هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وقفت
المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، على خشبة مسرح "برلينر إنسمبل"
في برلين، وتحدثت عن سياستها تجاه روسيا، وعن الحديث الذي دار بينها وبين الرئيس
الروسي فيلاديمير بوتين في سوتشي.
وردا
على سؤال: "لماذا وجدت روسيا والاتحاد الأوروبي نفسيهما على جانبي الجبهة في عام
2022"، قالت ميركل: "عندما زرت بوتين في سوتشي عام 2007، كانت ألمانيا ترأس
الاتحاد الأوروبي. وفي تلك الزيارة (التي حدثت فيها واقعة الكلب الشهيرة) قال بوتين
علنا للمرة الأولى إن انهيار الاتحاد السوفيتي كان المأساة الرئيسية في القرن العشرين.
من جانبي
قلت له إن ذلك كان أسعد ما حدث في حياتي، فقد نلت الحرية بسببه. وحتى في ذلك الوقت،
كان من الواضح تماما أن لدينا اختلافا كبيرا في وجهات النظر، وهو ما تطور وتطور فيما
بعد".
كما
دافعت ميركل عن سياستها حيال روسيا، مؤكدة أنه لا يتوجب عليها "الاعتذار"
عن اعتمادها على الدبلوماسية والتجارة في محاولة لتجنب الحرب في أوكرانيا.
وبدت
المستشارة السابقة التي تبلغ من العمر 67 عاما وانسحبت من الحياة السياسية، مرتاحة،
الثلاثاء، في أطول مقابلة عامة لها بحضور جمهور في مسرح في برلين منذ مغادرتها رئاسة
الحكومة قبل ستة أشهر.
وأدانت
مجددا بشدة الغزو الروسي الذي قالت إنه "لا مبرر له". وأضافت: "إنه خروج
وحشي عن القانون الدولي لا عذر له إطلاقا".
لكنها
رفضت الانتقادات القائلة بأن سياساتها لها علاقة بذلك. وقالت ميركل إنها كانت على علم
منذ سنوات عدة بالتهديد الذي يشكله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأمن الأوروبي.
وأضافت
المستشارة السابقة التي تولت الحكم في أكبر اقتصاد أوروبي مدة 16 عاما، أنه كان من
مصلحة ألمانيا "إيجاد تسوية مؤقتة مع روسيا حتى لا نجد أنفسنا في حالة حرب"
بل أن "نكون قادرين على التعايش بالرغم من كل خلافاتنا".
"جارة
لأوروبا"
منذ
الغزو الروسي لأوكرانيا، اتُهمت المستشارة السابقة التي تنتمي لليمين الوسط بزيادة
اعتماد أوروبا على قطاع الطاقة الروسي بما في ذلك من خلال الترويج لبناء خط أنابيب
الغاز "نورد ستريم 2" على الرغم من تحفظات شركائها الأوروبيين والأمريكيين.
ومنذ
غزو أوكرانيا، توقف خط الأنابيب الذي كان يفترض أن يضاعف قدرة ألمانيا على التزود بالغاز الروسي، حتى قبل أن يبدأ تشغيله.
واتبعت
ألمانيا لفترة طويلة سياسة تواصل مع روسيا بناء على فكرة أن التجارة ستؤدي إلى إحلال
الديموقراطية تدريجيا في هذا البلد.
وكان
رئيس الدولة فرانك فالتر شتاينماير الذي كان وزير خارجية في حكومة ميركل أقر في مطلع
نيسان/ أبريل أنه ارتكب "خطأ" بدعم إنشاء خط أنابيب الغاز هذا.
لكن
ميركل لا ترى الأمر بهذا الشكل.
وقالت
المستشارة السابقة: "لم أتصور أن بوتين سيتغير بفضل العلاقات التجارية"، معتبرة
أن الرئيس الروسي ألغى فكرة الديموقراطية.
وأضافت
في المقابلة التي أجراها معها صحفي من مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية أنه كان
من الواضح في نظرها أن روسيا "ستبقى دائما جارة لأوروبا لا يمكن تجاهلها".
وتابعت
مبررة موقفها أنه إذا لم يكن من الممكن تحقيق تقارب سياسي "فمن الملائم أن تكون
هناك علاقات تجارية على الأقل".
وقالت
ميركل بإصرار "لن أعتذر" عن الخط السياسي الذي اتبعته في السنوات الأخيرة.
ودافعت
ميركل أيضا عن الجهود الدبلوماسية التي بذلت في إطار ما يسمى بـ"صيغة النورماندي"
مع فرنسا بعد ضم شبه جزيرة القرم من قبل روسيا في 2014 والنزاع في شرق أوكرانيا.
وقالت
إن هذه العملية لم تجلب السلام المأمول بل "بعض الهدوء" الذي سمح لأوكرانيا
بالاستفادة من سبع سنوات إضافية لتتطور كدولة وتعزز جيشها، مشيدة "بشجاعة وحماس"
الأوكرانيين في الدفاع عن بلدهم.
لكن
ميركل التي بقيت مستشارة لأربع ولايات والتقت فلاديمير بوتين مرات عدة اعترفت في الوقت
نفسه: "لم ننجح في استحداث بنية أمنية تسمح بتجنب" الحرب "المأسوية"
التي تدور حاليا.
شكسبير
وللمرة
الأولى، تحدثت المستشارة التي لا تزال تتمتع بشعبية كبيرة في ألمانيا، عن حياتها منذ
تقاعدها، مما أثار ضحك الجمهور مرات عدة.
وقالت
خصوصا إنها أمضت خمسة أسابيع على شواطئ بحر البلطيق حيث استعادت متعة القراءة ووجدت
الوقت الكافي لذلك، واكتشفت أيضا الكتب المسجلة صوتيا التي تتطلب "تركيزا أقل".
وقالت
إنها انتهزت الفرصة للاستماع إلى "ماكبث" لوليام شكسبير.
وخلال
خوضها غمار السياسة مدة ثلاثين عاما، عقدت المستشارة السابقة "اللقاء تلو اللقاء".
لكنها تؤكد اليوم أنها تقدر استعادتها حريتها. وقالت: "شخصيا أشعر أنني بحالة جيدة"،
قبل أن تضيف: "لكنني كنت أتصور تقاعدي بعد ولايتي بشكل آخر"، في إشارة إلى
الأحداث في أوكرانيا.