هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع توافد
المهاجرين اليهود من أوكرانيا وروسيا إلى فلسطين المحتلة، وتزايد الشكاوى التي يرفعها
اليهود الإثيوبيين من التمييز العنصري ضدهم من قبل سلطات الاحتلال، لكن الأخيرة تسجل
إخفاقات جديدة في هذا الملف، رغم كتابة مئات الدراسات عنها، وعقد عشرات الورش والأيام
الدراسية، لكن دولة الاحتلال ما زالت تتورط في سلسلة من الفشل والمعاملة التمييزية
بين مهاجر ومهاجر، سواء بالنسبة للون بشرته أو أصوله العرقية.
وكشفت
دراسة أجرتها جامعة بن غوريون والمكتب المركزي للإحصاء، نشرت في الأيام الأخيرة، عن
فجوات كبيرة بين الجالية الإثيوبية في دولة الاحتلال وبقية اليهود من مختلف الأصول
الجغرافية، سواء جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق أو الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية،
ورغم أن الدراسة كان ينبغي أن تهزّ أوساط الدولة، فإننا لم نسمع أي ردّ أو إشارة إليها
نيابة من جهة أو وزارة تابعة لها.
إفرايم
غانور الكاتب في صحيفة "معاريف"، كشف أن "المعطيات الديموغرافية تتحدث
عن نفسها، فقد بلغ تعداد اليهود في دولة الاحتلال من أصل إثيوبي في 2021 نحو 160 ألف
نسمة، وما زالوا يعانون من سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة ضدهم، بعكس المهاجرين
اليهود الآخرين الذين عانوا من صعوبات الاستيعاب، لكنهم بمرور الوقت تمكنوا من الاندماج
في حياة الدولة، أما البحث الحالي فيشير إلى أن وضع واندماج المهاجرين اليهود من إثيوبيا
مدعاة للقلق".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أن "41٪ من اليهود القاصرين في المجتمع الإثيوبي
لا يحصلون على خدمات الرعاية الاجتماعية، رغم أنهم مصنفون بأنهم فقراء ولديهم مشاكل
في الحصول على موارد الرفاهية الأخرى؛ فقط 36.8٪ من المهاجرين الإثيوبيين يحق لهم الحصول
على دبلوم المدرسة الثانوية مقابل 50.8٪ من عموم اليهود؛ أكثر من 10٪ من الإثيوبيين
لم يكملوا 12 عامًا من الدراسة، مقارنة بـ 8.5٪ من عامة اليهود؛ و11.6٪ من الشباب من
الجالية الإثيوبية لديهم ملفات جنائية في الشرطة مقابل 5.4٪ بين الشباب في عموم اليهود".
ورغم
المعطيات التمييزية العنصرية ضد اليهود الإثيوبيين، فإن الدراسة تستدرك بالقول إن
"المجندين في الجيش الإسرائيلي من المجتمع اليهود الإثيوبيين هي الأعلى بنسبة
67.6٪، بما يتجاوز معدل المجندين من مجموع اليهود البالغ 64.6٪، ومع ذلك فإن معدل التسرب
من الجيش من بين المجتمع الإثيوبي هو 15٪ مقارنة بـ 11.6٪ في عامة اليهود، والفجوة
المقلقة بشكل خاص هي معدل الغائبين والفارين من الجنود من المجتمع الإثيوبي بمعدل
33.6٪ مقابل 11.9٪ بين بقية الجنود اليهود".
وينظر الإسرائيليون إلى هذه الفجوات الإحصائية التي كشفتها الدراسة الحالية باعتبارها تحمل مؤشرات مقلقة، وهي ضوء أحمر يحذر من حقيقة ستزداد سوءًا أمام دولة الاحتلال، لأن البيانات الواردة في الدراسة تؤكد أولاً وقبل كل شيء سنوات من الإهمال وزيادة الفوارق بين اليهود الإثيوبيين وسواهم من اليهود بدءا من طفولتهم المبكرة، وأي إهمال إضافي لهم بدون علاج جذري سيؤدي إلى تفاقم المشكلة داخل دولة الاحتلال التي تكشف عن مزيد من عنصريتها الفجة، حتى بين اليهود أنفسهم.