هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي القره داغي، سلسلة تغريدات جدد فيها "دعوة الأمة للوقوف بجانب المستضعفين ونصرة القضية الأولى –قضية فلسطين- بجميع الإمكانيات المتاحة". ونبه إلى أن "وقوع المقاومين في خطأ ما يغرق في بحر من حسناتهم"، مؤكدا أنه "لا يجوز الانشغال بأي شيء يؤدي إلى ترك قضيتنا الأولى، أو الإضرار بها، فهذه من المحرمات القطعية".
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) July 12, 2022
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) July 12, 2022
واعتبر أن "نصرة المقاومين وتوفير جميع حاجياتهم الأساسية للمقاومة، والعيش الكريم، واجب على جميع الدول العربية والإسلامية، وأن أي محاولة لإضعاف المقاومين للاحتلال بأي وسيلة يعد من أكبر الكبائر، وخيانة عظمى، وتصب في مصلحة العدو المحتل".
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) July 12, 2022
ولفت إلى أن "النص واضح بأنه لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، وأن الله فضل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة". وحذر القره داغي في تغريداته من أن "يسول الشيطان في نفس أي شخص لإيذاء هؤلاء المقاومين الذين استشهد منهم عدد كبير، وكل واحد منهم مشروع شهادة".
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) July 12, 2022
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) July 12, 2022
فتوى ونُصح
وجاءت هذه التغريدات بعد أيام من لقاء وفد من العلماء المسلمين برئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بهدف مراجعة قرار الحركة الخاص بإعادة العلاقات مع النظام السوري.
وقال البيان إن هذا الاجتماع جاء "إيمانا من العلماء بدورهم وقياما بوظيفتهم من قول الحق ونصح الخلق، ويقينا بأهمية قضية فلسطين، وسعيا للإسهام في القيام بحقها وحق شعبها المجاهد، وحرصا منهم على حركة حماس ذات التاريخ الناصع والتجربة التي ألهمت الأمة، بقياداتها التي ضحت تضحياتٍ كبيرةً لا يزايد عليها أحد".
وأضاف: "وتقديرا للرأي العام المشغول بقضية فلسطين، وما يجري لها من تطورات مهمة في هذه الفترة من حياة الأمة؛ فقد تنادى عدد من العلماء ورأوا الاجتماع بقيادة المكتب السياسي للحركة للاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري، والقيام بواجب النصيحة".
وأردف: "إننا نحيط الجميع علما بأن الوفد العلمائي قد التقى قيادات الحركة من المكتب السياسي، واستمع لحيثيات الموضوع ومسوغاته من وجهة نظرهم".
من جهته أوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي القره داغي، أن الهدف من تغريداته "التأكيد على أن هدف العلماء الذين اجتمعوا مع قيادة الحركة هو النُصح وليس الحكم عليها أو تكفيرها أو تفسيقها".
وأشار خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "ما تضمنته التغريدات هو تثبيت لمبدأ أساسي، وهو أن مسائل نصح العلماء للأمراء أو للمقاومة هو ليس للتضعيف والتوهين وإنما للتثبيت والترشيد".
وأوضح أن "قضية إعادة حركة حماس العلاقات مع النظام السوري أو العودة لدمشق هي قضية اجتهادية تتعلق بالسياسة، والسياسة فيما عدا المبادئ واسعة جدا فلا يجوز تخوين هؤلاء أو القطع بحرمة عمل ما يقومون به".
وضرب مثالا على ذلك بـ"عودة العلاقات مع النظام السوري أو فتح مكتب"، مؤكدا أنه "لا يجوز وصفه بأنه قطعا حرام، إنما هو وجهة نظر، منهم من يقول لا يجوز لأن فيه دعما للنظام الظالم، ومنهم من يقول هذا من باب المصالح، خاصة أن إخوتنا محاصرون من كل مكان".
وأضاف: "أنا أصدرت إن صح التعبير هذه الفتوى عبر هذه التغريدات، أولا لتثبيت الإخوة الكرام من المقاومين بأن يثبتوا وأن لا يترددوا أو لا سمح الله أن يتأثروا ويصفوا قيادتهم بأي شيئا مما يخالف الشرع، لأن الشريعة الإسلامية أوجبت الوحدة، وحدة الأمة والجماعة والشعب في الأمور العامة، وأعطت لنا المجال في الأمور المختلف فيها والمتغيرات".
وأردف: "وبالتالي فإن هذه القضية -وهي عودة العلاقات- هي قضية سياسية فيها وجهات نظر حسب المصالح والمفاسد، فمن يرى أن مفاسد فتح المكتب كبيرة جدا يقول إنه حرام أو مكروه، ومن يرى غير ذلك يقول إنه جائز، فبالمحصلة القضية هي اجتهادية وليست قضية مبدئية أو نصية".
اقرأ أيضا: علماء يبحثون مع هنية مراجعة قرار استعادة العلاقات مع سوريا
وحول ما إذا كان بيان العلماء مناسبا من ناحية هدفه وتوقيته، قال القره داغي: "البيان مناسب لأن كان فيه نُصح، ولكنه لم يكن للحكم على المقاومة بأنها فسقت، البيان لم يحمل هذا المعنى ولم يُرد منه ذلك، بل كان مجرد نصح وتوجيه وتنبيه وتذكير".
وأضاف: "ثم بعد ذلك تدرس قيادة المقاومة هذه المسألة كما وعدت وتتبينها، فإذا تبين لها أن المصالح في هذه المسألة هي الأعلى وأنها تلتزم بأن لا يترتب على العودة أي محرم أو مساعدة أو ركون، فهذا إن شاء الله مقبول ولهم الحق فيه".
وخلص بالقول، بأن "بيان العلماء ليس وصاية على الجماعة ولا تبديعا أو تكفيرا لا سمح الله ولا تفسيقا لهم، وإنما مجرد نُصح وتثبيت لهم".