هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهم
الائتلاف الوطني المعارض المنظومة الإعلامية الإيرانية بـ"الكذب والتلفيق"،
نافياً حديث وكالات أنباء إيرانية عن طلب تركي من الائتلاف مغادرة أراضيها.
وعلى
موقعه الرسمي، نفى الائتلاف على لسان رئيسه سالم المسلط ما تداولته وسائل إعلام إيرانية
عن طلب أنقرة من قيادات المعارضة وقف نشاطهم السياسي، قائلاً: "لا صحة لها، ومن
يسهل عليه قتل المدنيين والأطفال يسهل عليه الكذب والتضليل".
وأضاف
المسلط أنه "في الوقت الذي كان فيه نظام الأسد والميليشيات الطائفية الإيرانية
يقتلون السوريين وما يزالون، احتضنت تركيا الملايين منهم وما تزال"، وشدد على
"عمق العلاقة التاريخية بين الشعبين السوري والتركي".
واعتبر
أن الأيام القادمة "ستثبت كذب وسائل الإعلام الإيرانية التي امتهنت الكذب والتلفيق
على مدار السنين السابقة"، مؤكداً أن الاجتماع الأخير الذي جرى مع وزير الخارجية
التركي مولود تشاووش أوغلو تم فيه التأكيد على استمرار تركيا بالوقوف إلى جانب الشعب
السوري وقضيته العادلة في تحقيق الحرية والكرامة والديمقراطية.
بدوره،
نفى عضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد طعمة، الأنباء هذه، قائلا لـ"عربي21"
إن "الأخبار عارية عن الصحة جملة وتفصيلا".
وكانت
وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية، قد ادعت أن مسؤولاً تركياً قال خلال اللقاء
الذي جمع وزير الخارجية التركي بقيادات المعارضة السياسية الأسبوع الماضي في أنقرة،
إن تركيا "عازمة تماماً على إعادة العلاقات مع دمشق، ويجب على المعارضة السورية
أن تتكيف مع هذا الواقع".
وتابعت
الوكالة الإيرانية أن المسؤول التركي أبلغ المسلط أنه "يجب على المعارضة أن تسعى
للعثور على بلد بديل ووقف جميع أنشطتها السياسية والإعلامية داخل تركيا".
وتابعت
"تسنيم" الإيرانية أن المعارضة السورية "وافقت في هذا اللقاء على طلب
أنقرة بمغادرة الأراضي التركية، واقترح المسلط الهجرة إلى المملكة العربية السعودية،
إلا أن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، اقترح الأردن، على الرغم من أنه اعترف
بأن أنشطتهم ستكون محدودة أيضاً في الأردن".
"الاصطياد
في الماء العكر"
ويرى
الكاتب المهتم بالشأن الإيراني، عمار جلو أن إيران تحاول الاصطياد في الماء العكر،
مستغلة البلبلة التي سببتها التصريحات التركية حول الدعوة إلى "المصالحة"
بين المعارضة والنظام السوري، وما يبدو توجها جديداً لأنقرة في الملف السوري.
ويضيف
لـ"عربي21" أن إيران تريد أن تحدث "فجوة" بين المعارضة الرسمية
السورية والحكومة التركية، سعياً لإحداث تباين ينهي حياة المعارضة في تركيا حاضنة المعارضة.
وتابع
جلو بأن الخلاف بين أنقرة والمعارضة يعني حرمان الأخيرة من آخر الداعمين لها، وفي ذلك
مصلحة لحليفها في دمشق (نظام الأسد)، كما تخطط إيران لحرمان تركيا من أدوات تنفيذ مصالحها
في سوريا، وبالتالي تقوي هي من مركزها في سوريا وتمدد نفوذها على حساب انحسار النفوذ
التركي.
ويتهم
جلو الإعلام الإيراني الموجه باعتياد تناول الأكاذيب، معتبرا أن "الماكينة الإعلامية
الإيرانية أكبر ماكينة إعلامية في الشرق الأوسط، وهي منظومة عاملة في مشروع إيران التوسعي
ولا تختلف عن فيلق القدس إلا أنها من الأدوات الناعمة".
اقرأ أيضا: هل تشن تركيا عملية عسكرية بسوريا أم تتحاور مع دمشق؟
"فرصة
سانحة"
ويقول
الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي، إن إيران وجدت في التظاهرات السورية
التي حدثت كرد فعل شعبي عفوي وما رافقها من إطلاق هتافات منتقدة لتركيا فرصة سانحة
لتعميق الهوة بين البيئة الحاضنة للثورة والجار التركي.
ويضيف
لـ"عربي21" أن وكالة "تسنيم" التابعة لـ"الحرس الثوري"
الإيراني لفقت هذه الأنباء، على أمل إحداث ما يشبه الشرخ بين المعارضة وتركيا، ويكمل: "قبل ذلك بأيام ادعت الوكالة ذاتها كذلك أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيلتقي
بشار الأسد في مؤتمر قمة شنغهاي التي ستعقد منتصف أيلول/ سبتمبر في أوزبكستان، وهو
الخبر الذي نفاه الروس والأتراك وتبين أنه لا أساس له، وخاصة بعد تأكيد أوزبكستان أن
الأسد غير مدعو لحضور تلك القمة".
وكان
الوزير التركي تشاووش أوغلو قد اجتمع قبل أيام برئيس الائتلاف سالم المسلط، ورئيس الحكومة
المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، ورئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، وقال في أعقاب الاجتماع:
"التقينا وفد المعارضة، ونقدر وندعم مساهمة المعارضة في العملية السياسية في إطار
قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
وأشار
سالم المسلط إلى أن الوزير التركي أكد "موقف تركيا الثابت في دعم القضية السورية
ودعم الحل السياسي المبني على القرار 2254 والقرارات الدولية ذات الصلة".
ويأتي
ذلك، بعد تصريحات متكررة لمسؤولين أتراك، كشفت عن استعداد أنقرة لفتح صفحة جديدة من
العلاقات مع النظام السوري.