة ونساء، من شواطئ المنطقة نحو السواحل الأوروبية، لكن أخباره انقطعت.
وطالب الأهالي السلطات بالبحث عن ذويهم في البحر، إلا أن استجابة السلطات كانت ضعيفة ومتأخرة، مما دفع عائلات الضحايا لإطلاق حملة تمشيط للبحر والشواطئ بالتنسيق مع بحارة المنطقة؛ أملا في العثور على جثث ذويهم.
ويأتي إعلان الإضراب العام، في وقت تشهد فيه الجهة احتقانا كبيرا على خلفية غرق مركب مهاجرين غير نظاميين من أبناء المدينة، وانتقادات كبيرة لتعامل السلطات مع الملف.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر وسم "دولة البحارة"، في إشارة إلى بحارة المنطقة الذين سخّروا قواربهم وزوارقهم للبحث عن المفقودين من المهاجرين.
— Rania Dridi رانية الدريدي (@Ranyadridi) October 13, 2022
وخلال الأيام الماضية، انتشرت على المنصات التونسية مقاطع للفيديو، توثّق قيام البحارة بالبحث عن الجثث، وأرفقت بتعليقات تشجب تقاعس الدولة وتحمّلها مسؤولية ما حدث.
اقرأ أيضا: اتساع احتجاجات تونس واشتباكات مع قوات الأمن (شاهد)
وفي السياق، قررت جمعية البحار بجرجيس استئناف عمليات البحث عن مفقودي حادث غرق مركب الهجرة غير النظامية، والقيام بتمشيط بحري وبري، وذلك بخرجة بحرية صباح الاثنين.
يأتي هذا القرار بعد انتشال جثة الأحد من بين ضحايا المركب، بالموقع نفسه الذي تم العثور به على 6 جثث في أثناء خرجة سابقة للبحارة.