هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما
زالت العلاقات الصينية الإسرائيلية تشكل مصدر خلاف متنام بين الأخيرة والولايات
المتحدة، التي تمارس ضغوطا متواصلة على تل أبيب للحدّ من العلاقات المتشعبة مع
بكين، لما لذلك من تأثير سلبي على النفوذ الأمريكي في المنطقة، ومنح الصين موطئ
قدم إضافي فيها على حساب المصالح الأمريكية.
آخر
هذه التطورات المتصاعدة، ما كشف عنه موقع واللا، في رسالة بعثت بها الصين إلى
السفارة الإسرائيلية لديها، مفادها أن "علاقاتهما تمر بنقطة اختبار حرجة، على
أمل ألا تنحاز إسرائيل إلى السياسة الأمريكية تجاه الصين، وفي حال أساءت إسرائيل
إلى الصين بسبب الضغط الخارجي، فسيكون ذلك قرارا سياسيا إسرائيليا خاطئا".
باراك
رافيد أكد في تقرير ترجمته "عربي21" أن "التحذير الصيني غير
المسبوق ترك أصداءه في أروقة وزارة الخارجية بتل أبيب، وجاء عبر تسليم رسالة صينية
للسفير الإسرائيلي في بكين إيريت بن آبا من قبل ليو جينشاو - أحد كبار
الدبلوماسيين في بكين، الذي يترأس العلاقات الدولية في الحزب الشيوعي، وهو منصب
على مستوى وزير في الحكومة، وهي المرة الأولى التي تتلقى فيها إسرائيل مثل هذه
الرسالة الحادة والمباشرة من الصين بشأن مثلث العلاقات الإسرائيلية الأمريكية
الصينية".
وأضاف
أن "المسؤول الصيني افتتح اجتماعه بالسفير الإسرائيلي بالتأكيد على أهمية
علاقاتهما، خاصة في مجالات الابتكار والتكنولوجيا، ورغم خلافاتهما حول القضية
الفلسطينية".
وبحسب
الموقع فقد أكد المسؤول الصيني للسفير أنه لا يوجد صراع بينهما، بل مصالح مشتركة
طويلة المدى، ثم تحدث عن التوترات بين الصين والولايات المتحدة، ورغم تفهمه
للعلاقة الخاصة بين الأخيرة وإسرائيل، لكنها تتابع عن كثب السياسة الإسرائيلية
تجاه الصين التي قد تنحاز للسياسة الأمريكية".
وأشار
إلى أن "المسؤول الصيني أكد للسفير الإسرائيلي أن يكين لا تريد أن تعتمد
العلاقة بينهما على ضغوط الولايات المتحدة، ولا ينبغي لإسرائيل أن تحذو حذو
الولايات المتحدة في انتقاد وضع حقوق الإنسان في الصين، بعد انضمامها لإعلان
مجموعة الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي أدان
السياسة الصينية تجاه أقلية الإيغور المسلمة بناء على ضغوط أمريكية، وإذا أساءت
إسرائيل للصين بسبب الضغط الخارجي، فسيكون قرارًا خاطئًا في السياسة
الإسرائيلية".
لا
يتوقف التوتر الصيني الإسرائيلي فقط على الضغوط الأمريكية القائمة، والمتزايدة، بل
إن توترات نشأت بينهما حول الموقف الصيني من القضية الفلسطينية، كما كثفت
تصريحاتها ضد دولة الاحتلال أكثر من أي وقت مضى في مؤسسات الأمم المتحدة، خاصة في
مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن، ما يدفع قادة الاحتلال إلى الزعم أن نمط سلوك وتصويت
الصين في مجلس الأمن ومؤسسات الأمم المتحدة الأخرى لا يساعد في تعزيز العلاقات مع
تل أبيب.
في
الوقت ذاته، ومثلما تتوقع الصين ألا يؤثر طرف ثالث على علاقاتها بدولة الاحتلال،
فإن الأخيرة تتوقع أيضًا ألا تؤثر أطراف ثالثة على الصين في موقفها تجاهها، قاصدة
بذلك الضغط الإيراني على الصين، ومع ذلك فإن المسؤولين الإسرائيليين لا يعرفون بعد
سبب الرسالة الصينية الحادة بشكل غير عادي، وقد تكون مرتبطة بالتوتر مع الولايات
المتحدة حول تايوان، وزيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إليها.
تجدر
الإشارة إلى أن بنيامين نتنياهو عمل خلال ترؤسه للحكومة خلال اثني عشر عاما على بناء
علاقات أوثق مع الصين، وجذب استثماراتها لدولة الاحتلال، لكن الحكومة السابقة
برئاسة نفتالي بينيت، والحالية بقيادة يائير لابيد، أخذتا مخاوف الولايات المتحدة
بشأن العلاقة مع الصين بجدية أكبر، ونظرتا إليها على أنها قضية أمن قومي، وليست
مجرد قضية اقتصادية، صحيح أن العلاقات معها مفيدة على الأصعدة الاقتصادية
والتجارية، لكن الاحتلال يعرف أن الولايات المتحدة هي أقرب حليف له.