حول العالم

قصة تحويل منطقة ريفية باليابان إلى "وادي سيليكون آسيا"

من المقرر أن يتم خلال شهر أبريل المقبل افتتاح مدرسة لريادة الأعمال التكنولوجية بكامياما هي الأولى من نوعها باليابان- جيتي
من المقرر أن يتم خلال شهر أبريل المقبل افتتاح مدرسة لريادة الأعمال التكنولوجية بكامياما هي الأولى من نوعها باليابان- جيتي

يسعى رجل أعمال ياباني إلى تحويل منطقة ريفية بجزيرة شيكوكو الجنوبية بمحافظة توكوشيما اليابانية إلى "وادي سيليكون آسيا"، على غرار وادي السيليكون الذي يقع جنوب خليج مدينة "سان فرانسيسكو" بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

 

ويضم وادي السيليكون بأمريكا، مقرات كبرى شركات التكنولوجيا في العالم، وعدد أكبر من العاملين في القطاع الأكثر نموا في العالم، ويساهم في توليد ثلث العوائد الاستثمارية في مجال المشاريع الجديدة في الولايات المتحدة.

 

ومن المقرر، بحسب "بي بي سي"، أن يتم خلال شهر نيسان/أبريل المقبل افتتاح مدرسة لريادة الأعمال التكنولوجية، هي الأولى من نوعها في اليابان، بمدينة كامياما بمحافظة توكوشيما التي ينظر لها على أنها منطقة منعزلة راكدة.

 

وتعاني منطقة كامياما من شيخوخة السكان وتقلص عددهم منذ عقود، إلا أنها ابتداء من العام المقبل سوف تفتح ذراعيها لطلاب تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 20 عاما سيدرسون فيها الهندسة والبرمجة والتصميم، فضلا عن مهارات إدارة المال والأعمال كالتسويق. كما سيتعلمون كذلك كيفية عرض ما لديهم من أفكار وخطط لمشروعات جديدة على المستثمرين من أجل الحصول على الأموال اللازمة لإقامة تلك المشروعات.

 

ويعود الفضل في تأسيس تلك المدرسة، إلى تشيكاهيرو تيرادا مدير شركة سانسان حديثة الإنشاء التي تتخذ من طوكيو مقرا لها وتتخصص في رقمنة بطاقات العمل، التي لا تزال تلعب دورا كبيرا في عالم الشركات والمؤسسات باليابان.

 

وحول سبب اختيار هذه المنطقة على الرغم من أنه لا ينحدر منها، يقول: "قبل 12 عاما، فتحت مكتبا هنا لأنني سمعت أن كامياما بلدة مثيرة للاهتمام، حيث تتوافر خدمة الإنترنت فائق السرعة لبيوتها القديمة (الفارغة)".

كان تيرادا قد زار البلدة والتقى رجل أعمال محليا يدعى شينيا أومينامي، والذي كان مسؤولا عن تزويد البلدة بخدمة الإنترنت فائق السرعة.

يتذكر تيرادا: "ظننت أنني ربما أُنتَقد بسبب رغبتي في فتح مكتب هنا بدون تقديم أي خدمات للبلدة". لذا عرض تيرادا تعليم السكان المحليين المسنين مهارات الحاسب الآلي.

لكن أومينامي كان فقط يرغب في أن يثبت لتيرادا أن شركة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات مقرها في طوكيو من الممكن أن يكون لها مكتب هنا. وبعد نجاح شركة سانسان، سارت شركات أخرى على نهجها وافتتحت مكاتب لها في كامياما، التي يبلغ عدد سكانها أقل من 5 آلاف نسمة.

 

يقول تيرادا: "كان من المثير رؤية البلدة وهي تستعيد شبابها من جديد.. ثم بدأت أتساءل عما أستطيع فعله لمساعدة المجتمع، فخطر ببالي التعليم".

"أصبحت رائد أعمال بعد تخرجي من الجامعة، لكنني لا أتذكر أنني تعلمت في المدرسة أيا من المهارات الحيوية التي كنت أحتاج إليها للبدء في أي مشروع".

ولبناء المدرسة، تمكن تيرادا من جمع تبرعات قدرها مليارا ين ياباني (15 مليون دولار أمريكي) من خلال نظام حكومي يطلق عليه "فوروساتو نوزي"، أو "ضريبة مسقط الرأس". بموجب هذا القانون، يستطيع ذوو الدخل المرتفع والمتوسط المقيمون في المدن الكبرى التبرع بأموال لمنطقة ريفية يختارونها مقابل تخفيض ضرائب الدخل والإقامة المفروضة عليهم.

كما أن هناك أكثر من 30 شركة في الوقت الحالي تقدم مساعدات مالية للمدرسة الجديدة. معظم هذه الشركات يابانية، ولكن بعضها شركات دولية مثل شركة المحاسبات العملاقة ديلويت (Deloitte).

 

تقليديا، يؤثر الشباب الياباني الانضمام إلى العمل بشركة كبيرة معروفة كخيار آمن لمستقبلهم المهني.

لكن تيرادا يقول إن الكثير من الشباب الآن لديهم رغبة في إقامة مشروعات خاصة بهم، وقد حظيت خططه لإنشاء المدرسة باهتمام كبير من طلاب محتملين، حيث حضر أكثر من 500 طالب من شتى أنحاء اليابان الإفادات والمؤتمرات التي عقدها لكي يعرفوا المزيد عن الأربعين مكانا الأولى التي ستوفرها المدرسة.

المدرسة ملتزمة أيضا بنسبة متساوية من الإناث والذكور، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح في بلد لا يزال يهيمن فيه الرجال على مجال ريادة الأعمال، وعلى القوة العاملة بشكل عام.

 

0
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم