رغم
استئناف العلاقات الأوروبية الإسرائيلية مؤخرا، رغبة من الاتحاد الأوروبي بدعم رئيس
الحكومة الانتقالية يائير لابيد أمام خصمه زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو، حتى وصلت
الأمور إلى تجديد مجلس الشراكة بينهما عقب تجميده بسبب سياسة الأخير تجاه الفلسطينيين، فإن دولة الاحتلال ما زالت تتعامل باستعلاء مع سفين كوبمانس المبعوث الأوروبي لعملية
السلام الإسرائيلية الفلسطينية، الذي قدم شكوى بذلك لرؤسائه في الاتحاد الأوروبي.
مع العلم
أن كوبمانس اشتكى خلال اجتماع في وزارة الخارجية الإسرائيلية قبل أسبوعين من سوء المعاملة
التي يتلقاها بسبب مواقفه السياسية، وأكد أنه لن يتمكن من إبلاغ دول الاتحاد الأوروبي
بأن إسرائيل تتصرف تجاهه بشكل إيجابي، في حين اشتكت وزارة خارجية الاحتلال من تغريدات
المبعوث الأوروبي التي ينشرها على "تويتر" بزعم أنها معادية للاحتلال.
باراك
رافيد المراسل السياسي لموقع
"واللا"، كشف أن "كوبمانس اشتكى رسميًا
لكبار المسؤولين في وزارة الخارجية من عدم استقباله في لقاءات رفيعة المستوى تشهدها
إسرائيل، رغم أنه مبعوث لجميع الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي، وهو مسؤول
أمام ممثليها في بروكسل، وتحصل هذه الشكوى في الوقت الذي يستعد فيه كبار المسؤولين
الإسرائيليين والأوروبيين لاجتماع مجلس الشراكة الذي سيعقد في تشرين الأول/ أكتوبر،
وهي قمة رفيعة المستوى لم تنعقد بينهما منذ أكثر من عشر سنوات بسبب خلافاتهما حول القضية
الفلسطينية".
وأضاف
في تقرير ترجمته
"عربي21" أن "لابيد يريد المشاركة في الاجتماع كي يجعلها
قمة بمشاركة جميع قادة الاتحاد الأوروبي البالغ عددهم 27 زعيما، خاصة أن انعقاد مثل
هذا الحدث السياسي المهم قبل أسابيع قليلة من الانتخابات سيساعده في حملته الانتخابية،
مع العلم أن المبعوث الأوروبي طلب مقابلة لابيد والرئيس يتسحاق هرتسوغ ووزير الحرب
بيني غانتس، لكنه تلقى ثلاثة ردود سلبية، ما دفعه للقاء رئيسة التشكيل السياسي بوزارة
الخارجية عاليزا بن نون، واشتكى لها من عدم حصوله على اجتماعات رفيعة المستوى، وأنه
التقى لابيد آخر مرة منذ عدة أشهر، عندما كان لا يزال وزيرا للخارجية".
وأشار
أن "بن نون اشتكت إلى كوبمانس من تغريداته على تويتر خلال العدوان الإسرائيلي
الأخير على قطاع غزة، بزعم أنها لم تشر إطلاقا إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها،
رغم أنه أكد لها أن دوره هو التحدث باسم الاتحاد الأوروبي، ومساعدة الفلسطينيين المتضررين".
ليست
هذه المرة الأولى التي تعامل فيها دولة الاحتلال المبعوث الأوروبي لعملية السلام بطريقة
فظة، بزعم أن مواقفه مؤيدة للفلسطينيين، وآخرها ما أعلنه في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"
له، جاء فيه أن "صداقة الاتحاد الأوروبي وشراكته مع إسرائيل، تتطلب مواجهة أسئلة
صعبة حول السلام والفلسطينيين، لأن استمرار الصراع العربي الإسرائيلي، واحتلال الأراضي
الفلسطينية يحدّ من الإمكانات الأوروبية للقيام بدور أكبر في المنطقة، ورغم ما يتردد
حول أن صناعة السلام مستحيلة، والبعض الآخر لا يريده، فإنني أعتقد أنهم جميعا على خطأ،
لأن السلام ممكن، ولا يزال ضروريًا لأمن الجميع وحقوقهم وازدهارهم، كما أنه يصب في
مصلحة أوروبا أيضًا".
وأضاف
أن "التوترات في جميع أنحاء الأرض المقدسة، يبقي ملايين الفلسطينيين في ظل احتلال
لا نهاية له على ما يبدو، وعملية السلام لم تعد موجودة، وآن الأوان للأوروبيين والإسرائيليين
والفلسطينيين والعرب والشركاء الدوليين أن يفعلوا أكثر من مجرد الانتظار، لأن إدارة
الصراع تعني إطالة المعاناة وانعدام الأمن، وفي ظل غياب أي جهد نحو الحلّ، فإنه يُنظر إلى
الوضع الحالي بشكل متزايد على أنه مشكلة هيكلية لحقوق الإنسان".
وأكد
أن "استمرار الوضع القائم في الأراضي المحتلة يحمل مخاطر على المدى الطويل، ولذلك
قرر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي تعيين ممثل خاص للمساعدة في إحياء عملية السلام،
لأن الصراع مشكلة من صنع الإنسان، وهي معقدة جدا، لأن الفلسطينيين لن يقبلوا أن يكونوا
تحت السيطرة العسكرية لأي طرف آخر".