مقالات مختارة

روسيا وحل الوكالة اليهودية

محمد سلامة
1300x600
1300x600

حل الوكالة اليهودية في روسيا..ماذا بعد؟!،هذا ما تبحث عنه الديبلوماسية الإسرائيلية، بعد قرار الرئيس بوتين تجميد عملها، واحالة ملفها من قبل وزارة العدل الروسية إلى محكمة بمنطقة بلسماني في موسكو، على خلفية أعمالها المرتبطة بانتهاكات غير محددة للقانون الروسي، وفق اللائحة المرفقة بها، وعلى أساس المطالبة بحلها وإنهاء خدماتها لليهود الروس.


قبل هذا التوجه الروسي،كان وزير الخارجية الإسرائيلي رئيس حكومة تصريف الأعمال حاليا يائير لابيد، قد وجه انتقادات حادة لروسيا والرئيس بوتين على خلفية حرب أوكرانيا، معلنا دعم إسرائيل لأوكرانيا وإرسال طائرات مسيرة وأسلحة إليها، مما حدا بالرئيس بوتين إلى تجميد عمل الوكالة اليهودية، واحالة ملفها إلى وزارة العدل لاتخاذ خطوات حلها، وبما يعني وقف الهجرة اليهودية الروسية إلى إسرائيل.


الرئيس بوتين قبل شهور، بعث برسالة إلى رئيس وزراء إسرائيل الراحل نفتالي بينيت طالبه بالحصول على ملكية بلاط الإسكندر في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، لكن دون جواب، وتولى لابيد أكبر الداعمين لأوكرانيا والرئيس زيلنسكي رئاسة الحكومة، وزاد الطين بلة هجومه العلني على روسيا والرئيس بوتين، الذي رد بتجميد عمل الوكالة اليهودية ولاحقا ربما حلها وإنهاء عملها في روسيا، بما يعني وقف الهجرة اليهودية الروسية إلى إسرائيل.


دعوات باسرائيل لعدم جعل يهود روسيا رهائن لحرب أوكرانيا، والأصوات تتعالى ضد سياسة الحكومة الحالية، وهناك مخاوف أبعد من حل الوكالة اليهودية، تتمثل في إعطاء السوريين الضوء الأخضر لاستعمال صواريخ إس 300 ضد الطائرات الإسرائيلية، وربما يذهب الرئيس بوتين بعيدا بإغلاق الأجواء السورية ومنع الطائرات الإسرائيلية من الإغارة على مواقع الجيش السوري وحلفائه، وعلى الطرف الآخر تحليلات تؤشر إلى توتر العلاقات الروسية الإسرائيلية، لكن دون أن تستفيد سوريا. وبعبارة أخرى، ما زالت الخلافات ضمن إطار البيت الروسي الإسرائيلي، ويمكن حلها أو إيجاد تسويات مقبولة ترضي الطرفين.


الوكالة اليهودية مقرها القدس، تعمل في روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، أي قبل أكثر من ثلاثين عاما، ونجحت في تهجير نحو (1,5) مليون يهودي روسي إلى إسرائيل، والوزير المتطرف ليبرمان هو أبرز وجوهها في الساحة السياسية الإسرائيلية، ولا يخفى أن جزءا من المهاجرين ليسوا يهودا، وفق تصنيفات وزارة الهجرة الإسرائيلية، وأنهم تواروا بأسماء مختلفة للحصول على مميزات الهجرة لأمريكا وأوروبا إضافة إلى الأموال، وحل الوكالة اليهودية يعني حرمان اليهود الروس في روسيا من استكمال معاملات هجرتهم لإسرائيل، ففي عام 2021م، نجحت الوكالة بتهجير (25) ألف يهودي روسي إلى إسرائيل، وذات العدد على جدول أعمال الوكالة لهذا العام، بما يعني تجميد معاملاتهم للهجرة، وربما تركهم ومصيرهم.


ما بعد حل الوكالة اليهودية؟! حالما يتخذ قرار من المحكمة، فإن تجميد العلاقات «الروسية--الإسرائيلية» هو الأقرب، خاصة أن روسيا لن تذهب بعيدا في معاقبة إسرائيل ما لم يكن هناك مواقف من حكومة لابيد أكثر انحيازا لأوكرانيا. وبكل الأحوال، فإن زيارة الوفد الإسرائيلي المرتقبة إلى موسكو، تهدف إلى تهدئة الأمور والعودة بالعلاقات إلى مسارها، واستمرار التعاون الاستخباراتي في سوريا ضد إيران وحلفائها.

(عن صحيفة الدستور الأردنية)

0
التعليقات (0)