صحافة إسرائيلية

انتقادات إسرائيلية لسياسة الجيش تجاه غزة.. غير رادعة

جنرال إسرائيلي: لماذا لا يعمل الجيش ضد مواقع حماس في غزة، كما هو الحال في سوريا؟- الأناضول
جنرال إسرائيلي: لماذا لا يعمل الجيش ضد مواقع حماس في غزة، كما هو الحال في سوريا؟- الأناضول

بعد أول عدوان نفذه جيش الاحتلال على قطاع غزة في عهد رئيس الحكومة يائير لابيد، وبعد ساعات فقط على مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن، عقب سقوط عدة صواريخ على مستوطنات غلاف غزة، صدرت ردود فعل إسرائيلية تنتقد السياسة المتبعة ضد حركة حماس في غزة، بزعم أنها لا تحقق الردع المفقود لدى دولة الاحتلال.

قائد المنطقة الجنوبية الأسبق في جيش الاحتلال، الجنرال تسفيكا فوغل، قال في مقابلة نشرتها صحيفة "معاريف" إن "الفصائل المسلحة في غزة تدرك أن دولة الاحتلال غير جادة في العمل ضدها، وربما غير راغبة في تحمل أي عملية قد تشنها على غزة، ولذلك فهي تواصل عملها ضد الدولة. قادة الفصائل ليسوا سذجاً، بل يعرفون جيدًا ما يفعلونه، وفي النهاية فإن حماس لا ترتدع، وبدلاً من الدفاع عن نفسها، فإن الإسرائيليين هم من يدافعون عن أنفسهم".

أما الجنرال أمير أفيفي رئيس حركة "الأمنيين" فقد انتقد سلوك الجيش ضد حماس في غزة، متسائلا: "هل ينتظر الجيش سقوط مائة ألف صاروخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية حتى يرد على حماس، ولماذا لا يعمل الجيش ضد مواقع حماس في غزة، كما هو الحال في سوريا، مع العلم أن رسالة الصواريخ المنطلقة من غزة مفادها أن حماس هي صاحبة البيت، وهي المسؤولة عن الواقع الفلسطيني؟".

وأضاف في حوار نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "السؤال الكبير يتعلق بما كان يجب أن يفعله الجيش من قبل، صحيح أنه هاجم مواقع مهمة لإنشاء صواريخ في غزة، لكني أسأل عن ما إذا كان الجيش يعرف هذه المواقع الحساسة، ولماذا لا يتحرك بصورة استباقية لإحباط جهود حماس وباقي الفصائل، لأن مراجعة للسياسة الإسرائيلية القائمة ضد الحركة تؤكد أن كل جولة قتالية معها تأتي مجهزة بمزيد من الصواريخ ومدى أكبر ومتفجرات أكثر، وطالما أن العمل في سوريا جار لإحباط جهود التسليح بشكل مستمر، فلماذا لا ننقل التجربة إلى غزة؟".

واعترف الجنرال الإسرائيلي قائلا: "لا أعرف ما إذا كان من الممكن القضاء على مواقع الإنتاج التابعة لحماس على الإطلاق، لكن من الممكن الإضرار بجهود تسليحها باستمرار، وعدم السماح لها بتحدي إسرائيل، لأنها النتيجة الفورية لسياسة الضربات الإسرائيلية في غزة، رغم ارتفاع مستوياتها، لكن الكثبان الرملية التي تستهدفها لم تتضرر، وحتى الآن لا يوجد تغيير جوهري في كيفية التعامل مع قطاع غزة".

جرت العادة بين الإسرائيليين كلما سقطت صواريخ من غزة باتجاه مستوطنات الغلاف أن تتزايد النقاشات التي تتمركز حول إمكانية اللجوء لحرب أخرى لمواجهة الفصائل الفلسطينية، وبينما تصدر دعوات إسرائيلية متزايدة لتنفيذ عملية عسكرية جديدة في غزة، فإن أصواتا أخرى تطالب بالتأني، وعدم الاندفاع باتخاذ قرار انفعالي قد يكلف أثمانا باهظة، ودون جدوى، لا سيما عند الحديث عن اغتيالات ضد قادة المقاومة، وفقا لما أصدره عدد من المسؤولين الإسرائيليين في الأيام الأخيرة.

مع العلم أن تجدد المواجهة مع غزة إبان سقوط مثل هذه الصواريخ، يظهر حالة من الجدل بين المستويين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال حول مسار العمل ضد حماس وقادتها، ومن بين ذلك الخلاف القائم حول احتمال شن عملية عسكرية أخرى في غزة، والخشية الإسرائيلية أن جولة أخرى ستحقق نفس نتائج الجولة السابقة بالضبط، ما سيسبب إحباطا إسرائيليا آخر، لأنه ليس هناك من إجابة واضحة على المستوى العملياتي لردع المنظمات الفلسطينية، على اعتبار أن الردع مفهوم بعيد المنال، ويعتمد على مكونات ليست عسكرية فقط.

 

0
التعليقات (0)