سياسة عربية

مصادر تنفي اجتماعا أمريكيا أردنيا في "التنف" لمواجهة إيران

قاعدة "التنف" دعمت تشكيل مجموعات عسكرية في السويداء تحت مسمى "قوى مكافحة الإرهاب" - سبوتنيك
قاعدة "التنف" دعمت تشكيل مجموعات عسكرية في السويداء تحت مسمى "قوى مكافحة الإرهاب" - سبوتنيك

تضاربت الأنباء حول عقد ضباط من "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، اجتماعات في القاعدة العسكرية بمنطقة التنف (المنطقة 55)، عند الحدود السورية الأردنية العراقية، مع المخابرات الأردنية، بهدف دعم التحالف تشكيل مجموعات مسلحة هدفها حماية الحدود الأردنية من تمدد المليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، والحد من محاولات تهريب المخدرات انطلاقاٌ من سوريا.

وأكدت تقارير إخبارية عدة أن الاجتماعات جاءت بطلب أردني بعد ازدياد منسوب الخطر من جهة الحدود السورية، لكن قائد جيش "مغاوير الثورة" العقيد مهند الطلاع، نفى في حديث خاص لـ"عربي21"، عقد اجتماعات بين الجانبين، التحالف الدولي بقيادة واشنطن والأردن في التنف.

وأكد قائد "مغاوير الثورة" التي تحظى بدعم أمريكي في المنطقة، على استعداد فصيله للتصدي للتمدد الإيراني في الجنوب السوري، داخل وخارج منطقة التنف، قائلاً: "نحن على استعداد لأي سيناريو محتمل، في منطقة التنف وخارجها".

وفي وقت سابق، كانت قاعدة "التنف" قد دعمت تشكيل مجموعات عسكرية في السويداء تحت مسمى "قوى مكافحة الإرهاب"، بغرض ملاحقة تجار المخدرات، وخلايا تنظيم الدولة التي تسجل نشاطاً في البادية السورية.

وفي هذا السياق أكد المتحدث باسم جيش "مغاوير الثورة" عبد الرزاق خضر وجود تنسيق بين فصيله و"قوى مكافحة الإرهاب" في السويداء، موضحاً لـ"عربي21" أن الغرض من التنسيق منع تهريب المخدرات وملاحقة المجرمين وعناصر التنظيم.

وحول الاجتماعات بين الأردن و"التحالف الدولي"، يرى خضر أن الأردن هو المكان الأنسب لعقد مثل هذه الاجتماعات، وليس "التنف".

 

اقرأ أيضا: الأردن يحبط عملية تهريب أسلحة وذخائر عبر الحدود مع سوريا

من جانبه، لم يستبعد الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، أن تُعيد قاعدة "التنف" التجربة ذاتها في درعا، التي باتت تُشكل منصة لتهريب المخدرات نحو الأردن، بعد انتشار مليشيات تابعة لـ"الحرس الثوري" و"حزب الله" فيها.

وفي حديثه لـ"عربي21" أضاف علاوي، أن ما يثار من أنباء بهذا الخصوص، يهدف إلى طمأنة الأردن، التي باتت مخاوفها كبيرة بعد اقتراب المليشيات الإيرانية من حدودها، وهو ما يشكل تهديداً لأمنها القومي.

وبحسب علاوي، فإن الأردن لم تخف قلقها من انحسار النفوذ الروسي في الجنوب السوري، وهو ما عبرت عنه تصريحات العاهل الأردني عبد الله الثاني، عندما حذر من تصعيد محتمل عند الحدود السورية الأردنية.

وكان عبد الله الثاني، قد قال في أيار/ يوليو الماضي من واشنطن، إن "الوجود الروسي في جنوب سوريا كان يشكل مصدراً للتهدئة، مبيناً أن هذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم"، وذلك بعد الأنباء عن انسحابات جزئية للقوات الروسية من سوريا إلى أوكرانيا.

وقال علاوي، إن الأردن يحاول بشتى السبل أن يستبق الفوضى في الجنوب السوري، وخصوصاً بعد زيادة تواجد المليشيات المدعومة من إيران في المنطقة، معتبراً أن "من غير المستبعد أن يعمد الأردن بالتنسيق مع واشنطن إلى دعم تشكيلات عسكرية مهمتها حماية حدوده من المخدرات والتهديدات الإيرانية".

وبحسب قراءات اطلعت عليها "عربي21"، فإن الغرض الرئيسي من محافظة الولايات المتحدة على تواجدها العسكري في منطقة التنف، هو مراقبة التحركات الإيرانية بين العراق وسوريا، ومنع تمدد المليشيات الإيرانية في البادية السورية وصولاً إلى السويداء ودرعا، أما عن دعم فصيل "مغاوير الثورة" وإجراء تدريبات دورية له، فيسود اعتقاد واسع بأن الولايات المتحدة تحضر الفصيل لمهام مستقبلية، تتعلق في الغالب بالمليشيات الإيرانية.

التعليقات (0)