هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفض
المجلس العسكري في دير الزور التابع لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ذات الغالبية
الكردية، إرسال عناصره لجبهات الشمال السوري مع المعارضة السورية، لصد عملية
عسكرية تتحضر تركيا لتنفيذها ضد تنظيمات تعتبرها أنقرة "إرهابية".
وحسب
مصادر "عربي21"، رفض مسؤول المجلس أحمد الخبيل، المكنى بـ"أبي
خولة"، إرسال مقاتلين لجبهات الشمال السوري، رداً على طلب قيادة
"قسد" ذلك.
وأكد
الصحافي همام عيسى لـ"عربي21" أن الخبيل أكد لقيادة "قسد" أن
عناصره يرفضون المشاركة في صد أي عملية عسكرية تركية في الشمال السوري.
وبيّن
أن عناصر المجلس، الذين ينحدر غالبيتهم من عشيرتي البكارة والعكيدات، اتخذوا هذا
الموقف بعد التشاور مع شيوخ العشائر العربية، تجنباً للصدام مع أبناء عشائرهم من
المقاتلين في فصائل المعارضة، المدعومة تركياً.
بدوره،
يصف مدير منظمة "العدالة من أجل الحياة" الحقوقي جلال الحمد، وهو من دير
الزور، في حديثه لـ"عربي21"، رفض مجلس دير الزور العسكري المشاركة في صد
العملية العسكرية التركية بـ"غير المستغرب"، نظراً لأن عناصر المجلس هم
من أبناء المحافظة، والمشاركة تضعهم بمواجهة أقاربهم وأبناء مدينتهم الذين يشاركون
إلى جانب الجيش التركي في الهجوم.
كما
أشار الحمد إلى علاقات القرابة والنسب التي تجمع بين عناصر مجلس دير الزور
العسكري وعناصر الجيش الوطني، وقال: "المشاركة تشكل تهديداً للسلم المجتمعي
في دير الزور".
من
جانب آخر، أشار الحقوقي إلى أن الهدف من تشكيل مجلس دير الزور العسكري التابع
لـ"قسد"، هو محاربة تنظيم الدولة (داعش)، وطرد التنظيم من المحافظة،
وهذا ما تم فعلاً.
وذكرت
تقارير إخبارية أن موقف مجلس دير الزور العسكري أغضب قيادة "قسد"،
ودفعها إلى التلويح بفصل العناصر الذين يرفضون المشاركة.
اقرأ أيضا: متى تبدأ تركيا عمليتها العسكرية المحتملة في شمال سوريا؟
وقالت
شبكة "نهر ميديا" إن "قسد" فصلت عشرات العناصر من مجلس دير
الزور العسكري؛ لرفضهم المشاركة في العملية العسكرية التركية المحتملة شمال سوريا،
وأضافت أن هذه الإجراءات من قبل "قسد" تأتي بالتزامن مع معارك تخوضها ضد
"الجيش الوطني" بريفي الرقة وحلب، ومع التهديدات التركية بشن معركة كبرى
ضدها شمال سوريا.
في
المقابل، نفى مصدر رسمي من "قسد" هذه الأنباء، وقال
لـ"عربي21"، طالباً عدم الكشف عن اسمه: "للآن لم تتحرك أي قوة من
دير الزور باتجاه الشمال أساسا، ولم يردنا أي تأكيدات لصحة هذه الرواية".
وفي
سياق متصل، يواصل الجيش التركي تحضيراته للعملية العسكرية المُرتقبة ضد التنظيمات
الكردية، وفي هذا الصدد تواصل القواعد التركية القريبة من خطوط الجبهات في أرياف
حلب زيادة التحصينات الأمنية.
وإلى
جانب ذلك، رصدت مصادر عسكرية استقدام الجيش التركي عدداً من المدافع بعيدة المدى،
فضلاً عن تجهيز إدارات مستشفيات تابعة لوزارة الصحة التركية في الشمال السوري لغرف
العمليات، وهو ما يؤشر إلى قرب انطلاق العملية العسكرية.
والأحد،
دخل رتل عسكري تركي جديد إلى الشمال السوري من معبر الراعي يضم دبابات ومدرعات
ومدافع وجنودا، وتوجه إلى خطوط الجبهات القريبة من مدينة منبج شرقي حلب.