هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال شيخ الأزهر في مصر أحمد الطيب، إن هناك
آراء متشددة هنا وهناك، حاولت ولا تزال تعرقل، وحتى حرمت أحيانا، لقاء شيخ الأزهر
ببابا الكنيسة الكاثوليكية.
وأضاف الطيب في كلمة، أمام المؤتمر السابع
لزعماء الأديان العالمية، "إلا أنهما حين اجتمعا ومنذ اللقاء الأول، بنية
صادقة شعر كل منهما بأنه يعرف صاحبه منذ سنين عدة.. ثم ما لبثت القلوب أن التقت
على المودة المتبادلة وعلى الصداقة والإخلاص، وكان توفيق الله تعالى كبيرا في
إتمام وثيقة الأخوة الإنسانية".
وأشار شيخ الأزهر إلى أن "وثيقة الأخوة
الإنسانية جاءت كأول ميثاق إنساني بين المسيحيين والمسلمين في عصرِنا الحديث؛
لتتأكد النظرية التي يؤمن بها الأزهر دائما، ويدعو إليها في كل مكان وهي: أن كل
لقاء جاد مسؤول بين رموز الأديان يتحول لا محالة إلى طوق نجاة للحضارة الإنسانية
حين تحاول أعاصير الشر زعزعة أركانها أو اقتلاعها من جذورها".
ودعا شيخ الأزهر "علماء الأديان ورموزها
المختلفة لعقد لقاء خاص برموز الأديان يتدارسون فيه، بصراحة ووضوح تامين: ماذا
عليهم وماذا على غيرهم من القادة والسياسيين وكبار الاقتصاديين، من الواجبات
والمسؤوليات حيال هذه الكوارث الأخلاقية والطبيعية، التي باتت تهدد مستقبل البشرية
بأكملها".
يشار إلى أن أعمال المؤتمر السابع لزعماء
الأديان انطلقت الأربعاء في كازاخستان، بحضور "أحمد الطيب، شيخ الأزهر
الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية،
وعدد من القادة الدينيين حول العالم".
وقال الطيب في كلمته بالمؤتمر: "ونحن مع اعترافنا بأن الحضارة الغربية قد حققت للإنسانية في القرنين الماضيين قفزات واسعة، وإنجازات عملية هائلة في مجالات العلم والصناعة والطب والتعليم والفن والثقافة وثورة المواصلات والاتصالات وعلوم الفضاء، إلا أن اضمحلال الجانب الروحي، وغياب البعد الخلقي من مسيرة الإنسان المعاصر، وسخريته من رسالات السماء عن عمد وسبق إصرار، قد فرغ هذه الحضارة من أية قيمة حقيقية تذكر لها".