هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت
صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا تناولت فيه انعكاس ارتفاع أسعار الغاز
والنفط في جميع أنحاء العالم، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير
الماضي.
وأشارت
الصحيفة إلى أن مواقد الفحم والأخشاب بدأت تنفد من الأسواق الأوروبية، بعد لجوء
الكثيرين إليها، نتيجة انخفاض واردات الغاز الروسي، الذي تعتمد عليه القارة العجوز
في الصناعة والتدفئة خلال الشتاء، وقد سجلت عدة حالات سرقة للأخشاب.
ولفتت
إلى أن عددا من الألمان يخشون من عدم قدرتهم على دفع
تكاليف التدفئة والطاقة خلال الشتاء، مشيرة إلى أن بعض الفواتير ارتفعت بنسبة 70
بالمئة لبعض المستهلكين.
ويرى الأوربيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
استخدم صادرات
الغاز الطبيعي كسلاح لمعاقبة الغرب على فرض عقوبات على روسيا - يلقي قنبلة على المستهلكين
في بعض من أغنى البلدان على وجه الأرض، وفقا للصحيفة.
ونبهت
الصحيفة إلى أن بعض الدول الأوروبية شهدت زيادات أكثر من غيرها على دافعي الضرائب
وصلت إلى 210٪، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وهولندا.
وقالت "واشنطن بوست" إن الضائقة
المالية جعلت بعض السكان في بريطانيا يتخلون عن الحيوانات الأليفة، بينما تحذر المدارس من أن ارتفاع
تكاليف الطاقة يعني أنهم لم يعودوا قادرين على تحمل تكاليف الكتب المدرسية
الجديدة.
ويدرس
المسؤولون في بولندا توزيع أقنعة مكافحة الدخان، حيث يفكر البولنديون في حرق
القمامة للتدفئة في الشتاء.
اقرأ أيضا: بعد شح الإمدادات.. ما هي بدائل أوروبا عن الغاز الروسي؟
ويقوم
السكان في العاصمة الألمانية برلين، بنفض الغبار عن أفران الفحم والأخشاب، التي
كانت ذات يوم بمثابة تأمين ضد الروس الذين كانوا يستهدفون إمدادات الطاقة خلال
الحرب الباردة.
وفي ظل ندرة وارتفاع أسعار الحطب، بدأ
بعض اللصوص بسرقة جذوع
الأشجار، بينما ينشئ المحتالون مواقع إلكترونية مزيفة، متظاهرين بأنهم
بائعو أخشاب لخداع المستهلكين اليائسين. وتم بيع أفران الحطب في العديد من البلدان
بالكامل تقريبا.
وقال
فرانز لونينجهاكي (62 عاما)، من بريمن في ألمانيا، إن "الحطب هو الذهب الجديد"، مشيرا
إلى أن لديه طلبات مسبقة على أفران حرق الأخشاب، ويتوقع أن تصل فاتورة الطاقة
العام المقبل إلى 4500 دولار، ارتفاعا من 1500 دولار في 12 شهرا حتى مايو الماضي.
وقال
نوربرت سكروبيك، عامل تنظيف المداخن في برلين - وهو فني مرخص يرتدي زيا خاصا لفحص
مواقد (شيمينيه) الأخشاب والفحم، إنه شهد زيادة في الطلب، مع تجديد سكان برلين
للمواقد القديمة وتركيب أخرى جديدة. ويخشى أن يؤدي إقبال السكان المحليين على شراء
أجهزة تدفئة متنقلة إلى تسريبات خطيرة لأول أكسيد الكربون إذا تم تركيبها أو
استخدامها بشكل غير صحيح.
وتسعى
الدول الأوروبية جاهدة لخفض الاستهلاك، وملء الاحتياطيات وبدائل المصادر للغاز
الطبيعي الروسي، وكل ذلك في الوقت الذي تعهدت فيه بتقديم مساعدات مالية بقيمة مئات
المليارات من الدولارات للمستهلكين والشركات، لوقف النزيف الاقتصادي، وفقا
للصحيفة.