هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتعرض الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لانتقادات عدة، بسبب استثمار سعودي رياضي في لعبة الغولف الشهيرة قد يمكنه من كسب ثأر قديم وأرباح مالية، وفقا لما نشرته مجلة "نيويوركر" الأمريكية.
وأثارت استضافة منتجع مملوك للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في ولاية نيوجيرسي، إحدى جولات بطولة الغولف الدولية المدعومة من الرياض، جدلا خاصة لدى عائلات "ضحايا هجمات 11 سبتمبر"، بحسب المجلة الأمريكية.
وذكرت "نيويوركر" أن مجموعة من عائلات "ضحايا هجمات 11 سبتمبر" ممن يتهمون السعودية بمساعدة منفذي الهجمات، قدمت رسالة إلى ترامب، الأحد الماضي.
وحسب المجلة فقد ذكرت العائلات ترامب بأنهم شعروا "بألم شديد وإحباط وغضب" نتيجة قرار استضافة المسابقة التي ترعاها السعودية في نادي ترامب الوطني للغولف في بيدمينستر بنيوجيرسي لمدة ثلاثة أيام تبدأ 29 تموز/يوليو الجاري.
وقال بريت إيغلسون، رئيس مجموعة "عدالة 11 سبتمبر" ونجل أحد ضحايا الهجوم على مركز التجارة العالمي: "الأدلة ضد السعودية ودورها في الهجمات أكثر وضوحا من أي وقت مضى، ورغم علمه بذلك، فقد قبل الرئيس السابق ترامب أموالهم وسمح لهم بدخول دولة دمرتها أحداث 11 سبتمبر".
وأقامت المجموعة دعوى قضائية اتحادية تتهم السعودية بالتورط في هجمات الـ11 أيلول/سبتمبر 2001، التي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 3000 شخص، وفقا لما ذكرته وكالة أسوشيتد برس.
كما سعت العائلات إلى الإفراج عن وثائق سرية لمكتب التحقيقات الفيدرالي تتعلق بدور السعودية في الهجمات، لكن الحكومة السعودية نفت أي تورط لها في الهجمات.
وأشارت المجلة إلى أن ترامب، قال في برنامج "فوكس آند فريندز": "من فجر مركز التجارة العالمي؟ لم يكونوا عراقيين، بل كانوا سعوديين. ألقوا نظرة على المملكة السعودية.. افتحوا الوثائق".
اقرأ أيضا: مذكرات مستشار ترامب تمدح كوشنر وتهاجم بايدن وأوباما
بحث عن ثأر
والاثنين، رد ترامب، حسب "نيويوركر"، بشكل غير مباشر على انتقادات عائلات "ضحايا 11 سبتمبر" عندما نصح عبر منصته الاجتماعية الخاصة به، لاعبي الغولف المحترفين الذين لم ينضموا إلى الجولة السعودية، والمعروفة في بعض الدوائر باسم "جولة بونسو"، بـ "الحصول على المال الآن".
وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن ترامب "تجنب الحديث عن أحداث 11 أيلول/سبتمبر، أو رسالة الاحتجاج التي تلقاها أو الحديث عن اغتيال الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، أو أن الحكومة السعودية تحاول بوضوح صرف الانتباه عن طبيعتها القمعية والاستبدادية، من خلال استثماراتها في الغولف وكرة القدم والرياضات الاحترافية الأخرى".
ونقلت المجلة عن جون هرش، مدير البرامج في "الديمقراطية للعالم العربي الآن"، وهي مجموعة بحثية ومناصرة شارك في تأسيسها جمال خاشقجي، قوله إن ما تنفقه الرياض في المجال الرياضي هو "جزء من مسرحية أوسع من قبل النظام السعودي بحيث ينسى الناس أحداثا ووقائع مثل 11 سبتمبر أو إعدام 81 شخصا في يوما واحد كما حصل مؤخرا".
وانتقد هرش الرئيس الأمريكي السابق قائلا: "بدلا من الاعتراف بتلك الأمور فإن ترامب كتب في منشوره على أن كل لاعب الغولف الذين يظلون مخلصين لبطولة (بي جي إيه PGA) سوف يدفعون الثمن باهظا لا مفر منه"، وفقا لنيويوركر.
اقرأ أيضا: نيويوركر: بايدن يرسم مع حكام مستبدين معركة جديدة بالشرق الأوسط
عداوة مستمرة
ولفتت "نيويوركر" إلى أن ترامب لا يسعى فقط إلى تحقيق الأرباح وجني الأموال من خلال استضافة تلك البطولة، بل لديه "رغبة في الانتقام" من جولة "بي جي إي" التي سحبت، في العام 2016، خلال حملته الرئاسية، بطولة كبيرة من دورة أخرى يمتلكها المعروفة باسم "ترامب ناشونال دورال" مما أثار حنقه.
ومنذ شرائه ملعب نيو جيرسي، في عام 2002، استثمر بكثافة في جعله يستحق إقامة واحدة من بطولات الجولف الأربع الكبرى.
وفي كانون الثاني/ يناير من العام الماضي، قرر اتحاد لاعبي الغولف المحترفين الأمريكي سحب تنظيم بطولته لعام 2022 من ملعب "بيدمينستر"، عقب الهجوم على مبنى الكابيتول من قبل أنصار ترامب.
وحينها، قال رئيس الاتحاد جيم ريتشيرسون إن اقتران تنظيم البطولة بملعب ترامب "سيضرّ بالعلامة التجارية للاتحاد ويعرّض قدرته على تقديم العديد من البرامج واستمرار مهمته للخطر".
ويأتي القرار بعد إلقاء العديد من السياسيين وغيرهم باللوم على ترامب في وقوع هجوم مناصريه على مبنى الكابيتول والذي راح ضحيته خمسة أشخاص.
وألغى الاتحاد سابقاً إقامة بطولة "غراند سلام" على ملعب نادي ترامب الوطني في لوس أنجليس عام 2015 إثر تصريحات مهينة أدلى بها الرئيس المنتهية ولايته بشأن المهاجرين المكسيكيين في العام 2015.