هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يسعى المستوطنون اليهود لاستغلال المرحلة الانتقالية في دولة الاحتلال لترسيخ وجودهم في الضفة الغربية المحتلة، من خلال تحركات يشارك فيها ألف منهم بهدف إنشاء أكثر من 10 بؤر استيطانية في جميع أنحاء الضفة الغربية في يوليو المقبل، وذلك قبل أسابيع قليلة من زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لدولة الاحتلال.
وسيشكل هذا الأمر أولى التحديات التي ستواجه رئيس الوزراء المقبل يائير لابيد، حيث لا يمتلك علاقات جيدة مع المستوطنين، فيما يتهمونه بسحب رئيس الوزراء المستقيل نفتالي بينيت إلى معسكر اليسار.
وكشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن "مئات المستوطنين يشاركون هذه الأيام في جولات ميدانية لعدة أيام، بقيادة حركة "نحالا" الاستيطانية إلى نقاط مختلفة في جميع أنحاء الضفة الغربية بهدف الاستقرار في عدد منها الشهر المقبل، وتأتي هذه الجولات في إطار "عملية الاستيطان" التي يخطط لها المستوطنون في فصل الصيف، ويسمونها "إيفيتار 10"، والمقصود هي بؤرة أفيتار الاستيطانية التي يجري خلاف حكومي إسرائيلي بشأنها، بحيث سيقيمون عشرة نقاط استيطانية مثلها".
وأضافت الصحيفة في تقرير أعده أليشع بن كيمون، وترجمته "عربي21" أن "عملية الاستيطان الجارية في هذه الأيام تأخذ معاني أوسع بعد إعلان بينيت عزمه حل الكنيست، وتقديم موعد الانتخابات، ما دفع المستوطنين لاستغلال المرحلة الانتقالية القادمة للتحرك لإقامة مستوطنات جديدة، في مناطق "بنيامين والسامرة وغوش عتصيون وجبل الخليل ومعاليه أدوميم وبيت إيل وكدوميم وكريات أربع وغور الأردن وكرني شومرون".
وتكشف المعطيات الإسرائيلية أن المستوطنين يدركون جيدا أن الأحزاب الإسرائيلية في هذه المرحلة الانتقالية ستكون حريصة على كسب ودهم وأصواتهم للانتخابات المقبلة، وبالتالي فلن تكون معنية بالدخول معهم في خلاف حول بناء مستوطنات جديدة، ولذلك فإنه يجري العمل على استغلال أول شهر من هذه المرحلة لفرض مزيد من الوقائع على الأرض، من خلال تنظيم هذه الجولات الاستيطانية الهادفة للتعرف على الإمكانيات المختلفة لكل منطقة على حدة، وأيها أصلح لإنشاء مستوطنات جديدة.
في الوقت ذاته، فقد نكون أمام أزمة إسرائيلية أمريكية في حال أعلن المستوطنون عن مخططاتهم بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دولة الاحتلال أواسط الشهر المقبل، وهو آخر ما يرغب به لابيد، مما سيدفعه لإجراء مباحثات مع قادة المستوطنين لإرجاء هذه المخططات، على الأقل إلى حين انتهاء زيارة بايدن، مع أن التجربة التاريخية أكدت أن بايدن "موعود" بالإعلان عن مخططات استيطانية بالتزامن مع زياراته، خاصة حين كان نائبا للرئيس السابق باراك أوباما.
اقرأ أيضا: اعتراف إسرائيلي بالفشل أمام اختراق الجدار الفاصل في الضفة
ويدرك المستوطنون اليهود أن وسيلتهم الوحيدة للاحتفاظ بالأراضي الفلسطينية المحتلة هي فرض الأمر الواقع، حتى لو أدى ذلك إلى نشوب خلاف إسرائيلي داخلي، لكنهم يتحسبون لأي اتفاقات سياسية مع الفلسطينيين تشمل انسحابات من بعض مناطق الضفة الغربية، ما يجعلهم يستبقون ذلك بإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية غير الشرعية على أنقاض أراضي الفلسطينيين المصادرة.